| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أثير الخاقاني
atheertaher@yahoo.com

 

 

 

الخميس 11/10/ 2007

 

دراسة لغوية سياسية
الإرهاب

اثير الخاقاني atheertaher@yahoo.com

إن مصطلح الإرهاب يحمل لغزاً لا زال يتعذر على الخبراء كشفه فهذا المصطلح يصنف في مدلوله إلى كائن إرهابي أيضا فما هو المقصود منه ؟ هل هو حالة الرهبة بمعنى الخوف والإرعاب والتي تحمل طابع الجريمة ؟ أم حالة الخوف والإرباك النفسي ويحتمل في حق هذا الاصطلاح كلا القصدين .
إن الإرهاب في أدبيات المسلمين يحمل جانب العزم والحزم في الحرب وهو معنى محمود إلى حدٍ ما وقد وردت بعض الآيات القرآنية بهذا الخصوص وربما دل على الخوف النفسي تجاه الخالق وطبيعة الضعف البشري وما تركب منه في حين يُطلق هذا المصطلح في خطابات البيت الأبيض بعد تهاوي ناطحات السحاب على رؤوس سكانها وإزهاق النفوس وتشريد العوائل والصور المأساوية لإحداث 11/ أيلول الحالك ليضع اللفظ أمام خيار واحد ومسار محدد وهو لزوم الوجهة السيئة له وقد تلاعب الرئيس الأمريكي بهذا المصطلح كثيرا وسوقه إلى ساحة السياسة الأمريكية الدولية حتى بدأت مظاهر الحرب الباردة تعود من جديد فهذا البروفيسور الأمريكي تشومسكي (78 عاما ) يرى ان ما تطلق عليه أمريكا مصطلح الإرهاب قد أعاد" تجدد الحرب الباردة في ظل وجود قوى نووية أكثر من التي كانت موجودة في أي وقت مضى ومع تزايد المناطق القابلة للاشتعال في مختلف أنحاء العالم"(1)
ومن مضاعفاته أيضا اشتداد الأزمة بين الأديان فمع مفهوم واسع ومرن كمفهوم الإرهاب فإنه يبتلع أديانا ومذاهباً بكاملها بل لا أجازف إن قلت العالم بأسره وقد اثر في تعظيم الجريمة من خلال تحفيز بوادرها وتفجير منابع الخطر في الشرق الأوسط وهي القضية الطائفية عندما وجه التهمة إلى العالم الإسلامي السني وترك الوجود الشيعي بريء منه وهذه تهمة كافية لإثارة الفتنة الطائفية وتوسيع الفجوة بين المذاهب الإسلامية وتشجيع النزعات المتطرفة للبروز لتمثل محور الصراع حتى يبدو ان السني يقتل شيعيا وقد ظهرت بشكل فعلي أدلة وبراهين عقائدية صُنعت بإحكام لتأزيم الموقف وتطوير بعض الأخطاء القديمة لتصبح أزمة حقيقية بشكل مفاجئ وهذا ما حمل أن يأخذ السني السكين ليذبح الشيعي على هويته وإذا دققنا في الأمر فلا الذباح سنيا ولا المقتول شيعيا وإنما العلاقة هي قاتل مأجور يتوفر في كل دين ومذهب وعرق وقومية ومقتول هو طرف المعادلة من هابيل والى آخر انسان يقتل وهو بريء وبروز هذا الموضوع الطائفي كان بفعل عدة عوامل اهم ما فيها هذه الاستفزازات البلاغية المدروسة في تركيبة مصطلح الإرهاب.

(1) جاء في كتاب ( في تفسير مذهب بوش ومقالات أخرى) ج1/ مصر/ ترجمة لبنى حسن صبري  .


 

Counters