| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأثنين 12/5/ 2008



أصبحت الامور اكثر وضوحا

علي حسين الخزاعي

لم يعد هناك شيئا مخفيا , امام الشعب العراقي الذي تحدى الارهاب وكل انواع التهديدات لعرقلت مشاركته في الانتخابات السابقة , فقد شارك الشعب بملايينه بقوة .
لقد بانت كل الامور بعد مرور اكثر من خمسة اعوام على سقوط نظام الطاغية المباد , واصبح أكثر وضوحا كوضوح الشمس امام الجماهير التي تطلعت الى الحرية والحياة الكريمة , بان الامر لهم وعن جدية ومصداقية ما يطرح على الورق من برامج سياسية واقتصادية وما هو ملموس على الواقع الحي المتناقض أصلا عنه , وما عاد يهم الشعب ما يطرح على الورق حيث تفتحت عيون الناس على مايجري من سلوك وممارسات لاينسجم مع طموحاته .
لقد توضحت كل الامور والخطوط التي وضعت من قبل الاحزاب والقوى السياسية والكتل , واصبح واضحا مدى تحمل تلك القوى المحركة للعملية السياسية من مسؤولية كبرى تجاه ما يجري دون ان نضع تلك الاخطاء على شماعة النظام السابق .
ان الشعب العراقي بكل اطيافه , يعرف الوغد المشعول وسياسته العنصرية والشوفينية التي مارسها ضد كل اطياف الشعب العراقي , بغض النظر عن الانتماء السياسي او القومي او العقيدة الدينية , والانكى من ذلك فقد حول الحزب الى كتلة موحدة من أحجار الشطرنج ,يقرر لوحده كيف يتلاعب بأعصابهم ويصفي منهم متى ما يشاء دون رادع , فلا حاجة لنا بعد الان الحديث عنه الا من اجل التذكير وتعريف الاجيال القادمة , من اجل تطوير وعيهم حول مخاطر الدكتاتورية التي لاترحم احدا.
كنا نحاول التقرب من الحقيقة دون التهرب من المسؤولية المشتركة , لما آلت عليه العملية السياسية وبجرءة , فالقوى السياسية طوال تلك الفترة لم تقدم على تفعيل البرنامج الحكومي الذي صفق له الجميع وأقره , ولم تطبق القرار في حل الميليشيات لأسباب يعرفها الجميع , بل العكس من ذلك , فأنها شجعت على تلك الممارسة الخاطئة , وقامت بعمليات التهجير القسري وحصر كل منطقة على اساس الطائفة الواحدة , مما ادى ذلك الى تفشي البطالة وزيادة عددها بدلا من العمل على معالجتها , ومن ثم العمل لردم واحدة من اخطر الحواضن التي ترفد الارهاب والارهابيين بسبب الحاجة التي تخلق المعجزات ,ومن خلالها انتشرت الامراض الموبوءة والامراض الاخلاقية من سرقات واختطاف وأخذ الأتاوات , و انتشار القتل على الاسم والهوية , وهي بالتالي خلق تصورا عند المافيات والعصابات ان الاساتذة هم من الاغنياء لابد من اختطافهم واخذ الفدية ثم قتلهم بهدف التستر على اماكن الاختفاء , ولاننسى ان الكثير من المافيات البعثية والتكفيرية كانت تقتل العلماء بهدف محاربة العلوم والتطور الحضاري .
ان ما يعيب القوى السياسية وهي قد بذلت جهدا كبيرا ولايزال في عدم الغاء القرار / 150 الخاص بتحويل العمال الى موظفين والانكى من كل ذلك ليس بألغاء القرار فحسب , بل أصدار القرار / 8750 والذي جمد بموجبه منظمات المجتمع المدني وتمت مصادرت امواله وممتلكاته وكان الهدف من وراء ذلك تحويل تلك المنظمات الى بوق لصالح الحكومة , وهذا بالتأكيد مخالف لبنود الدستور الذي صنعه العراقيون انفسهم .
ماذا قدمت القوى السياسية التي تقف في موقع اتخاذ القرار السياسي في اجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية ؟
رغم استتباب الجانب الامني لكن ذلك لم يكن بمستوى الطموح , كون تلك العملية تحتاج الى اجراء حزمة من الاجراءات الاجتماعية , الاقتصادية والسياسية وتوفير ابسط مستلزمات الحياة المعيشية من ماء وكهرباء وفرص عمل وتنشيط الحياة الثقافية واطلاق الحريات العامة والديمقراطية , وتعزيز العلاقة بين القوى السياسية العراقية من خلال تفعيل المصالحة الوطنية , التي يمكن ان تؤدي الى اعادة الثقة بين الجماهير والقوى السياسية والحكومية .
ان هناك واجب مقدس يقع على عاتق المفوضية العليا للأنتخابات من خلال الاستفادة من دروس الانتخابات السابقة عليها :
1 – اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بعدم استغلال الرموز الدينية في اي وقت كان في الدعاية الانتخابية .
2 – تنفيذ قرار مجلس الوزراء بعدم مشاركة اي طرف يملك ميليشيات بغض النظر عن انتماء تلك الميليشية الى اي طرف كان , و تحت اي مسميات لكونها تملك سلاحا .
3 – يجب على اي طرف مشارك في الانتخابات ان يقدم برناجا سياسيا وثقافيا واقتصاديا قبل فترة تدخل ضمن حملتها الانتخابية .
5 – ضرورة ضمان ولاء اعضاء المفوضية للوطن , وضرورة اتخاذ اجراءات صارمة بحق اي عضو من اعضاء المفوضية , الذي ينحاز الى اية جهة وقبلها توقيفه من العمل بمجرد ظهور شكوك من اي طرف , لأثبات استقلالية المفوضية ومصداقيتها امام التاريخ والناس .
نحن نعقد الآمال على شعبنا ليشترك في الانتخابات القادمة لأنتخاب ممثليهم الحقيقيين الى مجالس المحافظات على ان يتم الاختيار على اساس الاخلاص والنزاهة والقدرات التي يحملها المرشح لأداء واجبه بأخلاص مقاتلا رصينا ضد كل الاغراءات والرشاوي والفساد المال والاداري .
ولكي تتعزز الثقة بين الناخب والمرشح على المرشح ان يكشف عن ما يملكه ومن اين جاء بها مع اوراق ثبوتية تعزز ثقة الجماهير به لأن الامور اصبحت اكثر وضوحا للناس ولكل ابناء شعبنا .
 

Counters