| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

الأحد  7 / 9 / 2014

 

مسرح الطفل في المقهى الثقافي العراقي في لندن
 

مبدعو الأمل يبهجون رفاقهم والكبار أيضا

عبد جعفر

في تجربة جديدة من نوعها، تمكنت الفنانة فيحاء السامرائي، أن تدخل البهجة لزبائن المقهى العراقي في لندن، الصغار والكبار أيضا، من خلال الفرقة التي كونتها من أربعة براعم واعدة وهم (ليلى إبراهيم، وشميم إبراهيم، وبيدر ناجي وسمار ناجي).

أذ قدمت هذه الفرقة مسرحتين من تأليف وإخراج السامرائي وهما (سهام الأرنب الذكي)، و (سندباد في بغداد)، بالاضافة الى مشهد كوميدي (لندن، بلد إنصهار اللهجات) وذلك يوم 31-8 على مسرح المقهى في كامدن شمال لندن.

وأمتازت فرجة المسرحية (سهام الأرنب والذكي)، ليس في تبسيط مفهوم العدالة وتحقيقها فقط، بل في إنتزاع الضحكة من المتلقي من خلال في الأداء المتقن، والإحساس العالي في الكلمة، فسهام (ليلى إبراهيم) تطلق سراح الأسد من القفص (شميم إبراهيم) ، ولكن الأسد حالما يرجع الى طبيعته وسلطته يقرر أن ينكث بوعده أنه لن يأكلها، وقررا أن يحتكما الى ثلاثة يصادفهما، ولم تفلح محاولات سهام الاستنجاد بتحكيم الشجرة والعصفور (بيدر ناجي)، أذ كانا يؤكدان أنهما لا يؤمنان بوجود عدالة، وكاد اليأس يدب في روحها قبل أن تلتقي الأرنب (سمار ناجي)، الذي بدا أبلها ومثيرا للضحك، ولكنه يتمكن من إرجاع الأسد الى القفص،بحيلة بسيطة، أذ ينكر عليه أنه كان موجودا في هذا القفص الصغير، وحالما يدخل الأسد ليؤكد كلامه، يقفل عليه القفص ويخلص سهام من براثنه، في إشارة واضحة الى أن العدالة لا يمكن تحقيقها ، بدون وضع حد للتسلط.

ورغم أن المخرجة لم تستخدم الديكورات أو الإكسوارات التي تتلائم مع الشخصيات والإنارة بسبب شحة الامكانيات، ولكنها عوضت عنه، بطريقة أخرى ذكية كوضع الرباط بين الأسد والبنت سهام، أذ يتحرك كل واحد منهما في إتجاه عكس الأخر، لتبيان الصراع بينهما حول مفهوم العدالة، فرجل السلطة (الأسد) ينكر وجود عدالة، والقانون بالنسبة أليه هو الذي يتلائم معه أذ يفصله حسب مقاسه ورغباته، كما لعب خروج الأرنب من الخشبة الى القاعة وهو يمضي بحركاته المثيرة للضحك، وفي كسر الرتابة.

أما مسرحية (سندباد في بغداد)، فهي تعد مخصصة للكبار أكثر من الصغار على عكس مسرحية (سهام الأرنب الذكي) التي تخاطب عقل الطفل وخياله، فهذه المسرحية تتحدث عن أحلام الأطفال الملونة في الأمان والمدرسة والخبز. وحاولت المخرجة أن توظف الفرجة في الجمع بين ملامسة خيال الصغار وعقل الكبار من خلال حلم الفتاة المغرمة (ليلى إبراهيم) بشخصية سندباد ، لتحوله في خيالها أثناء زيارة مدرسية للمتحف، من تمثال الى حقيقة، فتخرج الشخصية من إطار اللوحة الى الحياة، وتبدأ رحلته معها الى بغداد، ليأخذها سندباد (شميم إبراهيم) برحلته الثامنة والأخيرة، ويساعدهما الجني (سمار ناجي) عبر جهاز (الآيباد) في الترجمة.

وتعد الرحلة مادة للكشف عن الطفولة المشردة وبحثها الدائم عن الأمان، وجسدهما (سمار ناجي) و(بيدر ناجي)، ويحاول سندباد أن يعلن عزمه لتغير هذا الواقع المزري، بواقع ملون زاهي للطفولة بعيدا عن التفجيرات والإرهاب،. لتصحو الفتاة منه لتعود مع زملائها والمدرسة (فيحاء)، ولكنها يبقى الحلم يرواد الأطفال ليعلن عن نفسه أغان ورقصات.

ولو أضافت المخرجة جماليات المسرح الأخرى من ديكور و إكسوارات وأضاءات وغيرها لجعلت هذه الفرجة اكثر أمتاعا للصغار والكبار معا.

ويدلل المشهد الكوميدي (لندن، بلد إنصهار اللهجات) على بروز نجم مسرحي صاعد وهو (شميم إبراهيم) التي استطاعت عبر طريقة (ستاند - أب شو) أن تقدم دقائق آسرة للدهشة حقا، والمشهد يتحدث عن المفارقة في لهجات الوافدين من مختلف الجنسيات في لندن وخصوصا العرب والهنود والباكستانيين وغيرهم بأسلوب كوميدي ساخر.


 

free web counter