| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

الأربعاء 31/3/ 2010

 

الحزب الشيوعي ابواب مشرعة للأمل

عبد جعفر

رجل السلطة انذاك رشيد عالي الكيلاني ، حين قلب منشور الحزب الشيوعي العراقي في اواخر الثلاثينيات قال انه اخطر من انتفاضة سوق الشيوخ التي قمعها للتو. فما الذي أقض ويقض مضاجع الطغاة من حزب فقير ليس لديه سوى اوراق ومطابع؟ السبب واضح وبسيط ، فخلف سطور البيان هناك اعضاء ومؤزارين وجماهير مستعدين لفتح السماء باذرعهم العارية، متحملين كل اصناف العذاب والتضحيات، ولديهم افكار يصعب القضاء عليها بكل انواع الاسلحة المحرمة والمحللة منها( ألم يستخدم صدام حسين الاسلحة الكيماوية ضد مقرات الحزب الشيوعي في كردستان؟!)، ولديهم تنظيم ينمو كضرورة موضوعية في الدفاع عن الديمقراطية وكافة منتجي الخيرات المادية والروحية ويصبو لسعادة العباد والبلاد.

هذا الحزب اصبح جزءا كبيرا من تاريخ العراق المعاصر واداة فاعلة به، فإذا كانت صبوات الاحزاب القومية والدينية تتكسرعلى ضفاف الطائفية والمحاصصة وباستدراة واضحة لمعاناة الناس، فان الشيوعيين وحزبهم ليس لديهم مطمح انبل من الدفاع عن حقوق الجماهير خصوصا الفقراء والمحرومين منهم، هؤلاء الذين استخدموا وبكل أسف كتذكرة مجانية للصعود في مركب البرلمان والسلطة ولكن لم ولن يحصلوا على شيء سوى الوعود،وهي التخمة الوحيدة التي بحصل عليها المواطن المحروم من وجبات السريعة التي تقدم له من الفضائيات والخطب والصحف.

ونحن نستقبل الذكرى 76 لتأسيس هذا الحزب، يبرز السؤال المر، لماذا كانت الابواب موصودة امامه في السلطة والبرلمان؟ ولماذا لم تصوت الكثيرة من المحرومين له بدلا من يعطوا صوتهم لمضطهدهم القديم الجديد باشكاله والوانه المختلفة ولاصحاب الماركات الاقليمية والدولية؟ اسئلة واخرى قد تبدو ثقيلة وجارحة ان سقطت على الرؤوس. الجواب لن يكون غامضا، ولن يكون صعبا، لان النبرة العالية للخطاب القومي والديني الطائفي اصبح اعلى من المتوقع، برسم القوى المتنفذة التي استفادت من تركة الدكتاتورية لتغمر البلد في صناعة جهل مدروسة عبر ميليشاتها وفضائياتها، وبصحبة اموال لشراء الذمم وقانون انتخابي جائر ومفوضية للانتخابات لاتعرف الاستقلال. ولكن هل يصبح الامر صورة مستمرة، بالتأكيد، فحبل الكذب والضحك على الذقون لن يدوم وما اكثر السلطات التي جاءت بالرقم العربي المعروف 99.99% وذهبت بدون ذكر اثر اللهم سوى اللعنات.

واذا كانت بيانات الحزب الاولى وهو في بدايته، قد قضت مضاجع العسكر ومخابرت( ابو ناجي)، فان الاصوات التي حصل عليها الحزب والقوى المتحالفة معه فانها ستقض مضاجع الاخرين وان كانت قليلة،لانها ستنمو وستكبر وفي الوقت نفسه يهرم معها خطاب الطائفية والمحاصصة وهذا هو منطق التاريخ وليس تعزية للنفس. واذ يشمت البعض بالحزب لقلة اصواته نقول له قولة الشاعر الجاهلي العظيمة زهير ابن ابي سلمى:

تعيرنا أنا قليل رجالنا     فقلت لها ان الكرام قليل


 

free web counter