| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عادل كنيهر حافظ
 

 

 

 

الخميس 30/8/ 2012



متى يغادر الإعلام ألعربي ديباجة بخس الحاضر والتغني بالماضي؟

عادل كنيهر حافظ

يلحً علينا الأعلام العربي ,لاسيما الخليجي , في أيام شهر رمضان المبارك ومن خلال ألأحاديث والمسلسلات الدينية يطالبنا في :

1- أن نعود إلى الماضي الإسلامي , نستحضر معطياته ونلتزم قوانينه , ونعمل جهدنا لإعادة إنتاجه كنظام بديل لأنظمة الدول العربية الحالية .

2- أن نقرً ونعترف صاغرين ,بأن العقل العربي أيام الخلافة الإسلامية , هو أفضل وأرجح ,من العقل العربي المسلم في ظرفنا ألراهن .

3- أن نستغني عن معطيات الواقع الراهن و نسًلم بصحة المقولة التي مفادها ( أن تكون ألآصرة القومية هي الرابط والمتحكم في علاقات الدول العربية ) . عموم الأمر الذي يجبر المرء على إبداء الرأي , بصدد بعض القضايا التي يطرحها إعلام الدول العربية علينا بغزارة .

أولاً : من جدير القول , أن في ثنايا العلاقات الاجتماعية لأسلافنا من المسلمين العرب , بعض المزايا التي تستحق ألاعتبار بها , مثل : العدل عند بعض الحكام المسلمين , والتواضع , وإنصاف الآخر..... بيدَ أن هذه ألخصال ,هي ليست العامة الغالبة , في سلوك قادة الجيوش وحكام الولايات , والخلفاء .

# فقد قًتل مئات المسلمين في خلافة أبو بكر الصديق (رض) فيما سميت بحروب الردة , بعد وفات الرسول (ص) فيما ظهر لاحقاً أنهم غير مرتدين عن الإسلام , وإنما وزعوا الزكاة على الفقراء من أبناء بلداتهم البعيدة عن مكة ولم يتمكنوا من إيصالها إلى بيت المسلمين .

# و قد شق معاوية أبن أبي سفيان , صفوف المسلمين , وتمرد على خليفة الإسلام الرابع علي ابن أبي طالب (رض ),وتسبب في حرب راح ضحيتها آلاف المسلمين وبينهم عدد غير قليل من صحابة النبي َ(ص) ومن أبنائهم , ومنهم محمد ,ابن الخليفة الأول أبو بكر الصديق (رض) حيث وقع أسيراً عند جيش معاوية , وبدلاً أن يراعي معاوية ابن أبي سفيان حقوق الأسير , أمر بوضع محمد ابن أبو بكر ,في جلد بعير , ثم أحرقه حياً .

# وبعد مقتل علي ابن أبي طالب , بايع المسلمين ابنه الأكبر الحسن ابن علي , لكن الرجل تخلى عن الخلافة لمعاوية ابن أبي سفيان , حفظاً لدماء المسلمين , بعد أن رأى أن معاوية مصمم على مواصلة الحرب من اجلها , واشترط الحسن , أن يكون الحسين ابن على ابن أبي طالب , خليفة بعد معاوية , إلا أن معاوية وبعد أن استتب له أمر الخلافة , نقض الشرط الذي قطعه للحسن , وسلم الخلافة إلى ابنه يزيد .

# وبذلك حول الخلافة إلى مملكة , وألغى قاعدة الشورى التي يتم بموجبها اختيار خليفة الدولة الإسلامية .

# وبعد أن أصبح يزيد خليفة المسلمين وأمير المؤمنين , أعمل السيف في رقاب أبناء عشيرته من قريش في مجزرة كربلاء , واخبر الناس في مجلسه أن الذين قتلهم في طف كربلاء كانوا ثلة من الخوارج , في الحال الذي عرف الناس من خلال حديث زينب بنت علي ابن أبي طالب , في مجلس يزيد , بأن القتلى والسبايا هم أبناء علي وفاطمة الزهراء وجدهم النبي محمد (ص) وكان من أبرز رؤوس القتلى المرفوعة بأسنة الرماح هو رأس الحسين ابن علي ابن أبي طالب , وإخوته العباس وجعفر , وعثمان , و عبد الله وأبا بكر , وعمر وابن أخيهم قاسم ابن الحسن وعلي ابن الحسين وأخيه الأصغر عبد الله الذي كان رضيعاً .

