| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علاء الخطيب

 

 

 

                                                                                       السبت 28/5/ 2011

 

علي اللامي قتل على طريقة الحجاج

علاء الخطيب *

لازال الحجاج شاخصاً بيننا ولا زالت روحة ترفرف فوق عراقنا , ولازال صوته يَقْرعُ أسماعنا وهو يقول: (من تكلم قتلناه ومن سكت مات بدائه غماً) , لا يحق لأحد أن يشير الى جرائمه أو يواجهه و هو يلوح بالموت, وهذا هو شأن القتله على مر العصور. كانت جريمة سعيد بن جبير، أنه عارض الحجاج، قال له أخطأت، ظلمت، أسأت، تجاوزت، فما كان من الحجاج إلا أن قرر قتله ليريح نفسه من الصوت الآخر، حتى لا يسمع من يعارض أو يستنكر .

ولا يقل البعثيين دمويةً عن أسلافهم وهم يهددون من يواجههم ولا يخشون مادام الكاتم موجوداً , ولربما سيأتي اليوم الذي سنسمع شعارهم القديم (ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة) ويقصدون بالمؤامرة كل من يرفض أعمالهم ووحشيتهم ويقول لهم ظلمتم , أسأتم , أخطأتم.
لكنهم نسوا حقيقة واحدة تقول مادام الحجاج موجوداً فأن سعيد بن جبير سيكون حاضراً يقارعه بالتأكيد, وماداموا هم موجودون فأن علي اللامي هو الآخر سيكون موجوداُ يقارعهم ولن يستطيعوا تغييب صوته الحر المدوي وهو يفضح جرائمهم , لربما تمكنوا من تغييبه جسداً لكن روحه وصوته يأبيان الرحيل , ولعل الجدلية الوحيدة الخالدة في هذا العالم هي جدلية الحق والباطل , فاينما يكون الحجاج والبعث سيكون بن جبير واللامي . وهذه حتمتية سماوية . لقد كان سعيد بن جبير كابوساً يقلق الحجاج في منامه ويقض مضجعه , وسكون اللامي هو الآخر كابوساً يقلق القتله ويؤرقهم إن كان فيهم بقية من ضمير .
لقد كانت (لا) الشهيد علي اللامي باهضة الثمن ,وهكذا هي (لا) الرفض للباطل والشر على مر الأيام .
يخطأون أؤلك الذين يعتقدون ان علي اللامي يمثل نفسه وأن صوته كان صوتاً شخصياً , لقد كان موقفه موقف ضحايا المقابر الجماعية وعمليات الأنفال,وكان صوته صوت اليتامى والثكالى والمعذبين والمعوقين بأيدي البعثيين المجرمين, لذا ستكون قتله جريمة أخرى تضاف الى جرائمهم وسيكون فقده حافزاً لديمومة الرفض .
لقد كان شجاعاً وهو يعلن جرائمهم ويفضح أسرارهم ويكشف ملفاتهم القذرة , فلم يجدوا وسيلة غير التخلص منه , ولربما ساعدهم على فعلتهم النكراء أولئك الذين يعتقدون ويؤمنون بان الذئب ربما يكون صديقاً للغنم , وهذا محال وإن كان فرضه ليس بمحال, فالذئاب لا تعترف بالوداعة ولا تعرف الطيبة , وإن أضطرت الى ذلك فانه سيكون بشكل مؤقت ومرحلي ورحم الله الشاعر العربي حين يقول :
إذا كان الطباع طباع سوءٍ فلا أدب ٌ يفيد ولا أديبُ

ولعل جريمة قتل الشهيد اللامي ستكون درساً للذين ملؤنا صخباً وضجيجاً بشعارات المصالحة الوطنية , وإطلاق سراح المجرمين, فهل يمكن أن تكون هناك مصالحة مع المجرمين والقتلة سؤال أوجه بعد مقتل اللامي الى كل الذين ساعدوا على إرجاع القتلة والمجرمين الى السلطة .
فأن قتل علي اللامي هو رسالة واضحة تقول ان البعثيين لا يفهمون إلا لغة القتل والجريمة . وإذا كان اليوم قد قتل اللامي فأن المستقبل سيكون للبقية الباقية وما هذه الجريمة إلا فاتحة لجرائم التصفية السياسية بكواتم الغدر فتنبهوا يا أولوا الالباب, ومادامت روح الحجاج مستيقضة عند هؤلاء فسيموت الجميع على طريقة الحجاج وسيكون هناك طوابير من المغدورين الذين يرفعون أصواتهم ضد اجرائم البعثيين بأنتظار الموت, ومن لم يرف صوته ويبقى ساكتاً سيموت بدائه غماً.


 

لندن 27-05-2011


* كاتب وإعلامي



 

 

free web counter