عادل كنيهر حافظ
الأثنين 30/11/ 2009
يبدو ان بعض القنوات الفضائيه ما علمت بما قاله وطبان التكريتيعادل كنيهر حافظ
في صباح اول ايام العيد وفي الساعه التاسعه وبعض دقائق فتحت جهاز التلفاز , وكنت اتوقع برنامج من وحي المناسبه السعيده لاسيما وانه العيد الثالث الذي ينعم به العراقيين بشئ من الامن والاستقرار , وتتطبع حياة الناس وتعود البسمه لترتسم على محيا بعض الوجوه العراقيه المتعبه ...ولكني صدمت عندما شاهدت جلاد العراقيين واقفا مغلول اليدين وحبل المشنقه يطوق رقبته ,وفي اسفل الشاشه مكتوب ,( ذكرى اعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ) !!وهنا يتلبك المرء حائرا امام جملة من الاسئله والاستفسارات التي تنتصب في روعه , وابرزها لماذا يعكر القائمون على ادارة القناة مزاج الناس الفرحين بحلول العيد؟ والذي من طقوسه التصالح بين المختلفين وتنقية القلوب من ادران الكراهيه ... ام انها تريد ان يبقى صدام في ذاكرة العراقيين!! ربما يبقى في ذاكرة الاجيال التي عاصرته كرمز للطغيان والمأسي العصيه على العد والحصر , ولكن ما ذنب الاطفال ليشاهدوا فصلا كاملا من الرعب والموت ، في يوم سعيد ينتظرون حلوله منذ شهور .
ربما ينتهي الاعتقاد بان القناة تجهد النفس لكي تقدم الجلاد بثياب الضحيه البريئه وان اعدامه واحده من جرائم العصر قام بها الحكام الجدد الذين يستحقون الويل والثبور. ويبدو ان الفضائيه المحروسه التي تريد خرق جدار المستحيل الالف للوصول بالرأي العام العراقي لحالة الاسف على صدام وحكمه , لم يتناهى بعد لمسامعها ما قاله وطبان التكريتي وكرره في المحكمه الجنائيه العليا من وجوب محاكمة سياسيه وقضائيه لقيادة حزب البعث وهنا لابد من سؤال بهذا الخصوص هل ان اخ صدام ووزير داخلية نظامه نطق عن الهوى ام انه يعرف حجم الجريمه التي يعاني الشعب العراقي عواقبها الكارثيه حتى في ظرفنا الراهن ويعلم الكثير عن موبقات وجرائم صدام واركان حكمه ,تلك الجرائم المروعه التي ما برحت تقبح وجه العراق الجميل , وبمناسبة ذكر جرائم صدام قرأت في صحيفة الثوره السوريه ذات مرة رقما مرعبا لمقدار خسائر العراق في الحرب مع ايران وحرب تحرير الكويت (560) مليار دولار وهذا المبلغ يعبر عن الحد الادنى .وهكذا مبلغ لو جرى توظيفه في عملية اعمار لكان العراق مضرب للمثل في التطور الحضاري دع عنك 290 الف قتيل و 580 الف معوق وملايين الايتام والارامل وخراب شبه كامل لبنية البلاد الاقتصاديه و..و .
واذا كانت القناة لا تعلم بمطالبة وطبان التكريتي بمحاكمة قيادة بعث العراق سياسيا وقضائيا . فأن القائمين عليها يعرفون الكثير عن جرائم صدام لاسيما صاحب المؤسسه التي تنتمي لها القناة حيث كان الرجل مسؤول سابق في نظام البعث وقريب جدا من ابن رئيس النظام السابق وقد صرح في منتصف العقد التاسع من القرن الماضي بعد ان هرب من بطش النظام, لمحطة م,ب,س الفضائيه واصفا جرائم الحكم في العراق بالقول ( ان النظام في العراق لا يحرم العراقيين من العيش الطبيعي فقط وانما حتى من حق الموت الطبيعي ) وضرب مثلا على وحشية صدام بحادثة قتل راجي التكريتي عندما رماه مكتوف اليدين للكلاب الجائعه وامام اهله واقاربه .. ربما ترى ادارة القناة في هذه الساديه المفرطه شيئاً من حق الدفاع عن النظام وتغض الطرف عن حقوق العراقيين في ان يكون للمتهم منهم محامي ويحاكم امام القضاء وو.. ام ان القناة المصونه تتغابى او تعتقد بغباء العراقيين !! وبهذا الصدد اقول ان الفيلسوف اليوناني سقراط سألوه يوما عن ما هو (الغبي) برأيه فأجاب الفيلسوف الشهير قائلا ( الغبي هو من يعتقد بغباء للاخرين) ....