# ثم قام الحجاج أبن يوسف الثقفي بقتل ما يقارب من 128 ألف من إسلام العراق بحجة ولائهم لعلي ابن أبي طالب ولأبنائه , وبعد ثلاثة أعوام من مجزرة كربلاء مات يزيد , وأورث الخلافة , لهشام ابن عبد الملك , ليكون أمير المؤمنين وخليفتهم .

# وهذا الخليفة بدأ خلافته بدس السم , في طعام الأمام جعفر الصادق وقتله غدراً عن طريق أحد أعوانه , ثم تابع أحداث ألانتفاضة التي قام بها زيد ابن علي ابن الحسين , وأعطى أوامره الصارمة بقمع ألانتفاضة بأقسى الأساليب دموية , الحال الذي سالت فيه دماء المسلمين بغزارة وقتذاك .

# ومن كل ذلك وغيره من مآسي غزو البلدان واجتياح حرمتها , وقتل سادة القوم , وإرغامهم بحد السيف ,على الدخول في الإسلام , وما رافق ذلك من قتل عشوائي للناس , ورغم كل ماسي دولة الخلافة , ما برح الإعلام العربي , يتغنى بها ويدعونا لبنائها , لكي نضاهي بها , حضارة أمريكا وأوروبا وروسيا واليابان والصين ... !! وبدلاً من دعوة العرب المسلمين إلى الحصول على حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم المهدورة من قبل حكامهم والمستندين عليهم في الخارج .

نرى إعلامنا العربي , يهرب بنا إلى اللامعقول وغير الممكن . ويتحفنا مزهواً باثنين من شيوخ السعودية الأفاضل في فضائية (م ب س) يتحدثون عن غزوة بدر ,وكيف قاتلت فرقة من الملائكة مع المسلمين , وكيف كانت تتلقى أوامرها القتالية من القائد الأعلى في السماء , وبفضل هذه الكتيبة انتصر المسلمين , بمعنى أن الانتصار في معركة بدر ,لم يأتي ببسالة علي وثبات عمر وصبر عثمان وجهادية الصحابة الكرام . وبذلك بخسوا دور المسلمين في تحقيق النصر في المعركة , عندما عزوا النصر لكتيبة الملائكة المرسلة من الله . ولا احد يفهم لماذا يقوم الرب بهذه العملية المعقدة بتدريب فرقة من الملائكة وإرسالهم إلى الأرض ليقاتلوا... وهو الذي يقول للشيء كون فيكون .

ثم يفاجئنا أستاذ الحوزة العلمية (....) في النجف ألشريف وهو يتحدث من قناة الفيحاء عن تاريخ الإسلام ,وبمنتهى التلقائية يقول : في زمن الخليفة هارون الرشيد كان هناك رجل موهوب صنع رجلٌ آلي (ربوت)!! وقال هذا الأمام الكاظم وراح يكلمه !! , والعجيب أن الشيخ لم يسأل نفسه من أين أتى ذلك الرجل الذكي بالتكنولوجيا المعقدة وقتذاك لصناعة الحاسوب الذي يوجه حركة رجل آلي . والأكثر خرافة الدكتور (....) الذي تقدمه لنا قناة (م ب س) يومياً وبكل فخر . حيث يتحدث عن مناقب الخليفة عمر ابن الخطاب (رض) وعمر يستحق الإطراء والثناء . ولو كان عمر حياً , لقاضى صاحبنا الدكتور على ما تحدث به عنه , وفي أحد توصيفاته لعمر قال الدكتور : أن النبي (ص) قال لو يكون نبي من بعدي لكان عمرٌ , في الوقت الذي يعرف عمر حق المعرفة , أن أبو بكر الصديق هو الشخص الثاني بعد منزلة الرسول في الإسلام ,لذلك لا يرضى عمر هكذا حديث يتجاوز الصديق . وفي حديث الدكتور ,عن الحضارة التي شيدها عمر يقول : أن عمر أسس 8 وزارات من بينها وزارة للمالية , وقد رفع المالية من خلال جني الضرائب وغيرها ! حتى أصبحت مالية الدولة الإسلامية في عهد عمر أكبر من مالية أكبر دولة في عالمنا الراهن !!. لا أعرف إذا كان الدكتور مقتنع بما يقول , اكبر دولة اقتصادياً هي الولايات المتحدة الأميركية . يتجاوز دخلها القومي 6,5 تريليون دولار , ربما قدر الدكتور مالية عمر 7 تريليون دولار !! . وهنا أود نقل جواب الفيلسوف اليوناني سقراط ,للأعلام العربي , عندما سألوه : من هوَ الغبي في رأيك يا سقراط ؟, قال الغبي من يعتقد بغباء الآخرين .

