علي حسين الخزاعي

 

هـذه الـمرة أغلقــت أبـواب النقـابـة

علـي حســين الخـزاعــي

ســبق وأن رفعـت الأصـوات المخلصــة مطـالبـة بالكـف عـن اتخـاذ المـواقـف والقـرارات المجحــفة بحـق الطبقـة العـاملـة ونقـابـاتهـا , لكـن المـؤســف أنهـا لـم تحقـق شـيئـا بـسـبب الأذن الصمـاء وعـدم اســتجابـة المســؤوليـن فـي مؤســســات الـدولـة ومجلـس الوزراء بالـدرجـة الأولـى , وقـد تمادى الســيد وزيــر النفــط حــدود المعقـول والمنطـق بالأمـس حيـث قـرر غلـق بـاب اتحـاد عـام نقـابات عمـال وفنـي النفــط فـي البصــرة وحجـز سـياراتهـم المخصصـة لهـم ومنـع التعـامل معهـم كممثـلي الطبقـة العـاملـة فـي مجـال النفـط بحجـة عـدم الشـرعيـة .
أن هـذا القـرار امتـداد لتنفيـذ نفــس المشـروع الـرامـي فـي سـبيل خضـوع العمـال لأرادت الوزارة وعـدم الاعتـراف بالعمـال بصفتهـم كعمـال بـل اعتـبارهـم مـوظفيـن انسـجامـا مـع تطبيـق قـرار صـدام حســين المقبـور المـرقـم ( 150 ) الصـادر فـي العـام / 1987 من القـرن المـاضــي , هـذا القـرار الـذي أصـر عليـه السـيد الجعفـري عـام / 2005 بالقـرار المـرقـم ( 8750 ) والمنســجم مـع نهـج معـاداة الطبقـة العـاملـة والحقـوق الشـرعيـة لهـم .
أن هـذا النهـج الـذي يـسـوقه السـيد وزيـر النفـط يعتبـر امتـداد طبيعـي لأسـلوب معـاداة الـديمقـراطيـة متناســيا أنـه من المســاهميـن فـي لجنـة أعـداد الدســتور والـذي نــص فـي البنـد ال ( 22 ) منـه علـى حـق التنظـيم النقـابـي فـي الـوقــت الـذي يـؤكـد فيـه علـى عـدم أحقيـة أي طـرف فـي عرقلـت هـذا الحـق القـانـوني بمـا فـي ذلـك الـوزارات ولذلـك فـأن أي منـع وغـلق أبـواب للنقـابـة هـو طعـــن بحـــق العمـال وحقـهـم القـانـوني وهـذا مـا يمكـن لنـا وصـفه امتـداد للنهـج السـابـق المنـافـي للقيـم الحضـاريـة .
أن جـوهـر المشـكلـة تكمـن فـي عـدم اتخـاذ قـرارات منـذ سـقوط النظـام الســابـق ولغـايـة اليـوم تلغـي القـرارات السـابقـة ممـا وضـعت تلـك القضـية كتبـريـر بيـد البعـض من المســؤوليـن لمنعهـم تحـرك العمـال من جهـة ومـن جهـة أخـرى هـو المـوقـف المبـدئي للعمـال واتحـادهـم المنـاضـل ضـد قـانـون النفـط والغـاز وأخيـرا مـوقفهـم السـليم ضـد خصـصـة النفــط والعقـود الجـائـرة بحـق ثـروات الـوطـن النفطيـة وممتلكـات الشــعب , أن الـواجـب الـوطنـي والطبقـي يتطـلـب من العمـال الـدفـاع عـن ممتلكـات الشـعب آخـذين بنظـر الاعتبـار مـا نــص عليـه فـي الـدســتور وفقـا للمـادة ( 11 ) الـتي تـؤكـد علـى أن النفـط والغـاز هـي ملــك الشــعب وليــس ملكـا لحـزب مـا أو طـائفـة .
أن تحميـل وزر تصـريحـات بعـض القـادة السـياسـيين علـى العمـال أمـر غيـر مســلم بـه خصــوص قضـايـا النفـط والغـاز , لأن الصـراع بيـن بعـض الأحـزاب تنبـع من الشـعور بالتســابـق للحصـول علـى الحصــة الأكبـر من مصـادر النفـط والغـاز وهـي قضـيـة حـزبيـة ضـيقـة الخـاســر فيهـا أولاد الملـحـة من أبنـاء شـعبنـا , أن الصـراع بيـن تلـك القـوى للسـيطـرة علـى منـابـع النفـط لا لمصـلحـة الشـعب والـوطـن وهـي فـي النتيـجـة لا تـدخـل فـي حســابات العمـال , بــل أن الهـم الأكبـر الـذي يـشــغل العمـال هـو كيــف يمكـن الحفـاظ علـى ممتلكـات الشـعب وخيـرات الـوطـن لصـالـح كـل الشـعب ومســتقبل أجيـالـه , لـذلـك نعتـبر أن أي أجـراء بحـق العمـال جريمـة بحـق أبنـاء شـعبنـا وكـل الكـادحين وهـو أمـر مـرفـوض قـانـونـا , فالـواجـب اليـوم يتطـلـب أبعـاد ثـروات الـوطـن عـن الصـراعـات الحـزبيـة رغـم قنـاعـتي أن المصـالـح الطبقيـة والحـزبيـة الضـيقـة تعمـي بصـيرة تلـك القـوى .
نحـن اليـوم بحـاجـة ماســة الى قـوانيـن تنســجم مـع بنـود الدسـتـور وبمـا يخـدم مصـالـح الشـعب لا القـوميـة أو الفئـة أوالطائفـة أو الحـزب , وبمـا يحـافـظ علـى خيـرات الشـعب والاعتـراف بالنقـابات كـونهـا وليـدة انتخـابات شـرعيـة وديمقـراطيـة ســليـمة ووضـع شـرعيتهـا نصـب عيـون المســؤوليـن والتعـامل مـع ممثـلي الطبقـة العـاملة بصـفتهم مـواطنيـن مخلصـين ومـدافعيـن عـن خيـرات الـوطـن ومسـتقبل الشـعب بـدلا من أتبـاع الـواقـف المتشــنجـة والارتجـاليـة تجـاه النقـابات .
أن الجهـة الـوحيـدة التـي لا تقبـل القســمـة علـى أثنيـن هـي الطبقـة العـاملـة كـونهـا الـرافضـة لكـل أنـواع المحـاصصـة الطـائفيـة والانتمـاءات الثـانـويـة بـل هـي طبقـة متجانســة لا تعـرف التمييـز بيـن أعضـائها وأن الانتمـاء الى النقـابـة طـوعـي بغـض النظـر عـن انحـداره القـومي أو معتقـداتـه الـدينيـة أو المـذهبيـة , فالكـل عمـال يـواجهـون العـدو الـواحـد البـرجـوازي , منـاضـلين ضـد الاضـطـهاد الطبقـي الرأســمالي .
نحـن اليـوم لا نحتمـل غـلق الأبـواب حيـث يـدعـي السـيد وزيـر النفـط الشـهرسـتاني شـرعيـة الاتحـاد بـل علـى الجميـع فـتح الأبـواب والانفـتاح علـى الجميـع بقلـب رحـب من أجـل مشـاركـة الجميـع فـي عمليـة بنـاء الـوطـن وسـعادة الشـعب .

07 08 14