| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أثير الخاقاني
atheertaher@yahoo.com

 

 

 

السبت 17/11/ 2007



المملكة السعودية صراع بين الملك والبلاط

اثير الخاقاني *
atheertaher@yahoo.com

تمثل المملكة السعودية بحكم عوامل جغرافية وبشرية وعقائدية الحامية الإسلامية والعربية وكذلك الوسيط بين الشعوب والانظمة لما لها من إمكانيات تخضع أمامها الحكومات التي ترتجي الكرم الملكي السخي مضافا الى امتدادها الاخطبوطي في دول العالم كافة وهذا الإخطبوط طبعا من النوع الأليف الذي يسعى بالمال والذهب وليس بالبارود ومشتقاته ، هذه القداسة التي أملتها وجود العوامل المتقدمة واساسها بيت الله الحرام ونبيه الكريم مع مال الله الوفير هناك الذي يجذب إليه الأشقر والأصفر والأسود طائعين ، ولكن هذه القداسة اخذت بالذوبان كثيرا بعد احداث 11 سبتمبر الدامي ، لم يكن هناك معنى للارهاب عند المملكة سابقا ، فالذي تراه الدعوة السلفية(الوهابية) هو الحق ومساندة النظام البعثي جزء من الجهاد المقدس واهمال مبادىء حقوق الانسان بالنسبة للاقليات عندها امر متروك للمملكة وحدها .. مصطلح الارهاب الذي نادى به الرئيس الامريكي بوش سيّس جميع الامور باتجاه محاصرة السعودية فمرة لانها تدعم طالبان واخرى لان جمعياتها الخيرية تنفق الاموال على تنظيم القاعدة او الجماعات المسلحة او تستدرج في اسلوب استفزازي للملك عبد الله البلاط الملكي له الى مخطط لاحتضان مشاريع سياسية خطيرة كضرب حزب الله او النفوذ الايراني في العراق وهذا ما اغضب الملك عبد الله منهم كثيرا لانه شخص ترتسم على شخصيته ملامح الصحراء له قوة موقف وكلمة واحدة ، ولكنه فوجىء خلال زيارته الاخيرة لبريطانيا بسيل من الانتقادات التي وجهت إلى السعودية يطالعنا في صحيفة الصنداي تايمز تقرير طويل لمراسليها في واشنطن فيلدين وسارة باكستر بعنوان " السعودية مرتع للإرهاب العالمي".
يقول الصحفيان إن الملك عبد الله فوجئ خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى المملكة المتحدة في الأسبوع الماضي والتي استمرت يومين بسيل الانتقادات التي وُجهت إلى السعودية.
ويضيفان نقلا عن مسؤول بريطاني أن المسؤولين السعوديين أصيبوا "بصدمة كبيرة".
وتقول الصحيفة إن الملك عبد الله يُنظر إليه داخل السعودية على أنه شخصية إصلاحية تعاملت بحزم مع الجماعات الإرهابية السعودية وأنه خفف من القيود الصارمة المفروضة على الحريات الشخصية للسعوديين. ولكن هذه السياسة قد لاتنسجم مع تطلعات بعض المشايخ الحاكمين في المملكة الذين سيسوا الشباب المفخخ وفق مصالح معينة باتجاهات محددة لاتخدم المنطقة ولا الدين في معظم الاحيان وبفضل ارتفاع أسعار النفط، تنعم السعودية برخاء اقتصادي وتتبنى بعض أنماط العيش الحديثة. ورغم أن الأناجيل والصلبان لا تزال محظورة في السعودية، فإن رقعة انتشار خدمات الإنترنت تزداد اتساعا، وهناك خطط لبناء أكبر ناطحة سحاب في العالم في مدينة جدة وسيطلق عليها اسم " برج الميل". ويمضي التقرير قائلا إن علماء الدين المتشددين يجندون الشباب المستعدين للتضحية بأنفسهم في أكثر نقاط التوتر سخونة في العالم.
ويستشهد الصحفيان بتحليل أعدته القناة الأمريكية "إن بي سي نيوز" ويخلص إلى أن السعوديين يشكلون 56% من المقاتلين الأجانب في العراق وأنهم من ضمن أكثر العناصر المقاتلة عنادا وتشددا.
ويضيف التقرير أن نصف المعتقلين الأجانب الذين يحتجزهم الأمريكيون في معسكر كروبر قرب بغداد هم سعوديون.
ويحتفظ الأمريكيون بهم في مجمع منفصل دون نوافذ ويلزمونهم بارتداء قمصان صفراء تمييزا لهم عن باقي المعتقلين. وقد حاولوا فرض تطبيق الشريعة على باقي المعتقلين الآخرين ودعوهم إلى اعتناق المذهب الوهابي.
ويتابع التقرير أن بعض علماء الدين السعوديين تسببوا خلال الشهور الأخيرة في حالة من الهلع والرعب في العراق وإيران بإصدارهم فتوى تدعو إلى تدمير المراقد المقدسة لدى الشيعة في النجف وكربلاء بالعراق.