ثانياً : يذهب الأعلام العربي بنا بعيداَ ,حتى يصل إلى القول , أن العقل العربي في زمن الخلافة الإسلامية ,هو أرجح من عقل العربي المسلم في ظرفنا الراهن ! ويعلل ذلك بموقف حكيم لهذا الخليفة , أو حالة تواضع لذاك الوالي مع من هم أ قل منه شأن , أو قولٌ مأثور لأحد القادة ....إلخ . وهذه ألمحات المثالية ,لا تمثل الفهم العام والشامل , وتبقى تمثل حالات وليس القاعدة العامة . بمعنى لا تمثل الوعي الجمعي للمجتمع الإسلامي حال ذاك . لذلك لا تبنى الأحكام , على الحالات المنفردة , وأن بنيت الأحكام عليها تكون خاطئة حتماََ , بالمقاييس العلمية للأشياء . لأن العلم يقول : إن تراكم المعرفة ,ينمي ويوسع مدارك الإنسان , وبقدر ما تتنوع الظواهر والأشكال التي تنعكس في دماغ الإنسان كل حين , بقدر ما تزداد معارفه , ولو قدر لنا حساب المعارف التي تراكمت عند العرب المسلمين منذَ ألخلاًفة الإسلامية , لما تجرأنا على القول , بأفضلية عقول أسلافنا الذين عاشوا أيام الخلافة , في بلدات وضواحي تكاد تكون مقطوعة عن بعضها , وبالتالي تكون ثقافتهم محدودة بحدود مكان عيشهم وما فيه من معطيات وظواهر ماديه وموروث اجتماعي في المجال العملي والسيكولوجي . بينما الآن يتواصل البشر عبر آلاف الأميال , من خلال أجهزة التلفون والتلفاز والراديو وجهاز الانترنيت ألذي يقدم للناس ما تريد من معلومات ولمختلف حقول المعرفة , دع عنك السياحة المتبادلة بين شعوب البلدان المختلفة , وما توفره من معارف توسع الملكة العقلية لإنسان العهد الراهن . ورب سائل وماذا عن عقل النبي محمد (ص) وعقل عمر وعلي (رض) ولكن ليس كل الناس في ذلك الزمان هم بنفس مستوى القدرات العقلية عند النبي وعمر و علي.. . حيث لا يمكن القياس على حالة الاستثناء ,في الاستدلال على الأمور العامة . فقد تطورت العلوم بكل فروعها ووجد هذا التطور نفسه في تطور ألبنا التحتية للبلدان وفي وسائل الإنتاج وتقنيات العمل , ووسائل ألاتصال , ووسائط النقل , وازدياد الثروة ,حتى باتت المعطيات الاقتصادية بأرقام فلكية , وأمست مقتنيات الدول والشعوب ووسائل العيش تفوق بما لا يقاس , ما كان موجود في عصر الخلافة