| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأربعاء 14/5/ 2008



مهما تخفون من اسرار:::::: تكشفه الايام

علي حسين الخزاعي

في زمن مغبر تتوالى على البشرية انواع من الذئاب الوحشية لتنبش في لحمها وتعتاش على دمائها من غير واعز ضمير , هذه الذئاب البشرية التي التحفت اللبوس القومية والدينية والمذهبية .
فقد كان للقائد البار عبدالناصر مخالب الذئب , ونهش بها جسد القومية العربية وخلف من بعده المئات ممن فقدوا ضمائرهم , وعند شعورالبعض منهم بالذنب , نفضوا عن وجوههم الأقنعة كي تبان الحقائق كما هي , حيث العديد من الكتاب وخاصة من القوميين الذين شعروا بمخاطر التوجه الناصري ضد القومية العربية وآفاقها, تخلوا عن الفكر القومجي ليعتنقوا أو ليؤمنوا , ان هذا الطريق لايؤدي ألا الى خراب , حيث مثلت امامهم العديد من الشواهد الحية , فاخذوا على عاتقهم فضح تلك الجرائم التي آلت بالشعوب الى حافة الهاوية , لولا عنادها ونضالها المتفاني للخلاص من تلك السياسات الخائبة .
ليس الامر فقط بما شمل القوى القومجية , والتي ربطت علاقاتها بالقوى الامبريالية ( الامريكية – الاوروبية الغربية ) , بل القوى الاسلامية التي اصبحت البديل الأفضل وعلى مقربة اكثر او قاب قوسين من الحكومات الغربية والامريكية , نظرا لشعور الانظمة الاوروبية والامريكية في ضرورة ايجاد بديل للقومجية في تطبيقهم لسياستهم على ارض الواقع في المنطقة , لقد افلس قادة القومية العربية ولم يعد لها المزيد لتقديمه للبيت الابيض والادارات الاوروبية , لذلك اخذت اليوم تتخبط ماسكة بذيل القوى المتنفذة في العالم عسى وان تلحف من خيرات الشعوب بعضا مما سيكون من نصيب القوى الاسلامية المتشددة خاصة .
لقد بانت خيوط العمل المخابراتية وتبعية القادة العرب مع المخابرات الامريكية سابقا , من جهة ومن جهة اخرى , لم تمر اكثر من ثلاثة عقود لتنكشف خيوط التآمر الرجعي الايراني المعادي لمصالح الشعوب , وتنفيذهم لدعوة الخميني في تصدير الثورة بعد الغزو الصدامي لأيران , حيث كشف اللقاء الذي جرى مع السيد محمد حسن الأختري عن الكثير من ذلك :
نشر بالأمس خبرا على بعض المواقع الالكترونية , عن لقاء مع السيد الأختري وهو ((( سفير الجمهورية الايرانية السابق في سوريا , ولمدة – 14 – عاما حيث انتقل الى ايران اوائل العام / 2008 ليعمل مستشارا لدى المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية السيد خامنئي ))) وحسب تصريحه , فهو المرشد والقائد الروحاني والمؤسس لحزب الله في لبنان , الى جانب دور السيد علي حشمتي والذين سبق لهما في تشكيل جمعية ( آل البيت ) العالمية التي رفعت شعار – نشر الوعي الديني الشيعي - كذلك لهما الدور الكبير في تطوير العلاقة مع سوريا ايام الحرب العراقية – الايرانية بعد ان تخلت كل من الجزائر وليبيا عن ايران , ويضيف انه تم تقديم المساعدات المادية واللوجستية لحماس والجهاد الاسلامي من الطائفة السنية , في نفس الوقت الذي فيه كان الايرانيين يسألون من الناس المتواجدين في ايران , ( هل انت مسلم أم سني ) وكأن السنة ليسوا بأسلام , هذه المفارقة معروفة لدى السياسيين لكنها قد تغفل على العامة , كون القضية ليست دينية ولاطائفية , بل هي قضية مصالح اقتصادية تحرك القوى في التقارب والتنافر والحرب هو انعكاس لتلك العلاقة ابدا .
هذا السيد كشف المخفي , لأن قائلا ادلى بدلوه يوما , وقال ( مهما تخفون من اسرار ... تكشفه الايام ) وهذه الحقيقة تطرح من افواه المعنيين ليس غيرهم , ان الواجب على الاوساط الجماهيرية الضغط على القوى الاسلامية بان تلعب دورها في الفصل بين السياسة والدين , حماية للدين نفسه من التشويهات التي تنفذ من السياسيين المتدينيين انفسهم وتقديرا لدور الدين المرشد والمصلح , أما السياسة فالواجب تركها للسياسيين لأن في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ,هم الادرى بأمور الدنيا ومقتضيات الصراع .

 

Counters