علي حسين الخزاعي
6
الجمعة 10/6/ 2011
النصف الآخرعلي حسين الخزاعي
في موضوعة نشرت للسيد محمد فوزي تضمنت الكثير من التشويهات ضد الحزب الشيوعي العراقي لمجرد ان هناء ادور سبق وان كانت عضوا في الحزب ليس هذا هو موضوعنا , ولكن حاول السيد محمد فوزي ان يقنع القراء انه كان عضوا في الحزب وعرف الكثير مما دفعه ذلك لتحميل اخطاء الآخرين على وزر الحزب مؤكدا ان ما حدث في تاريخ العراق يتحمله الحزب الشيوعي العراقي لوحده ولا أعرف أين الانصاف في ذلك ؟ .
هناء ادور ناشطة وعضو في احدى منظمات المجتمع المدني وموقفها بغض النظر عن خطأ او صواب الموقف هي من تتحمل مسؤليته ولكن من يكون في موقع المسؤولية الاولى في البلاد يتحمل الوزر الاكبر وعليه ان يحسن الاستماع ليبرر ما ذهب اليه في المؤتمر الخاص بحقوق الانسان وكان الافضل في تدخله وعدم السماح لحمايته في منعها من الحديث مما ادى ذلك الى توتير الاجواء واعطاء صورة اخرى لدى ممثل الامم المتحدة والمشاركين المحايدين على اقل تقدير وهذا الحدث وما شاهدته على الفيديو يذكرني يوم حضور صدام لأحتفال الحزب في سبعينات القرن الماضي وعند تقديم جكليته له خاف ووقفت حمايته – شيء مضحك - .
انا واثق أن السيدة هناء من القوم المناهض للارهاب والقتل والجرائم المتفشية وضد الفساد المالي والاداري وضد نظام المحاصصة الطائفية وهو الموقف المعلن من كل اصحاب الضمائر الحية وواحدة من ابرز الاهداف التي تبناها الحزب الشيوعي العراقي والتيار الديمقراطي ولذلك فهم المدافعون عن الشعب والمطالبون باصلاح النظام لاجل خلاص الشعب والوطن من المحاصصة الطائفية وحكومة القوائم في البلاد والجميع بمن فيهم السيدة هناء تدين القتل والقتلة والذباحين من اي طرف كان لان ذلك يتنافى مع القيم الانسانية .
ان التاريخ واضح ولا يمكن لاحد من تشويهه وان كان كذلك فالتشويه سيكون مؤقتا فالشهيد قاسم ومكاسب ثورة الرابع عشر من تموز / 1958 وما حل على العراق وشعبه ليس سوى من اخطاء الزعيم نفسه ( حصريا في تلك الفترة ) لتركه الحبل على الغارب وفرديته في ادارة شؤون البلاد من جهة ومن جهة ثانية عدم اتخاذ الاجراءات الحازمة تجاه المتآمرين من البعثيين والقوميين المتعجرفين , مما ادى الى تحالف خبيث بين الرجعية الداخلية المتمثلة بالقوميين والبعثيين والاقطاع وغيرهم من الخاسرين جراء انتصار الثورة بالتنسيق مع الرجعية الخارجية من الناصريين وبلدان اوروبا وامريكا , فهل يتذكر الاستاذ وهل تابع الوثائق التاريخية حول تحذيرات الحزب الشيوعي العراقي لقاسم من الانقلابات العسكرية ودور البعث العفلقي في ذلك وهل نسى دور الحزب في مقاومة الانقلاب الفاشي الاسود في شباط / 1963 وهل يتذكر الاستاذ اسباب وصول الرتل الخامس البعثي عبر القطار الامريكي عام / 1963 كذلك تمكين الخلاص منهم والمجيء ببدائل عبر الدبابة الامريكي التي لم تستثني احدا سوى الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة وعدم مشاركتهم لمهزلة التاريخ في واشنطن وشقلاوة ... الخ للوصول الى السلطة بعد سقوط الطاغية , أليس من الافضل التذكير بشعارات الحزب ومواقفه المناهضة لكل انواع الاضطهاد والاحتلال والنضال العقلاني ضدهما من اجل بناء نظام وطني يعتمد الهوية الوطنية العراقية والتمهيد لبناء مؤسسات الدولة اعتمادا على الاسس الديمقراطية واطلاق الحريات العامة والديمقراطية كأساس لبناء العراق الجديد المدني ودولة العدالة الاجتماعية ؟
وهل نسى ان الحزب الشيوعي لم يكن له دور في خلق الحروب وجلب المآسي على شعبنا , فهل الحزب كان مهندس المقابر الجماعية والانفالات السيئة الصيت , أم أن الحزب كان له الدور في وضع العراق على طبق من ذهب وتقديمه للأمريكان , ألم يكن شعار الحزب ( لا للحرب ولا لدكتاتورية صدام حسين ) .
ترى متى يتم التخلص من هذه الافكار والمزاعم التي لا مفر منها سوى تحميل الاخطاء على شماعة الحزب .
نحن معشر الديمقراطيين واليساريين والشيوعيين لا ننكر بوجود اخطاء ولكن عليكم أن تتذكروا أن كل ما حصل من جرائم ومآسي لا يتحملها الحزب الشيوعي العراقي مطلقا كونه حزب أصيل يؤمن بافكار نبيلة ومرشدة ومدافعة عن مصالح الشعب والوطن منذ تأسيسه ولغاية اليوم ونحن لسنا بحاجة الى أدلة واثباتات لأن التاريخ شاهد .
فأين النصف الآخر من الحقيقة التي يفترض قولها قبل الشروع بتوجيه التهم جزافا ؟