الإسلامية , ومن اليقين أن تنعكس معطيات التطور الهائل في روع البشر ومنهم المسلمين العرب , وبالتالي تتوسع المدارك الفكرية ويكتنز العقل بالمعلومات , ويصبح من غير الأنصاف , ترجيح كفة العقل العربي للمسلمين أيام الخلافة , على العقل الوافر للمسلم الحالي ,والذي وصلت معارفه بفضل أدوات المعرفة العملاقة , مثلاً : أن الشمس غير ثابتة وإنما تدور مرة كل 11عام ,وأن سطحها يغلي كما يغلي قدر الحساء . وتقدر حجم الفقاعة 1300كيلوغرام وحرارتها تصل إلى 1600درجة , وان حجم الشمس يعادل قرابة 500 ألف مرة حجم الأرض , والطاقة الحرارية التي تبعثها تقدر كل دقيقتين , تعادل حرارة انفجار 100 قنبلة ذرية , وأكتشف الجيولوجيين أن عمر الأرض مليون عام , وهي تدور ضمن المجرة الشمسية التي تحوي على150 مليون جرم ,وان الأجرام البعيدة عن الشمس , تكون أجرام ثلجية جامدة , و.....إلخ ,هذا في الحال الذي يعلم المسلم أيام الخلافة من القرآن ,أن هناك سبع سماوات وسبع أرضين , وان الجبال هي أوتاد الأرض . والآن ليس هناك سبع سماوات ولا سبعة كرات أرضية , وإنما الأرض والشمس والقمر يسبحون في الفضاء غير المتناهي ضمن مليارات الأجرام السماوية . وظهر أن الجبال هي مناطق زلزال , وليس أوتاد تثبيت الأرض . وفي مجال إدارة المجتمعات , صاغ عقل الإنسان المعاصر الشرعة العامة لحقوق الإنسان , وشًرعة الدول دساتير تتضمن أرقى القوانين التي تنضم العلاقة بين الفرد والمجتمع وبين المجتمع والدولة , وتلك الدساتير أخذت لها الشرعية من تصويت الشعوب , رغم أن كثير من الدول العربية تخرق دساتيرها , إلا أنها تضل تعتمدها كمرجع في كل المنازعات الحقوقية , وتطورها باستمرار , وبما يتوافق مع تطور حقوق الإنسان . وهذه الدساتير تفوق كثيراً جداً, النصوص الشرعية ,لدولة الخلافة الإسلامي , والمرتبطة بنصوص غير قابلة للنقاش , وتعتمد المطلقات وأن فكر العقل يسيره فكر النقل.... إلخ . لذلك تكون محاولة الأعلام العربي بإقناع المتلقي العربي المسلم , كون عقله ليس أرجح من عقل المسلم أيام دولة الخلافة , بمثابة التعبد للماضي في محراب الظلمات , ليطرد نور الحاضر من عقول العرب المسلمين .

