| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

الجمعة 30/3/ 2012



المسرح العالمي يبعث رسالته الى زبائن المقهى الثقافي العراقي
الصافي يستعيد  من ذاكرة الزمن احداثا وشخصيات عراقية

عبد جعفر - لندن

في امسية يضوع منها عطر الماضي ،  من مجايل لأحداث وشخصيات عراقية تركت بصماتها على تاريخه المعاصر، استضاف المقهى الثقافي العراقي في لندن ، يوم 25-3 الكاتب والصحفي المخضرم  الاستاذ عبدالرزاق الصافي  بمناسبة صدور كتابه ( من ذاكرة الزمن .. احداث وشخصيات عراقية).

ومع المشاهد المصورة ، تناول الصافي  بدايات كتابة المذكرات  الشخصية في العالم العربي، مشيرا الى ان  كتابة المذكرات والسير الذاتية والذكريات هي حقل جديد في الادب العربي اذ لم يكتب أحد من الادباء والشعراء الكبار مذكرات او ذكريات او سير ذاتية ، قبل القرن العشرين.

مؤكدا انه في العراق ازدهرت الكتابة في هذه الحقول ، بعد الحرب العالمية الثانية، وخصوصا بعد ثورة  الرابع عشر من تموز1958. ومن بين ما كتب في هذا المجال: كامل الجادرجي،  محمد حديد، حسين جميل، محمد مهدي كبه، توفيق السويدي، احمد مختار بابان، فؤاد بابان،فؤاد عارف، خليل كنه،سيد محسن أبو طبيخ.

ومن العاملين في الحركة الشيوعية العراقية زكي خيري، بهاء الدين نوري، صالح الحيدري، احمد باني  خيلاني، جاسم حلوائي، عادل حبه، صالح مهدي دكله،   وغيرهم.

وفي طليعة الادباء والشعراء ممن كتبوا على شكل مذكرات او رواية عبر شخص بأسم آخر. امثال:

الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، الروائي ذو النون أيوب، نجيب المانع، د. عز الدين ملا مصطفى رسول.

كما تولى الصحفي فائق بطي تحرير مذكرات والده الصحفي الكبير روفائيل بطي. وكما كتب عدد من العاملين في الحركة القومية مذكرات على شكل كتاب او مقابلة  استدرجهم اليها رئيس تحرير الحياة اللندنية الاستاذ غسان شربل ومنهم :

خالد علي الصالح، حازم جواد، صلاح عمر العلي،  صبحي عبد الحميد .

 واشار الصافي الى ان  كتاب الفقيد جعفر الخليلي (هكذا عرفتهم) الذي صدر بثلاثة اجزاء حوت الحديث عن العديد من رجال السياسة والثقافة والأدب والفقه. فقد كان كتابا غنيا وممتعا.

ومن المعروف عالميا وعراقيا، ان بعض الساسة  يلجأون الى كتاب متخصصين لكتابة مذكراتهم او سيرهم الذاتية. فقد عرف ان ديغول يأخذ على ونستون جرجل الاستعانة بأحد هؤلاء المختصين لكتابة مذكراته.

 وكذا الحال في العراق فقد تولى الدكتور مظهر احمد تحرير مذكرات احمد مختار بابان وفؤاد عارف. كما تولى الدكتور رشيد الخيون تحرير مذكرات الدكتور محمد مكية. وهو جهد يشكر عليه الدكتوران في خدمة التاريخ العراقي.

واكد الصافي انه عند كتابة المذكرات يتعرض الكاتب الى خطر الوقوع في الذاتية، فيقوم  بتعظيم دوره، وبخس ادوار آخرين. وخطر الوقوع في النسيان عندما لا يرجع الى الوثائق في توثيق الأحداث، ويعتمد على ذاكرته التي يمكن ان تكون تعبانة أو حتى خوانة، ولذا يستدرك بعض الكتاب عن ذكر بعض الوقائع بالقول (ان لم تخني الذاكرة).

 ومن ذلك ما  تشهده هذه الأيام من كثرة التعليقات والتصحيحات والتدقيقات التي أثارتها.

