عادل كنيهر حافظ
السبت 14/2/ 2009
المساجلات على الهواء بين الفرقاء العراقيين
هي اساليب مؤذيه يجب مغادرتهاعادل كنيهر حافظ
لقد اصبح الموطن العراقي يقرأ ويشاهد بأسف وعلى الهواء مباشرة التنابز والتصريحات الحماسيه والاتهامات بالتقصير بين الحكومه العراقيه المركزيه وحكومة اقليم كردستان العراق .وذلك حول قضايا خلافيه عديده من بينها :
1- اعتراض الحكومه الاتحاديه على عقد الاتفاقيات بين حكومة اقليم كردستان وشركات اجنبيه في مجال استثمار واستخراج النفط الذي اعتبره الدستور ملك لكل الشعب العراقي
2- فتح ملحقيات دبلوماسيه في الخارج تخص علاقات اقليم كردستان .
3- عدم تسهيل حركة العراقيين من غير الكرد الدخول والخروج الى مناطق اقليم كردستان .
وبالمقابل تعترض حكومة الاقليم على :
1- تشكيل مجالس الاسناد التي يرعاها رئيس الوزراء العراقي وتعتبرها غير ضروريه وغير شرعيه .
2- الاعتراض على اقتحام الجيش لمناطق محميه من قبل قوات البيشمه ركه وذلك في المناطق التي تسمى بالمتنازع عليها . هذه الامور موضع الخلاف وغيرها لا تحل باسلوب التخاطب على الهواء وانما تتعقد وتتسع كلما ظلت كل طرف من اطراف النزاع يدّعي انه على صواب وبهذا يُعرب هذا الاسلوب عن كونه مثير للريبه ويجلب الاتهام لاصحابه بالفرض وعدم المسؤوليه وذلك للاسباب التاليه :
1- وجود اساليب وقنوات عديده بديله لاسلوب التخاطب عبر الاعلام ومنها اجتماعات المجلس الرئاسي او مجموعة اربعه زائد واحد او المجلس التنفيذي بحضور مسؤول اقليم كردستان وغيرها من الهياكل والاطر التي تسمح بمناقشة وحل تلك الاشكاليات بهدوء وموضوعيه .
2- ان هذه القضايا هي سهلة الحل وليست من المستحيلات بل انها من الامور الطبيعيه ومتوقعة الحدوث وستحدث مستقبلا ما دامت في العراق حكومه اتحاديه وما دامت هناك قراءه غير واحده للصلاحيات الدستوريه خصوصا عندما يقترن الامر بحداثة الممارسه الديموقراطيه في العراق والتي اتت مباشرة على انقاض نظام دكتاتوري وما تركه من بصمات في سلوك المواطن العراقي .
3- تعرف اطراف الخلاف ان تكرار التخاطب على الهواء من شأنه ان يؤجج نار الصراع الاجتماعي ويغذي الارهاب وتمتد عواقبه لتحرق ما تحقق من انجازات في المجال الامني وبالتالي تنبعث الفوضى السياسيه من جديد خصوصا وان هناك اطراف شوفينيه قومانيه وواجهات حزب البعث المعشعشه في اجهزة الدوله والبرلمان والمدعومه بقوه من قبل المحيط العربي واعلامه المعادي لتطلعات الشعب العراقي وذلك بهدف احياء الروح الشوفينيه العفلقيه تجاه شعبنا الكردي البطل .
4- يعلم طرفي النزاع ان الاعلام العراقي الفالت سيأخذ تلك الخلافات الاداريه الناتجه عن عدم فهم واسع للصلاحيات بين الحكومه الاتحاديه وحكومة الاقليم ويحوّلها الى خلافات قوميه بين العرب والكرد وما قامت به قناة الشرقيه الفضائيه من تحوير لحديث السيد مسعود البرزاني لواحده من وسائل الاعلام الاجنبيه والذي قال فيه : ان العيش سيكون شبه مستحيل اذا استمرت الحكومه المركزيه بنفس اسلوبها المتبع في التعامل مع حكومة اقليم كردستان .اما الشرقيه فقد نقلت التصريح على الوجه التالي : صرح السيد مسعود البرزاني باننا سننفصل اذا ظلت الحكومة العراقية تتعامل معنا بهذه الطريقة...
هذه قناة واحده من الفضائيات العرقيه التي تجاوز تعدادها ال 35 قناة لا يتجاوز تعداد المواليه منها عدد اصابع اليد الواحده يضاف الى جوقة الفضائيات العربيه المعاديه التي طاول عددها ال 400 قنات ولا احد يشك في سرور تلك الوسائل الاعلاميه الحاقده عندما تتلقف تلك التصريحات الصادرة من مسؤولين كبار للدوله العراقيه حول نقاط خلاف تنشأ بين الحكومه الاتحاديه وحكومة اقليم كردستان وتحوّرها لغرض تحويلها وعرضها على كونها خلافات قوميه منشأها الاكراد فقط وهنا يأتي التحريض الخسيس ضد شعبنا الكردي الذي ذاق امر العذابات اولا لغرض ضرب وحدة شعبنا العراقي ثانيا .
ومن كل ذلك تبرز الضرورة الوطنيه التي تمليها مصالح الشعب والوطن في معالجة تلك الخلافات وطي تلك الصفحات بروح الحرص الوطني لاسيما وان المرجعيه موجوده وهي الدستور العراقي للاحتكام ومن ثم توفر الاطر والهياكل والقنوات السياسيه العديدة لحل الخلافات مع الاخذ في الاعتبار قضية اخرى تسهل الحوار وهي ان اغلب قادة العراق وشخصياته المسؤوله تربطهم علاقات نضاليه قديمه ايام النضال ضد الدكتاتوريه مما يسمح لهم بمناقشة تلك القضايا الخلافيه وحلها وترك اسلوب التخاطب عبر القنوات الفضائيه التي لا تحل الخلافات وانما تعقدها وتؤذي الجميع .
10- شباط