عبد جعفر

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الأثنين 7/2/ 2011

صباح الخير ايتها الانتفاضة العراقية عبد جعفر قد يكون الشعبان التونسي والمصري اللذان ثارا ضد تردي الاوضاع في بلديهما، مدللين قياسا باوضاعنا، فقطاعات واسعة من شعبنا - التي ضحت بالغالي والنفيس طيلة سنوات الدكتاتورية المظلمة - تفتقد كل الخدمات من الأمن والغذاء والكهرباء والماء الصالح للشرب والمستشفيات والمدارس والطرق المعبدة... وغيرها، وصولا بالفساد المسشتري بالدوائر الحكومية حتى اصبح العراق في طليعة الدول الاكثر فسادا، شعبنا ينام ويصحو على طنين الوعود، حتى تخم منها، لا يعرف مصير ثرواته وخصوصا النفطية اين تذهب؟!. البطالة تتسع، واعداد الايتام والارامل يكبر، والتنمية في خبر كان، المصانع مهجورة، والعطش وقلة الدعم دمر الزراعة وحياة الفلاحين ، والهجوم المنظم على الحريات العامة متواصل ، ويعاني المثقفون هجوما منظما من قبل القنادهرية الجدد، في الوقت الذي تصرف الاموال وتسخر امكانيات الدولة واموال الحكومة لخدمة اجندات معروفة، اهمها هو صناعة الجهل، غير مبالية بالهدر العام، اذ وصلت ايام العطل في السنة الى 160 يوميا، بالاضافة الى ما يسقط من الناس من ضحايا على يد القوى الارهابية. شعبنا ينهض اليوم ضد هذه الاوضاع في مناطق واسعة في بغداد وعدد من المحافظات. مستعنيا بأرثه العظيم الذي قاوم بها قوى الاستبداد مجرمي المقابر الجماعية، ويقاوم بها الان القوى الظلامية والارهابية والفاسدين من مختلف الانواع. ينهض شعبنا لانه يريد من تجربته الديمقراطية ان تخرج من كبوتها، وان لا تسرق منه، فامام الرئاسات الثلاثة مفاتيح الحل، الا وهي تصفية جميع ارث الدكتاتورية المقبور، وعدم الارتكاز على المحاصصة والطائفية، وان يخضع المسؤولين للمحاسبة ، وجعل شعار من اين لك هذا عنوانا للمساءلة الدائمة. فمن يريد ستصافحه انتفاضة الشعب بالاحضان، وان لم يرد فليتعلم من الدرس التونسي والمصري، وما هو قادم اكبر بكثير مما يتوقعه الذين يحملون السلم بالعرض. فصباح الخير ايتها الانتفاضة وانت تمرين في الازقة الممتلئة بالوحول، والبيوت المتكئة على بعضها في انتظار السقوط، وانت تصافحين الوجوه الباحثة عن اللقمة الشريفة غير الملوثة بالخنوع والاستجداء. صباح الخير وانت تحلمين بالعشب الاخضر يغطي وجه الارض وان يرتفع دخان المصانع، ولا تمنعها سماء خفيضة. صباح الخير حتى مطلع فجر الديمقراطية وشروق دولة الحريات العامة والخدمات والامان.