أما عن الذاتية والتحيز فيخطر بالبال موقف الدكتور محمد مهدي البصير في محاضرته التي تحدثت عنها في الكتاب، وهي عن الشعر العراقي الحديث، اذ تحدث  عن الرصافي والزهاوي والشبيبيان محمد رضا وباقر وأهمل الحديث عن الجواهري، الذي كان يوم ذاك، اوائل الخمسينات ألمع شعراء العراق بل العرب كلهم، الأمر الذي استدعى تعليق الشاعر حسين مردان الساخر: هذا اذا ما وصل الجواهري لعد شوكت راح يوصلنا.

وحول مذكراته  شدد انه قد حرص عند الكتابة عن الأحداث والشخصيات ان لا يقتصر الحديث عمن اشاركهم او يشاركونني في الرأي او النظر الى الحياة. بل ان يكون في موقفهم حياتهم ما هو جدير بالذكر والأشادة .

وفي الحديث عن الشخصيات سعيت الى ابراز الجوانب الأيجابية لكل منهم، دون السلبيات ، ذلك ان البشر مثل القمر لكل منهم جانب مظلم، وتذكرت قول المسيح عليه السلام عندما اراد قومه رجم امرأة اتهمت بالزنا يوم قال : (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر).

وعند الحديث عن الجواهري الكبير تحدث الصافي عن زلته بمدح فيصل الثاني عند تتويجه في العام 1953، وتسمية الزلة (هي من عند الجواهري وليس مني ، ولايراد واقعة أهملها الجواهري عند كتابة مذكراته وهي ان الحزب الشيوعي العراقي تمنى عليه ان لا يشارك في حفل التتويج بقصيدة. غير انه قال لرسول الحزب الرفيق الفقيد عبد علوان الطائي: انتوا الشيوعيين خالين دمكم على رحراحة ايدكم.! بينما انا شاعر : سلم لي عالرفاق).

واضاف ان عظمة الجواهري هي ليست في مدحه بعض الزعماء العرب، بل في قصائده الرائعة عن أبي العلاء المعري وجمال اليدن الافغاني وهاشم الوتري ومقصورته يا أم عوف ويا دجلة الخير وافروديت وأنيتا وعشرات الروائع الأخرى.

واثارت هذه الندوة اسئلة مهمة حول اهمية البوح والمصداقية في المذكرات، وضروة الابتعاد عن التقييمات السياسية ، وتساءل البعض عن غياب المرأة في مذكرات الصافي.

ويذكر انه قبل بدء  محاضرة الصافي ، قرأ الفنان علي فوزي كلمة المسرح العالمي بمناسبة العيد الخمسين ليوم المسرح ، مع مشاهد مصورة عن حياة بعض الشخصيات العراقية.

 وجاء في كلمة المسرح  التي قدمها الممثل الامريكي جون مالكوفيتش  

" لقد شرفني أن الهيئة الدولية للمسرح في اليونسكو قد منحتني فرصة رفع هذه التحية في الذكرى الخمسين لليوم العالمي للمسرح.. وسأوجه ملاحظاتي المكثفة هذي إلى زملائي المشتغلين بالمسرح وأعمدته وإلى رفاقي.
فليكن عملكم مشوقاً وأصيلاً،
فليكن عميقاً، مؤثراً، متفكراً ومتفرداً،
لكي يساعدنا في تأمل سؤال ماهية أن تكون انسانياً،
وأن يدفع بنا ذلك أن نمتدح من القلب وبصدق وحنان وسمو،
فلتتغلبوا على الخصوم والرقابة والفقر والعدمية التي كابدها بالتأكيد أكثركم،
فلتتباركوا بالموهبة والحماسة لتعلمون عن نبض القلب الإنساني في كل تعقيداته، وعند الجزع والتطلع حتى ليغدو ذلك هدف حياتكم،
وأن تتمكنوا في أفضل أحوالكم وفقط عندما يمكنكم، يقيناً، أن تفلحوا في اقتناص تلك اللحظات النادرة والخاطفة التي تضيء السؤال الأساسي : كيف لنا أن نعيش؟.

أدعو لكم بالتوفيق.."




 

 

free web counter