| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علاء الخطيب

 

 

 

السبت 18/12/ 2010

 

المجتثون شياطين أم ملائكة

علاء الخطيب *

ترتفع مناسيب الحماس للحكومة العراقية وتنخفض تبعا ً لمناسيب العلاقة بين رجال العملية السياسية المختلفين. هذه النظرية التي يجب أن يؤمن بها العراقيون والتي يجب أن يقدموا التضحيات تلو التضحيات من أجلها ما دامت تؤمَّن لرجال الحكم البقاء مدة أطول,و هذا الميزان هو الذي يريده قادة العملية السياسية في العراق أن يجعلوه الايديولوجية الحاكمة للعراق الجديد والذي أطلقوا عليه بـ (التوافق) والحقيقة هو ليس توافقا ً بقدر ما هو محاصصةً سياسيةً وإسترضاءً للآخر على حساب الوطن والمواطن, وطالما استُحدثت مناصب سياسية ووزارات من أجل الاسترضاء فلماذا لا يُرفع الإجثاث عن هؤلاء من أجل الغرض نفسه.

وقد يتذكر العراقيون الزوبعة التي أطلقها البعض,على عملية الإجتثاث وراحوا يعبئوا الشارع ويحمسوا الناس ويستعدوا الدول العربية على العراقيين , حتى أعتقد بعض العراقيين أن هؤلاء المجتثين هم شياطين بصورة بشر,وهم كذلك, وأعتقد البعض انهم مظلومون وكل ما قامت به هيئة المساءلة والعدالة هو عملية طائفية وإنتقامية وبأوامر من فيلق القدس الايراني, ولعل عملية رفع الاجتثاث هي الأخرى بإيعازات من الفيلق المذكور, من يدري!!!!, ولنا أن نتساءل هنا إذا كان هؤلاء المجتثين ليسوا ببعثيين فلماذا أجتثثتموهم وإذا كانوا بعثيين فلماذا رفعتم عنهم الاجتثاث وبأي دليل, ولماذا جيشتم طوابير المتظاهرين في المدن العراقية وعطلتم الاعمال والمصالح العامة , واستنهضتم كراهيتنا للبعث من أجل إثبات صوابية قرار المساءلة والعدالة, ثم هناك سؤال آخر أكثر إلحاحا ً هو: هل قرار الاجتثاث قضائي أم سياسي ؟ فأذا كان قضائيا ً فليس من حق مجلس النواب أن يلغيه ويبطله,وإذا كان سياسيا ً فلماذا طبق بشكل قضائي ولكن على أي حال فقد صدق المجتثون على ما يبدو.

فأن النواب الذين صوتوا على القرار قد شربوا المقلب وعن جدارة وأيدوا نطرية المجتثين بأن القرار كان سياسيا ً (مع العلم أن الذين صوتوا هم 190 نائبا ً من مجموع 325 وأن اكثرهم من العراقية والكردستاني ولم يصوت من أعضاء التحالف إلا قلة قليلة) , من ناحية أخرى هل عملية رفع الاجتثاث من مهمات مجلس النواب ؟ وإذا كانت من مهمات مجلس النواب فلماذا لا يتخذ قرار الإجتثاث تحت قبة البرلمان. وإذا كان الاجتثاث مبني على أدلة وبراهين فهل زالت وأنتفت هذه الادلة , فإذا قيل أن هؤلاء قد أعلنوا البراءة من البعث الفاشي فلماذا لم يكن هذا الاعلان علانيةً وأمام شاشات التلفزيون كما أعلنوا التأييد للبعث من قبلُ علانية ً ومن شاشات فضائيات عربية ولها حضورها الاعلامي, أو ليس من الانصاف والعدل أن ننصف ونحترم الجماهير التي دعمت قرار الاجتثاث وتحملت من أجله الكثير,و ما عسى أن يقول الاستاذ علي اللامي وماذا يجيب الدكتور الجلبي عن كل هذا لإهل كان دفاعهم وإجتثثاثهم مسرحية جميلة عرضت على مسرح المهزلة العراقية وهل أصبح العراقيون هم الاضحوكة والالعوبة التي يتسلى بها البعض ويسخرها متى أحتاج اليها, والحق أن إستبعاد البعثيين والصداميين من العملية السياسية هو حلمٌ وسيبقى حلما ً ما دامت التوافقات المقيته باقية وما دامت المصداقية مفقودة لدى السياسيين العراقيين, ,انا هنا لا أؤيد الاقصاء والتهميش ولعلي أدعم بكل قوة عملية لملمة البيت العراقي وتأسيس جبهة داخلية عراقية قوية ولكن ليس ذلك على حساب الناس والمغفلين ومن المعيب أن يستغفل السياسي شعبه ويستخدمه مطية لأغراضه الخاصة , فاذا كانت المصلحة الوطنية تقضي بقرار رفع الاجتثاث فعلى السياسيين أن يتخذوه ويعلنوا ذلك لجماهيرهم وبكل شجاعة قبل أن نجعل من هؤلاء أبطال حقيقيين ونجعل من انفسنا أدوات رخيصة تستعمل وقت الحاجة, وإذا كانت المصلحة هي سيدة الموقف فهل سنشهد في المستقبل حارث الضاري وجماعته في مواقع وزارية أو رئاسية ؟

ربما سيجيبنا مجلس النواب على ذلك مستقبلاً , وربما يكون الاجتثاث ضمن مجموعة الاحلام المؤجلة كالكهرباء والامن والخدمات فكل شئٍ ممكن .
 

18-12-2010


*
كاتب وإعلامي



 

 

free web counter