بعد هجمات القاعدة داخل السعودية أدرك المسؤولون السعوديون على أعلى مستوى أن المملكة تواجه مشكلة الإرهاب .
ورغم أن بعض أبرز أعضاء الأسرة الحاكمة في السعودية عادة ما يعبرون عن مقتهم للإرهاب، فإن الحكومة السعودية تغض الطرف عن شخصيات قيادية مناصرة للإرهاب داخل المملكة.
وتقول الصحيفة إن هناك شريطا صوتيا منسوبا إلى الرئيس الأعلى للقضاء في السعودية، الشيخ صالح اللحيدان، الذي يشرف على محاكمات الإرهابيين يشجع فيه الشباب على القتال في العراق.
ويمضي التقرير قائلا إن إدارة الرئيس بوش منقسمة بشأن كيفية التعامل مع التهديد السعودي إذ تحذر وزارة الخارجية الأمريكية من مغبة الضغط على السعودية لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى انهيار الأسرة الحاكمة وحلول متشددين أكثر خطورة محلها.
وتنقل الصحيفة عن ستيفن شوارتز وهو باحث في مركز التعددية الإسلامية بواشنطن قوله إن "جورج بوش وديك تشيني مقربان من السعوديين بسبب علاقاتهما النفطية في الماضي بالسعوديين لكنهما محبطان تماما منهم الآن. المشكلة أن السعوديين كانوا جزءا من السياسة الأمريكية لمدة طويلة وليس من السهل إيجاد حل لهذا الوضع".
ويمضي التقرير قائلا إن السلطات السعودية لم تقاض سعوديا واحدا اتهمته الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة بتمويل الإرهاب.
وقبل أسبوعين، اتهم مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية ثلاثة مواطنين سعوديين بتمويل الإرهاب. وكان الثلاثة قد عملوا في الفيلبين حيث يُقال إنهم ساعدوا في تمويل جماعة أبو سياف المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتواصل الصحيفة أن أحد المتهمين الثلاثة ويسمى محمد الصغير يشتبه أنه حلقة الوصل بين جماعة أبو سياف ومتبرعين خليجيين.
وتمضي الصحيفة قائلة إنه عندما شن تنظيم القاعدة سلسلة من الهجمات الإرهابية على أهداف داخل السعودية عامي 2003 و 2004، أدرك المسؤولون السعوديون في أعلى هرم السلطة مدى المشكلة التي تواجهها المملكة.
وبالتالي، بدأت السلطات السعودية ترفع درجة تنسيقها مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وتفرض إجراءات صارمة على الجمعيات الخيرية وتراقب المساجد وترصد تحركات المقاتلين العائدين من العراق.
وتنقل الصحيفة أن الملك عبد الله حث، خلال زيارته للندن الأسبوع الماضي، الشباب البريطاني المسلم على عدم التورط مع المتشددين.
وتقول الصنداي تايمز إن الإدارة الأمريكية تعول على السعودية لمساعدتها في جلب الاستقرار للعراق والتصدي لطموحات إيران النووية والإقليمية وإعطاء زخم لعملية السلام في الشرق الأوسط خلال المؤتمر المقرر عقده في هذا الشهر في ماري لاند بالولايات المتحدة. ويبقى في النتيجة الملك عبد الله مصدر قلق لامريكا فهو لايطاوعهم في كثير من المشاريع التي كانت السعودية في عصر الملك فهد جزءا منها.وليس هناك من شك خطورة الحكومة التي تنقسم الى قرارين في دولة واحدة كمايحدث في قرار الحكومة السعودية الرسمي و مشايخ الدين والمقربين من القرار الحكومي الذين لهم رأي اخر مغاير نسبيا.
 

 * باحث ومحلل

 

Counters

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس