عادل كنيهر حافظ
السبت 18/2/ 2012
بعض الملاحظات على برنامج الحزب الشيوعي العراقيعادل كنيهر حافظ
بدءاً لابد من القول , من أني قد سجلت ملاحظاتي في مجال آخر , حول ما جاء في برنامج الحزب ,وبقى لدي بعض الملاحظات التي أجد من الحسن أن تكون بين يدي القارئ الكريم . وقبل ذلك أود الإشارة إلى أن طرح موضوعات سياسية عن أوضاع العراق تكاد تكون أكثر أهمية من مناقشة موضوعات أقرها مؤتمر الحزب قبل أربع سنوات . والملاحظات هي :
أولاً - أن تظٌهر صياغة فقرات البرنامج , بشكل بارز وجلي وفاقع ,ولا يقبل اللبس والتأويل ,كون أن الحزب ألشيوعي ألعراقي ,هو الحزب الوحيد ,الواضح في سياسته ومواقفه ,إزاء الظواهر والأحداث السياسية , وما يدور في البلاد عموماً , ويطرح الحلول للإشكاليات والأمور التي تحتاج الحل, ومنها على وجه الخصوص :ـ
1ـ الأمور التي تتعلق بمعيشة الناس .
2ـ ماهية الإجراءات التي تمْكن البلاد من النهوض والتطور .
3ـ ما هو الأسلوب ألذي يمكن اعتماده لإدارة شؤون البلاد , ليكفل تطورها اللاحق .
4- ما هو شكل النظام الأمثل ,على المدى المنظور , وما هي آليات تحقيقه . وترك الأطناب في توصيف شكل ومحتوى النظام السياسي للعراق على المدى البعيد . وتجنب قدر الممكن صياغات المثقفين المغرمة بالشكل , عند الصياغة النهائية للبرنامج .
ثانياً - كان المفترض أن يُصاغ شعار للمؤتمر يقدم مع الوثائق للنقاش , كون شعار المؤتمر يستجلب اهتمام كل أعضاء الحزب ومحبيه للنقاش , لأنه يلخص بكثافة شديدة أهداف الحزب السياسية والتنظيمية , للفترة ما بين مؤتمرين , ويفترض أن يكون الشعار , عدا عن كونه يشخص الأهداف القريبة للحزب , فهو يجب أن يكون مقبولاٌ من القوى القريبة الصديقة للحزب , والتي يمكن أن تتحالف معه , لتحقيق أهداف مرحلية معينة . ويكون شعار الحزب أيضاً عامل جمع القوى الوطنية , وليس محل جدل وتفرقة .... .
وأقترح في هذا السبيل شعارين ,الأول سياسي ,وهو { في سبيل الخلاص من الفساد والإرهاب , ومواصلة البناء الديمقراطي } والثاني تنظيمي هو { من أجل حزب جماهيري فاعل , في صياغة شكل ومحتوى نظام العراق القادم . } المهم أن يؤشر شعار المؤتمر إلى مهمتين متلازمتين , الأولى الخلاص من أثار الدكتاتورية والاحتلال ,والثانية المساهمة في تشخيص السبيل الأمثل لآليات بناء الدولة ومؤسسات الحكم .
ثالثاً - تشخيص المرحلة التي يناضل الحزب في ظلها ,لأن ضرورة تشخيص المرحلة تكتسب أهميتها من كونها تحدد شكل وأسلوب نضال الحزب , حيث لا يستطيع الحزب مثلاٌ , تبني شعار الكفاح المسلح في ظل مرحلة بناء ديمقراطي . لذلك تفرض ماهية المرحلة على الحزب أن يصوغ شعاراته , وأساليب نضاله وأهدافه , بما ينسجم مع طبيعتها .
رابعاً - ما هي هوية القوى السياسية الحاكمة ؟ وما موقفها من الحزب ,هذه الموضوعة يجب تعريفها بدقة , لكي يعرف الحزب حدود تحالفاته السياسية , وتحديد موقفه في الظرف المعني , من تلك القوى .
خامساً - ما هي طبيعة النظام السياسي في العراق ؟ هل هو نظام ديمقراطي ؟ أو دكتاتوري , ملكي ,أو إسلامي ؟ كون تحديد طبيعة النظام , تفيد الحزب في صياغة مواقفه , وشعاراته , ومنطلقاته النظرية , وبما يلائم متطلبات ماهية وطبيعة ذلك النظام .
سادساً - وأخيراً ما هي الهوية الطبقية للحزب ؟ لأن الديباجة الواردة في برنامج الحزب , التي جاء فيها { قام الحزب الشيوعي منذ تأسيسه......على نهج يجمع بين " تحقيق متطلبات وآمال شعبنا بمكوناته جميعاً , وفي سبيل مصالح الطبقة العاملة والفلاحين وعامة الكادحين من شغيلة الفكر واليد " } لا تعرف بشكل دقيق هوية الحزب , هل الحزب هو حزب الشعب كما يحلو للبعض تسميته ؟ أم حزب فلاحي ,أو حزب إسلامي ...؟ بهذا السبيل يوجد قول مشهور لقائد ثورة أكتوبر فلاديمير لينين { كل الأحزاب البرجوازية ,لا تعلن هويتها , ولكنها تدّعي بأنها تمثل الشعب , أما نحن البلاشفة , نثبت على عكسهم إنتماءنا الطبقي...} وليس انحيازنا للطبقة العاملة ...وكلمة إنتماء تعني الأنتساب للطبقة المعينة , أما كلمة انحياز الواردة في برنامج الحزب فتعني تضامن جهة لأخرى , لذلك أجد ضرورة مراجعة , التعريف السالف الذكر لهوية الحزب , وتقديم الجملة الثانية على الأولى في( قام حزبنا على نهج يجمع بين ) تحقيق مصالح الطبقة العاملة والفلاحين , وعامة الكادحين من شغيلة اليد والفكر وليس {الفكر واليد} كما جاء في البرنامج , ومن أجل تحقيق متطلبات وآمال شعبنا العظيم ,لأن كلمة شعب تعوض عن جملة , شعبنا بمكوناته جميعا ً.
ويمكن أن يعترض البعض ,على ضرورة إبراز هوية الحزب الطبقية ,ويعتبرها تثير حفيظة الآخرين , ضد الحزب ...., إلا أن تحديد هوية الحزب بدقة , تسمح له التعامل مع القوى الأخرى , من موقع واضح وقوي وعملي , ومنسجم مع أهدافه البعيدة , وروحه الموغلة بعيداً بحب الكادحين , ومحاولة تخليصهم من معاناتهم المركبة .
قضية أخرى جديرة بأن تجري الإشارة لها وهي جهد الحزب في مجال السعي مع الأحزاب الشيوعية من أجل غد أفضل للبشرية , حيث للحزب نشاط وساهم كثير من قيادييه في لقاءات ومؤتمرات الأحزاب الشيوعية ... .
وأخيراً مقترح : هو أن يقدم التقرير السياسي الذي يقدمه الحزب قبل عدة أيام فقط لأعضاء المؤتمر ,لمناقشته وإقراره ,كوثيقة من وثائق المؤتمر , أن يعد ويقدم هذا التقرير للدراسة ,وقبل شهرين أو أكثر , من قبل منتسبي الحزب وأصدقائهم , وذلك لإثرائه بأوسع الأفكار .