| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أثير الخاقاني
atheertaher@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 26/10/ 2007



الى كردستان واسمعي ياجارة

اثير الخاقاني *
atheertaher@yahoo.com

قراءة في الأحداث المتلاحقة وإطلالة على الشعب الكردي و انعطافة الى الحدث المستمر عليه " تركيا " وما تحمله من أجندة دولية وإقليمية جعلت عدسة المراقب السياسي غائمة لايفهم من صورتها الا الرموز ، فمن جهة نجد إن الاكراد متهمون بأيواء حزب العمال الكردستاني على أراضيها وعلى اثر ذلك تهدد تركيا بحملة عسكرية تصفي فيها ليس مواقع حزب العمال فقط بل كل العمال والمسؤولين ودوائر الدولة والخدمات في مناطق كردستان ! هذا ما اشار اليه بعض المحللين الأتراك مضيفين أنهم يعتقدون بان الحزب المذكور " العمال الكردستاني " يتفاعل مع الحكومة في جميع المجالات .. وبأعتقادي إن حزب العمال ارتكب ثلاثة اخطاء في صالح تركيا :

1 . تكثيف العمل المسلح بتزامن مع العمليات المسلحة في العراق والتي تستهدف الأبرياء وبالخصوص في كركوك والتي تبدو وكأنها ردود أفعال على تدخل استخباري تركي لزعزعة الوضع الامني في كركوك أو اربيل وغيرها ..

2 . الحزب تعامل مع الملف التركي من الزاوية العسكرية تقريبا دون إن يتوسع في المحيط الفكري أو القومي ويجيش مايريد ضمن هذه الجبهات ، لان الجانب العسكري يحسم عسكريا وبما ان تركيا متقدمة أكثر في هذا المجال فيكون اندحار الحزب سريعا بخلاف ما لو كان الأمر على ماذكرنا فان المعركة لاتنتهي في حقبة زمنية قصيرة بل تستمر مع نضوج الفكرة مع الأجيال كأيدلوجية للتوجيه والتحرك على المدى الطويل .

