| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الثلاثاء 13/5/ 2008



امريكا بلاء الشعوب

علي حسين الخزاعي

بسبب غياب منطق العقل وبسبب الفوضى السياسية وانعدام المشروع المشترك لخلاص الشعوب من البلاء الامريكي – الاوروبي المفروض على المنطقة , فقد تغلبت المصالح الحزبية على مصالح الشعوب .
أن تغليب المصالح الانانية لقوى ربطت مصالحها بالمصالح الامريكية – الغربية مهدت الطريق اكثر لتنفيذ المشروع الامريكي الشهير , وهي تدخل في حسابات العولمة الرأسمالية المتوحشة لأبتزاز خيرات الشعوب المادية والثقافية .
ان الجزء الاول الذي يختزل في المصالح الامريكية تعتمد على مدى تجاوب تلك القوى في تحقيق المصالح الامريكية , والانسجام بينها وبين المصالح الغربية بأتجاه القضاء على هذه الحكومة او تلك التي لاينسجم وجودها على الساحة السياسية – الاقتصادية او عدمه , فالمصالح الاقتصادية تقع في الأولوية عند الاحباب بنظر الامريكان .
اما الطرف الثاني الشريك في العملية الاستغلالية والتي صادف ان تطابقت مصالحها الحزبية الضيقة مع المصالح الامريكية فقد اصيبة بعمى الألوان , فاصبحت لاتميز بين مصالح الشعوب التي لاتدعي شيئا الابالكلام والادعاء بالدفاع عن الوطن وحقوق الانسان في الوقت الذي باعت فيه الوطن وداست على حقوق الانسان وكرامته .
فهناك قوى سياسية وحكومات بلدان , تدعي بعدائها ضد الامريكان , ولكن الحقيقة فان كل سلوكها لاتدل على ذلك بسبب عدائها السافر للحريات العامة والديمقراطية , واتباعها اسلوبا فاشيا ضد شعوبها واطلاقها الاحكام العرفية , هذا بالاضافة الى العداء المستفحل من قبل القوى الاسلامية المتشددة والظلامية , التي كانت لغاية الامس القريب معادية للأستعمار والامبريالية , قد اختزلت الطريق بسبب كشف القناع عن وجهها القبيح امام الجماهير وافلاسها , فالتجأة الى التحالف مع الامريكان لتحقيق اغراضها واحلامها باسم الدين والشرع , والدين والشرع براء من سلوك تلك القوى .
فلنأخذ ايران التي شرعت في تصدير الثورة الاسلامية , لم تدرك ان تلك السياسة ماعادت تنسجم مع تطور الحياة , وان الشعوب فتحت عيونها وهي تبغي التحرر ليس من الاستعمار والانظمة الدكتاتورية فحسب , بل من كل نظام شمولي لايؤمن بحقوق الانسان , وانما الايمان الراسخ سياتي اليوم الذي تتحقق فيه انظمة دولة القانون .
فايران تنادي بالدين وتبث الاشاعات بانها وكيل الله على الارض , وهي التي ستحقق العدالة الألهية على كوكبنا الجميل وتحمي مراقد الأئمة الاطهار , ولا تتوانى في عدائها للطوائف الاخرى عندما يسألون شخصا ( هل انت مسلم أم سني ) وكأن السنة ليسوا بأسلام , وهم بنفس الوقت يقدمون مساعدات كبيرة لجماعة حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين المحتلة , كذلك المساعدات السخية لحزب الله في لبنان وفي العراقي لجيش المهدي ومنظمة بدر ..... .
ان كل تلك المساعدات المادية والعسكرية واللوجستية , لم تدفع الا لتطوير تأجيج الصراع في المنطقة , وهي بالتالي لاتختلف عن السياسة الامريكية في المنطقة , فمن منهم الاشرف من الثاني ؟
ولو تصورنا المعارك في العراق بين الحكومة وجيش المهدي , كم مرة حدثت تلك المعارك , وكم عدد الضحايا في تلك المعارك , وكم مرة تحقق الصلح المؤقت , واليوم يشكل وفد من الأئتلاف العراقي لوحده وليس من مجلس الوزراء , ولم نتعرف على غير المكشوف , ترى كم من الأتفاقات السرية التي عقدت بينهم ولماذا فقط من الأئتلاف ... ؟ هذا سر لايعرفه غير الله والضالعين في دهاليزهم .
هل فعلا ان جيش المهدي , سيلتزم بالاتفاق الثنائي , وهل سينجز القرار العراقي في تسليم جيش المهدي سلاحه الى الدولة , وهل ان من يملك الميليشيات سوف يمنع من المشاركة في الانتخابات التي ستجري لاحقا .... ؟؟؟ عديد من الاسئلة تطرح من قبل الحريصين من ابناء شعبنا وسبق لي ان طرحت نفس القضية , واهمية دور المفوضية العليا في تنفيذ قرار الحكومة ومنع مشاركة من يملك الميليشيات في الانتخابات القادمة .
نعود الى القضية التي لاتقل شأنا من هذه , وهو الدور الامريكي في المنطقة ... لبنان الحبيبة تشتعل وسلاح الشيعة اللبنانية موجهة ضد معارضيه , واحتلال عسكري لبيروت وباسلحة ايرانية , الشعب اللبناني يطالب بحل القضايا بطرق سلمية دون اللجوء الى السلاح , في نفس الوقت هناك اصرار من حسن نصرالله على التواجد العسكري ويهدد بقطع الايادي , يا لها من مصيبة , ونحن في الألفية الثالثة من عمر البشرية , ويبقى السيد يهدد بقطع الايدي ناسيا مصير صدام الذي قطع الرقاب والايدي , فكان مصيره جهنم وبئس المصير .
اقولها بصراحة ان اي من هؤلاء ليس من صالحهم الحرية والامان لهذه الشعوب وان الكثير من المخدوعين سيفهمون الامر بعد ان تتكشف كل الاقنعة بعد حين , وان الحل الوحيد في تحرر الشعوب , هو الايمان المطلق بالديمقراطية, ومنح حق الشعوب في تقري مصيرها بنفسها , والايمان بأن الجماهير هي الصانعة الحقيقية للتأريخ .


 

Counters