| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أثير الخاقاني
atheertaher@yahoo.com

 

 

 

الأحد 2/12/ 2007



انا بوليس خريف للعرب ربيع لاسرائيل كارثة لطهران

اثير الخاقاني

مؤتمر انا بوليس يعني من عنوانه انا شرطي عليكم !! هذا المؤتمر جاء في زمان خفوت الازمة الطائفية وبزوغ نوع من الاتفاق الأمني لإحلال الأمن والاستقرار في الدول الرخوة امنيا ، وكذلك ظهور تحالفات عسكرية وقبلية حلت محل شيوخ السياسة المدعومين من الولايات المتحدة الامريكية ، ان هذا المؤتمر بعيد تماما عن اجندته التي يبدو بها امام الاعلام العربي وحتى الامريكي ولعل هذا الامر اصبح مفهوما حتى لدى المؤتمرين فقد عبر الرئيس ابومازن للعاهل السعودى عبدالله بن عبد العزيز عن تشاؤمه ازاء فرص نجاح مؤتمر الخريف الدولى "انا بوليس" الذى يتم التحضير له وذلك بسبب مواقف اسرائيل المتشددة والعراقيل التى تضعها له من آن لآخر ..الموضوع الحقيقي الذي يدور بين الرئيس الامريكي بوش والاسرائيلي اولمرت هو الاتفاق على صيغة عمل لتحالفات تمتد من اوربا وتنتهي بالخليج العربي ويلاحظ التركيز على الوجود العربي من قبل ادارة المؤتمر والحرص على زيادته بصورة ملفتة للنظر ، لا يسعني إلا افتراض إن هذا المؤتمر جاء لتطبيع الاوضاع من جديد بين العرب واسرائيل ومع إن هذا التطبيع قديم وقديم كذلك فشله ولكن خطورته هذه المرة تأتي من توجيه التطبيع باتجاه ومنحى طائفي يتخذ من ذريعة التشيع في ايران وخطورته على السنة في العالم العربي والاسلامي تهوينا من الخطر الاسرائيلي وبالتالي تذويب الجليد بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبين العرب واسرائيل في المحصلة !ان وضع ايران في انا بوليس يأتي من ثلاث جهات اساسية :
الجهة الاولى : افراز التطبيع وانجاحه في صيغة يفهمها العربي على انها بداية الحل وليس خضوعا أو استسلاما وهنا تكمن خطورة مثل هذا المؤتمر .
الجهة الثانية : إن نفوذ ايران بدأ يفهم لدى الشارع العربي والاسلامي على انه لا يأخذ بالهوية الدينية أو المذهبية بقدر ما يتعاطى مع النتائج الحاسمة فهو يزاوج بين المتناقضات القومية والدينية والمذهبية فحزب الله مع حماس مع ميشيل عون مع المجلس الاعلى ....والخ هذه المزاوجة التي تمثل محور فهم النفوذ الايراني بدأت امريكا تبني بازائها تحالفات بنفس الاسلوب فهي تستقطب الاسلام السياسي من جهة مع العلمانية مع عناصر متنفذة من المتطرفين من كلا الطوائف الاسلامية المسلحة ، مع تحييد ايران ونفوذها من خلال كسب العرب وحصرهم في خانة العداء للنفوذ الايراني بأسباب مختلفة اهمها الملف النووي الملتهب وهنا تكمن كذلك خطورة اللعب بالدول بطريقة المؤتمرات الكبيرة كـ انا بوليس التي تشوش فيها امريكا على الدول صورة الاحداث وتضغط بطرق ذكية لكسب التأييد الدولي ..
الجهة الثالثة : طبيعة هذا المؤتمر وتوقيته ينتهي به الى انه معاهدة وليس مؤتمر يراد منه انهاء الصراع الفلسطيني بتغليب فتح على حماس وما يفرزه هذا من خروج حماس كفصيل متمرد على الشرعية الدولية والعربية وبالتالي سوف تقصف بالصواريخ الاسرائيلية و ترمى بالبنادق الفلسطينية وينسحب هذا على حزب الله في مسألة مشابهة تتخذ من قضية ترجيح الطرف الحريري على الاطراف الخشنة عسكريا ،وبالتالي اسقاط الحزب دوليا واقليميا وعربيا وقد تنبه الى هذا المشروع الانقلابي على مساحة النفوذ الرئيس الايراني احمدي نجاد نقلا عن وكالة مهر للانباء ان الرئيس نجاد الذي كان يتحدث في موتمر الفنانين التعبويين في طهران اكد ان الكيان الصهيوني يسعي الي ايجاد تكتل جديد في المنطقه للوصول الي اهدافه في الاراضي المحتله والغرض من اقامه مؤتمر انا بوليس هو دعم المخطط الصهيوني .واضاف ان مؤتمر الخريف يهدف الي ضياع حق الشعب الفلسطيني وتكريس هيمنه الكيان الصهيوني في المنطقه . وتطرق الرئيس احمدي نجاد الى اجتماع انا بوليس متسائلا من الذي خوّل الدول المشاركه في مؤتمر انابوليس بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني ؟ على المشاركين في هذا المؤتمر ان يكفوا عن المشاركه في مثل هكذا مؤتمرات لانها لا تضمن حق الشعب الفلسطيني والهدف من اقامه مثل هذه المؤتمرات انتهاك حق الشعب الفلسطيني ..
ان من اهم اهداف المؤتمرات والاجتماعات التي تعقدها الادارة الامريكية هي صرف الأنظار عن القضايا الأساسية في المنطقة وتوجيه المواد والنتائج المعلنة لهذه المؤتمرات باتجاه الاستهلاك اليومي للصحف والمجلات ووسائل الاعلام المختلفة ولكن اهم ما في هذه المؤتمرات هي تلك الساعة الزمنية في الغرف المغلقة التي تعقد قبل او بعد المؤتمر في هذه الساعة يكون الكلام على المكشوف وتتحول صور الحاضرين من بشاشة الملامح امام الكاميرا الى شد الملامح في المفاوضات والتراهن والتبايع على الدماء والاموال والاعراض العربية والاسلامية والأسيوية والإفريقية وفي هذا المؤتمر للضربة الايرانية لينتهي مع ضربة ايران اخر حلم لاسطورة أن الدين يحكم والإسلام يقود الحياة وليحل محلها امريكا تقود الدين والدنيا!!
 

* باحث ومحلل
 


 

Counters