3 . حزب العمال شبيه الى حد بعيد بما يسمى "بمجاهدي خلق" الجماعة المنشقة على الحكومة الإيرانية والتي ترسبت في النهاية من حكومة بديلة عن الجمهورية الإسلامية كواقع إسلامي يحل محلها لديه تاريخ يضيفه الى حكومته ويخرج بها شعبيا امام العالم ، أصبحت نتيجة افتقارها لبرنامج العمل خالية الوفاض من أي أمل في الحكومة حتى لو نالتها، لأنها اليوم قوة مسلحة هرمة تناقلتها الأيدي من الأنظمة القومية والبعثية والأوربية فغدت مرة تتحدث بالعنصر العربي تاركةً الإيرانية خلفها وأخرى تتمظهر بالقانون الغربي مخلفة الإسلام مع متاعها الذي توارثته في العراق إبان النظام السابق . ومع من هم الآن ؟ هذا المثال مساوٍ لحزب العمال اليوم .. وأما إقليم كردستان فانه يتوجب عليه إن يحرك قواته العسكرية مع القوات العراقية المركزية باتجاه حزب العمال وعلى حكومة الإقليم إن تجني من هذا التحرك فرصة الحراك السياسي بصورة أفضل وتخفف من الضغط العسكري التركي المانع عن الحلول السياسية والذي يستهدف اول ضربة لإجهاض أي أمل في الدبلوماسية ، أما لماذا تهدد حكومة اردوغان اقليم كردستان بالقوة فهناك سببان أساسيان من جهة كردستان نفسها والا فالأسباب الإقليمية والدولية عديدة تاتي قريبا ..
السبب الاول : اصبح اقليم كردستان مؤهلا الى وضع الدولة الخليجية من حيث المرونة في التعاطي الصناعي وسرعة الحركة باتجاه التقدم وهذا ما اقصده من مفهوم الدولة لان الكرد الآن لايفكرون في الانفصال عن الحكومة المركزية لأنهم اللاعب الرئيسي في العملية السياسية ، وأصحاب الجذور في الوزارة العراقية بعد سقوط النظام ، كما إن استحقاقهم الانتخابي جيد ولايدعو الى الخوف من التهميش ، هذا الواقع المتفائل بالحداثة وحب الوصول الى مصاف الدول المتقدمة ، قابله تعاظم في الحسابات المتشائمة من الجهات النافذة في تركيا وكان لابد إن يكون هناك حزب عمال لينزل الغضب التركي سريعا من خلاله !
السبب الثاني : الطموح الجارف لدى تركيا في كركوك والموصل وشيئا من الاقليم .. إن المسؤولين في حكومة الاقليم عندما يصرحون بالفدرالية يتزامن معه مطالبات تركية بكركوك أو التظاهر بالخطر من حزب العمال ، وهذا دليل اكيد على وجود الرغبة في إن يكون الاقليم يدار تركياً ولو من بعض اجزائه من خلال بعض مواضع النفوذ التركي في كردستان ، وهذا ما يجعل الإقليم يعيش صراع نفوذ مع دولة عملاقة الموارد والمساحة تتقاسم معه اشبار من كركوك ومن هنا وهناك .
اما تركيا فمرد تلويحها بالهجوم العسكري وترك الخيارات السلمية فراجع الى دوافع اقليمية ودولية ، فأردوغان من حزب العدالة الإسلامي وهو تحت مجهر القيادة العسكرية التركية الجناح الاتتوركي السلفي بما يقابله عند المسلمين ، وقد جعلوا أمامه حاجزا صعبا لعبوره الى كسب الثقة في البرلمان واللوبي التركي المهيمن ، وهناك ضغوط إقليمية عربية وإسلامية بتقليم اظفار الكرد في شمال العراق ، ويبدو إن زيارة وزير الخارجية التركى على باباجان واجرائه محادثات فى القاهرة مع الرئيس حسنى مبارك بعد يوم من موافقة البرلمان التركى على عملية عسكرية شمال العراق من هذا النوع الذي تحدثنا عنه ، اما الضغط الدولي فمجازر الأرمن لا لتحي الارمن بل لتميت مشروع اردوغان في تركيا في حال لم يستسلم لعولمة القرار السياسي الامريكي في إبقاء تركيا علمانية حمراء العلم لايرى للهلال فيه قوة الا خلف محاقه الطويل ، يضاف الى ماتقدم يظهر إن هناك مراهنة على اسقاط السيادة في اقليم كردستان من قبيل ما أفادت به تقارير إعلامية متسربه تتحدث عن قيام الإدارة التركية بتقديمها لائحة بأسماء أكراد عراقيين إلى الجانب الأمريكى فى اللجنة المشتركة تقول تركيا إنهم ضالعون فى العمليات التى يشنها حزب العمال وتسرب أن من بين الأسماء يأتى اسم مسرور برزانى ابن مسعود برزانى المعين مسؤولا للأمن والمشرف على كل الأجهزة الأمنية والاستخبارية فى شمال العراق ومحمود عثمان النائب فى البرلمان العراقي الحالى إضافة الى 36 مسؤولا كرديا عراقيا كلهم يتبعون مسعود برزانى وتشمل القائمة كذلك أسماء 150 من عناصر قيادية فى حزب العمال التركى موجودة الآن فى مناطق اربيل وزاخو ودهوك.من جانبه اعتبر محمود عثمان هذه المطالب بالتعجيزية فى إشارة الى رفض الأكراد الاستجابة لها ..وختاما اقول ترتكب تركيا خطا فادحا لو تجاوزت الحدود العراقية على اساس الاستخفاف بالعراق الضعيف فانها لاتعلم من اي جهة ستتوجه اليها الضربات ، وستعرف حينئذ ان قضية حزب العمال مصيدة دولية لها تنأى بها الى الأبد عن سواحل أوربا ! .

*
مركز الحضارة للدراسات الإستراتيجية
 


 

Counters

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس