| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أثير الخاقاني
atheertaher@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 28/9/ 2007

 

أمريكا تخسر الجنود
وأحزابنا تخسر الإسلام

اثير الخاقاني
atheertaher@yahoo.com

من المخجل أن تتصارع الكتل النيابية بينها في حين يدخل بعض فئات الشعب حاجزا لهم عن الشجار وهم في غفلة ساهون عن واجبهم و أن خلفهم العراق يحترق !، ألج غمار الفكرة بأجنحة مكسرة ترى أن رهان الانتخابات ومجمل التضحيات وانهار الدم السائل في الشوارع بعد أن فارت به العزيمة لينتفض من شريانه كل هذا وذاك شكل كتلة الائتلاف الموحد وغيرها ولكن يبدو شكلها عامل الوقت وليس الائتلاف فيما بينها وقوّمها شدة الفتاوى وليس صدق الانتماء ، والملاحظ على هذا الكيان الذي يعد اصلب مخلوق في السياسة العراقية اخذ بالتشرذم وبدأ على كتلته التصدع ،وتحليلي لهذا التأزم هو في هذه النقاط الجوهرية :
1. معظم الدوافع للعمل السياسي متأتي من الجهات الدينية او القبلية وهي مشكورة على سعة الأفق والمحتوى ولكنها في النهاية ليست سياسية ولاتتدخل في شؤونها ، كما يؤشر في هذا الأمر هو عدم نضج الشخصية السياسية لدى العراقيين تحت قبة البرلمان وهذا ما يجعلهم يقذفون بالمسؤولية في ملعب الدين او شيوخ القبائل .
2. نجد في طريقة التفكير لدى الكتل السياسية في البرلمان أنها عديمة المدى فهم يقررون ما حوصروا به ويحللون في دائرة الضغط ، ولذا يولد القرار متسرع والنتيجة ذوبان العمل لبرلمان من عشرات النواب في حادثة بسيطة وقد لا يغطيها في هذه العجالة فيكون كبير الحجم صغير النفع .
3. يجب أن نعي طبيعة البرلمان فهو خليط من الأحزاب والحركات والتيارات الإسلامية والعلمانية والقبلية العربية وغير العربية ومثل هكذا برلمان متنوع التكوين من المستحسن ان يكون رئيس البرلمان من خارج البرلمان مستقلا تماما عن نسيجه لكي تتسع دائرة صلاحياته الأخلاقية وليست القانونية لانه حينئذ بعيد عن ظاهرة الانحياز الى فئة ، وكذلك لابد من تولي صناعة القرار له مراكز دراسات متخصصة في العمل السياسي والاسلامي اولا ومن ثم كل المجالات - لان الدين والسياسة هما اللاعبان الاساسيان في العراق بساحاته ومناحيه كافة - لان مراكز الدراسات لاتشعر بالضغط ولا التعصب الحزبي والمذهبي والعرقي بل كل ماتفعله دراسة القرار من كل الجهات والبت فيه إيجابا وسلبا وليس لجان البرلمان المنقسمة اصلا .
4. على البرلمان ان يشرع قانون الكتلة او القائمة من حيث مراعاة الحقوق لمكوناتها وافرادها وعدم ابتزازهم بالطرد من حصانتها وكذلك العكس . و يبرز اثر هذا القانون جليا لمن لمس خطورة ان هذه الكتل تخرّج الوزراء والقادة في الحكومة فيكون المتحكم هو الكتلة وليس الوزير وهذا موضع الخلل في الوزارة العراقية بعد سقوط النظام .
كان بودي ان افتح هذا المقال الى دراسة كبيرة ولكن اسمعت لو ناديت..! وبالرغم من ذلك فبلادي عزيزة وان جارت علينا ونقدم لها ما نستطيع ،ولكن قبل الختام أرسل إشارة هي فحوى العنوان لهذا المقال الى الأحزاب الإسلامية في جميع القوائم ولاسيما الائتلاف لانه بني على وطنية الشيعة العائمة بلا وطن بسبب التهجير والإقصاء لأنظمة الحكم الفردي طيلة عقود ، وللائتلاف كذلك لانه كان كالفقير فقرا مذلا وقد بذل له حتى وصل اعلى الطموح بحلى امه وقلائدها وسهر عيون باكية تارة ومدماة تارة أخرى ، وكذلك للائتلاف لانه كالجسم المسرطن في دمه فهو باق بدماء أهله يغذونه بالحياة ويقابلهم بالخسارة والمرض ... الى هؤلاء اجعلوا هذه الكلمة كقلادة الدر في الاذان وخزامة العسجد في الانوف :ان امريكا تخسر في العراق الجنود ولاشي غير الجنود وهم كما تعلمون خلقوا بنظر السياسة الامريكية من المجهول ومن حقها ان تضحي بهم في أي عيد لها ، ولكن انتم يا أحزاب وحركات الأسماء الدينية والقادة والزعماء الروحانيين ودم الشهداء كما تقولون اتعرفون أي شي تخسرون اليوم ؟؟! انه إسلامكم انه مذهبكم وهو شرفكم لو تعلمون! وقد مات الوطن لديكم سابقا فلا يموت الدين لاحقا ...لا اقصد أحدا بهذا الخطاب بمقدار ما اعني أن كل ماتحت قبة البرلمان مسؤول فلاينجو منها منسحب ولايثاب باق الا باصلاح انفسهم ان استطاعوا .


 

Counters