| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عادل كنيهر حافظ
 

 

 

 

الجمعة 27/3/ 2009



المصالحه قضيه وطنيه كبرى
ينبغي ان لا تبقى في اطار المبادرات الفرديه
(2)

عادل كنيهر حافظ

بدءاً لابد من القول ان المصالحة الوطنية هي ليست غاية بحد ذاتها وإنما هي وسيلة لجمع الشمل وتوحيد والقوى والاحزاب والجماعات السياسية , وبالتالي توطيد الجبهة الاجتماعية الداخلية للشعب المعني بقضية المصالحة ,وتمتين جبهة الشعب الداخلية تعني تعزيز وتوطيد وترسيخ النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلاد بحيث يجعل من الدوله محط ثقة المواطنين وملاذهم الاول قبل اي ملاذ اخر , مثل الحزب والعشيرة وغيرها من المؤسسات الاجتماعية , الامر الذي يعني بمجمله اعلاء شأن المواطنة ومغادرة اي علاقه تكون بديلا للمواطنه كعنوان اول في التعامل الاجتماعي والسياسي بين ابناء البلد ودولتهم . ومن هنا يتآتى الفهم الوطني للمصالحة , باعتبارها قضية تصب بكل روافدها في مصلحة الشعب والوطن . وبهذا الفهم تكون المصالحة مقياس لوطنية مواقف الاحزاب ازائها . اما ماهيه متطلبات المصالحة الوطنية فهي عديدة ومن بين اهمها 1- ان يبادر الطرف الذي يدعو للمصالحة والذي غالبا ما يكون هو طرف الحكومة, لتقديم مشروع لميثاق عمل وطني يمثل خارطة طريق لعمل القوى السياسية ومؤسسات الدولة اللاحق , ويكون المشروع مادة للنقاش والبحث في الاجتماعات التي تعقدها اطراف الحوار بهدف تعديل وتصويب والغاء واضافة فقرات جديدة اثناء الحوار وصولا الى الصيغة التي ترضي الجميع . 2- وصول اطراف الحوار الى الفهم المشترك والذي مفاده ان المصالحة الوطنية هي ضرورة موضوعية تقتضيها مصلحة الشعب في المقام الاول ثم مصلحة الدولة والوطن , كون هكذا فهم للمصالحة يجعل منها مهمة وطنية شاخصة تلح على المساهمة في التصدي لها وانجازها . 3- توفر النية المخلصة والاستعداد الكافي كون الفهم المشترك وحده لا يدفع الحوار للطريق الامثل دون وجود الاستعداد والاخلاص في النية في خوض غمارالمحادثات وبذل الجهد الممكن للوصول للصيغة الانسب للجميع . 4- تدعى الاحزاب والقوى المعنية بالمصالحة للتوقيع على مشروع الميثاق والتعهد بالعمل والالتزام بما جاء في فقرات الوثيقة . 5- يحال مشروع الميثاق الى مجلس النواب للمناقشة وابداء الرأي وبعد مصادقة مجلس النواب تنتهي الوثيقة ان تكون مشروعا وانما تصبح وثيقة عمل شرعية مدعومة بموافقة ممثلي الشعب الحال الذي يجعل من حالة الخروج عنها يمثل مخالفة للرأي العام العراقي وما يتبع ذالك من مساءلة قانونية . وعندما نريد مقارنة ما تقدم من توصيف عام ومجرد لموضوعة المصالحة الوطنية مع الواقع السياسي والاجتماعي الملموس عندنا في العراق , نجد ان البون شاسع , من حيث الفهم لضرورة واهمية وراهنية المصالحة الوطنية والتي هي في الحقيقة حصريا مع حزب البعث , واسلوب التعامل مع هكذا قضية شديدة التعقيد والحساسية من قبل كل الاطراف الموالية والمعارضة , حيث نجد ان الائتلاف العراقي الموحد والذي هو صاحب اليد الطولى في اتخاذ القرار السياسي في العراق , يفهم ان المصالحة الوطنية تنحصر في عملية تصالح العشائر والمذاهب والطوائف ومنتسبي حزب البعث بعد ان يعتذروا ويتعهدوا بعدم العودة والعمل لصالح حزب البعث الذي لا يمكن التعامل معه كواجهة سياسية وحزبية ويشارك التحالف الكردستاني الى حد بعيد الائتلاف االعراقي الموقف من حزب البعث كفكر وتنظيم , اما جبهة التوافق وجبهة الحوار الوطني بقيادة صالح المطلك هؤلاء يؤيدون الصلح مع حزب البعث على الرغم من انهم يطالبون بخجل شديد احالة المتهمين من البعثيين الذين تثبت ادانتهم للقضاء العراقي ثم هناك فهم جبهة القوى القومية والليبرالية واليسارية لموضوعة المصالحة حيث تدعو الى احتواء ما يمكن احتوائه من منتسبي حزب البعث الذين اجبرتهم ظروفهم المعيشية واجبروا عنوة والتمييز بينهم وبين من ارتكب جرائم قتل وسرقة مال الشعب . واخيرا موقف وفهم حزب البعث للمصالحة وهو المعني الاول والاخير بهذه القضية فهو يرفض بالمطلق التصالح مع الحكومة واحزابها ويعتبر الحكومة الحالية مطية للاحتلال ومنفذة مطيعة لمشاريعه في العراق والمنطقة لذلك يرى انه من غير الممكن الجلوس والحوار مع رموز هذه الحكومة , ويعتبر دعوتها للمصالحة هي لهدف تضليل منتسبي حزب البعث الذي يقود المقاومة الشريفة . وهكذا نتلمس من قراءة مواقف الاحزاب والقوى المار ذكرها بان هناك اشكال عصي على الحلول وهو ان القوى المتنفذة في الحكم ترفض الحوار مع حزب البعث كواجهة سياسية واطار تنظيمي وهذا الاخير وهو المعني الرئيسي بالمصالحة , لا يرضى الدخول في في الحوار الهادف للمصالحة الوطنية .وهنا يمكننا القول دون عناء ان المصالحة الوطنية والتي هي تعبير مهذب لمحاولة احتواء حزب البعث , سوف لا تتم الان ولا حتى في قادم الزمن القريب , الا في حالتين , الاولى هي ان يخسر الائتلاف الحكومة لصالح تحالف مفترض بين قوى جبهتي التوافق والحوار والقسم الاكبر من قوى القائمة العراقية , كون هذه الجهات يمكن ان تقبل بعودة حزب البعث للمساهمة في الحكم , والحالة الثانية هي ان يبادر حزب البعث الى حل نفسه والدخول ضمن التيارات المختلفة لجبهة التوافق والحوار وحتى حركة الوفاق . وتحقيق هكذا احتمالات امر في ظهر الغيب , لذلك تبقى امكانية تحقيق مصالحة وطنية تجمع قوى الموالاة والمعارضة في عراق اليوم هو ضرب من الاماني الضالة ,
 

24 اذار



 


 

free web counter