ثالثاً : ينافح الإعلام العربي سادرا في زهوه وهو يعيد ويصقل بموضوعة { المشروع القومي } والوحدة العربية , والأخوة القومية ... . وهذه الأمور لا يعترض عليها المواطن العربي . والكل يتمنى أن تكون الدول العربية وشعوبها يد واحدة وقلب واحد . لكن منطق الأشياء يقول أن هكذا أمنيات , هي من حقل الأمنيات الضالة , لأنها لا تلامس الواقع الراهن بشيء , لأن حقيقة الوضع الراهن هي : أن لكل دولة عربية , ارتباطاتها السياسية المبنية على أساس منفعتها ألاقتصادية ,والتي هيَ أقوى بكثير من علاقاتها القومية , وهذه الحقيقة يعرفها أصحاب الأعلام العرب أكثر من غيرهم , وقد تجلت بأنصع صورها ,في حرب عاصفة الصحراء , ذلك عند تعاونت جيوش الدول العربية مع الجيش الأمريكي ,ضد الجيش العربي العراقي , بعد أن تجاوز هذا الأخير على الجيش العربي الكويتي وعلى حرمة دولة عربية شقيقة وجارة , تربطها بالعراق أكثر من وشيجة . والأمر يتكرر بشكل آخر بالتحالف العربي الأمريكي ضد سوريا وجيشها , بغض الطرف , عن هدف التدخل . كما أن ألارتباطات السياسية و المصالح ألاقتصادية لكل دولة عربية , تجد صداها في اجتماعات القمم العربية , حيث نجد التناقض في المواقف من القضايا الدولية والإقليمية , والعربية ذاتها , ولم يخلُ أي اجتماع لرؤساء الدول العربية , عدى اجتماع بغداد الأخير , من ألشجار والمهاترات والشتائم وحتى العراك باليدين و كما حدث في أحد الاجتماعات وفي فترة تناول الطعام ,حيث رمى ممثل العراق , طه ياسين ,طبق المأكولات في وجه وزير خارجية الكويت , وأميرها الحالي الشيخ صباح الأحمد , ولم يخلُ اجتماع قمة القاهرة الأخير من شتائم الملك عبد الله , لحاكم ليبيا الذي نعت الملك السعودي ب{خنزير الجزيرة} وكانت هذه المهاترات بين الحكام العرب , تلقي بضلال ثقيلة على العلاقات العربية , حتى وصل ألا مْر إلى حد العداوة والثارات , وهذا ما نجدهُ بصورةْ صارخة من خلال الحادثة التي كشفتها صحيفة { زفيستيا } الروسية الصادرة في 21نيسان الماضي , حيث قالت الصحيفة أن أحد السفن الروسية التي كانت قريبة من خليج سرت ألليبي ,قد التقطت ,مكالمة بين أمير قطر و ضابط في الجيش القطري , ضمن الوحدة العسكرية التي ساهمة في مساعدة ثوار ليبيا , حيث يخبر الضابط الأمير ,بأنه قد أطلق النار على العقيد ألقذافي وأرداه قتيلاً ,بعد خروجه من مخبئه ,في أنبوب ألمجاري الكبير, وان أمير قطر ,شكر الضابط ,ووعده بمكرمة عسكرية . وتعزو الصحيفة سبب حقد أمير قطر على العقيد ألقذافي إلى مشادة كلامية في أحد مؤتمرات القمة العربية , عندما قال أمير قطر أن ألقذافي يذهب بالقمة إلى مسارات أخرى , عندها ردَ ألقذافي مخاطبا أمير قطر{ مالك تكرْشت حتى ضاعت رقبتك , وأصبحً سريرك لا يتسع لمؤخرتك ...} . أما ما فعله صدام في العلاقة القومية , فهذا يحتاج إلى شرحٌ طويل . لذلك بات من غير المعقول الحديث عن المشروع العربي في ظل تحكم الأسواق في أجواء العولمة المتوحشة , وتبعية سياسات كل دولة عربية لمقتضيات الجدوى ألاقتصادية .

وعموم القول : أن الإعلام العربي مهما لمح أو صرح , مستثمراً الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك , ومستخدم النصوص المقدسة للإرهاب الفكري , لا يمكنه أن يدخل في روع المتلقي العربي المسلم , فكرة استحضار الماضي الإسلامي , وتمثيله في راهن الظرف , واعتبار عقل المسلم أيام الخلافة الإسلامية أرجح من عقل البشر العربي الحاضر , وأن الآصرة القومية تعلو ولا يعلى عليها .... . وأن تخلى الإعلام العربي عن مهمته الخطيرة التي يعرفها أكثر من غيره و وراح يصقل ويعيد بأمور , قد أكل الدهر عليها وشرب, ولا تقع في أساس حياة الناس , فإنه سيكون ضالعاً في عملية تشويش العقول التي يديرها , جهابذة المؤسسات الرأسمالية للنشر والإعلام , وبالتالي ينتهي خطابه الإعلامي , إلى هرطقة كلاهية , تدور حول الدعوة لمجافاة حقائق الواقع ,والدعوة للتخلي عن العقل ,من خلال تشريف الماضي , والهروب من متطلبات الحاضر .

 

 

free web counter