| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الجمعة 12/11/ 2010



نظرة إستباقية حول دور البرلمان القادم

علي حسين الخزاعي

في الحقيقة يصعب على المرء الحكم على أمر ما دون أسس يعتمدها وتجارب سابقة وسلوك خاص وعام يعتمد في التحليل
والتقصي ..... كل هذه القضايا متوفرة في العراق الجديد خاصة العمل التشريعي ودور البرلمان السابق الذي يعطي صورة واضحة لآفاق العمل المستقبلي .

وما متعلق في ذاكرة الناس وخاصة المتابعين للواقع السياسي في العراق يستشف ما ستؤول اليه الحالة المستقبلية فقد كان للبرلمان السابق دور مميز في إصدار التشريعات والقوانين التي تخدم النواب قبل غيرهم وفي تحقيق مكاسب كبيرة على حساب الناخبين على أقل تقدير , وفي تعطيل دور الحكومة لأنجاز عملها من جهة والحصول على امتيازات كان الواحد فيهم لا يحصل عليه إلا في الحلم فالرواتب المجزية والايفادات المفتعلة وتكرار إداء فريضة الحج على حساب الآخرين من الراغبين في ذلك وحصولهم على السيارات المصفحة والمكيفة إضافة الى البيوت الفارهة وقطع الاراضي في ارقى المناطق في بغداد .

لقد حقق البرلمان السابق عن جدارة :
1 / عدم إنجاز اللجنة المكلفة لتعديل الدستور .
2 / عدم تشريع أكثر من 150 قانون من أكثر القوانين أهمية في حياة الشعب .
3 / عدم تشريع قانون للأحزاب ( ديمقراطي وجديد ).
4 / عدم تشريع قوانين وقرارات تلغي بموجبها القوانين والقرارات المجحفة بحق الشعب العراقي والتي صدرت أبان النظام السابق وفي المقدمة منها القرار 150 لعام / 1987 .
5 / تشريع قانون انتخابي جائر .
6 / تشريع قوانين تخدم مصالح اعضاء مجلس النواب .
7 / تعطيل قانون العدالة والمسائلة .
8 / تعطيل دور الحكومة لسبب أو آخر .

هذا كان غيض من فيض حيث التجربة أثبتت عدم آهلية أكثرية أعضاء مجلس النواب السابق لحمل تلك الصفة القانونية بسبب ضعف حرصهم وعدم إيفائهم بالوعود الانتخابية وعدم تقديم ما يخدم مصالح الكادحين , وكل ماحدث هو تحقيق اهداف ومكاسب حزبية ضيقة وطائفية مقيتة بسبب التركيبة القومية , الطائفية للبرلمان نفسه .

التجربة الاخيرة منذ انتخابات السابع من آذار الماضي عكس نفس الصورة الحقيقية السابقة للبرلمان السابق ويمكن القول أن البرلمان السابق كان الأفضل في بداية الأمر لفترة على أقل تقدير حيث أستمر في عقد اجتماعاته , لكن ونحن في بداية الطريق عقد البرلمان الجديد اجتماعا لمدة عشرين دقيقة ليقسم اليمين الدستوري بعضهم ويتم تأجيل البعض الآخر الى حين لايعلم به إلا ( ... ) , البرلمان السابق بأكمله أقسم اليمين الدستوري وتم انتخاب المسؤولين ( رئيس مجلس النواب مع نائبيه ورئيس للجمهورية ) هذا البرلمان عقد اجتماعا مفتوحا فتحت باب جهنم ولم تغلقها والانكى من كل ذلك تم اقرار صرف رواتب مجزية للنواب مقابل اجتماع لمدة زمنية قياسية – عشرون دقيقة - فقط مع صرف مخصصات ولا اعرف إن كانت هناك صرف مخصصات خطورة الطرق والحماية والنفط واللفط والغازوالكهرباء والعجاج والدجاج والفراشين والخدم والحشم ... الخ حيث روى لي صديق عن أحد النواب وبدوري أحتفظ بالاسم أنه صرف أكثر من 250 مليون دينار والعهدة عليه على الدعاية الانتخابية وعليه إعاتها بأي طريقة كانت لكن المشكلة انه فشل في الوصول الى البرلمان ترى كيف سيعيد المبلغ .

ما يعيب على البعض من النواب , أن ما يعاني منه البرلمان اليوم لا يهمه بشيء ليسمح لنفسه اداء فريضة الحج وكأن بيت الله عزوجل سوف يهاجر الى السماء كما هاجر العراقيين الى بلاد الغربة أما الآخرين من اعضاء المجلس ناطرين في بيوتهم عن ما سيسفر من قرارات رؤساء كتلهم دون أن ينبس أحدا منهم ببنت شفة أو يطالب بقعد اجتماع لمجلس النواب لمناقشة واقع حال الوطن وعن ما يمكن عمله لحلحلة الوضع السياسي وتشكيل الحكومة .

ماذا نتوقع من برلمان على هذه الشالكة ؟
لا شيء ونحن على يقين إن البرلماني الذي لم يكسب ثقة الناس ولا يملك استقلالية قيد أنملة لايمكن له أن يقدم شيئا , لذلك فاعضاء البرلمان الحالي ليس هم سوى بيادق تحركها اصابع قادة الكتل , قد يعتقد البعض أني أقسي عليهم بعض الشيء لكنها الحقيقة , ترى هل حرك أحدهم ساكنا وهل احتج احدهم على ما آلت علي الاوضاع في العراق الجديد وهل فكر أحدهم بضعف الحياة المعيشية وفقدان ابسط المستلزمات التي يعاني منها أبناء الشعب أم أن ما يفكر به هو قضاء ساعات اليوم والاشهر لتنتهي الدورة البرلمانية بعد اربع سنوات ويحصل على تقاعد كان الحلم له ولعشيرته .

ان الخضوع لامر القائد امر مشين ... ليس اكتشاف جديد هذا بل التجربة تقول والحقيقة كما هي اليوم فان البرلماني غير المستقل في التفكير والقرار لايمكن ان يقدم شيء ولذلك فالعضوية في البرلمان اصبح تجارة ووظيفة وليست تمثيل للدفاع عن مصالح الناس بكل جوانبه .
 

 

free web counter