| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

الأحد 29/7/ 2012



مبدعة تعيد النضال الحافل
للنساء العراقيات من طي النسيان

عبد جعفر - لندن

احتفل فرع رابطة المرأة العراقية في بريطانيا بزيارة الكاتبة والناشطة النسوية السيدة سافرة جميل حافظ الى لندن، وذلك بتنظيم امسية لها يوم 8-7 في كنسية ريفنزكورت في همرسمث غرب لندن للتحدث عن اوضاع المرأة العراقية وتجربتها النضالية والأدبية.

واشارت السيدة ساجدة أموري سكرتير الرابطة في معرض تقديمها الى ان ضيفتنا لهذه الامسية لا يمكن اختصار سيرة حياتها الغنية الطويلة بكلمات قليلة.
فنحن أمام شخصية متعددة النشاطات والمواهب، ذات قلب شاب وبروح تفيض عطاء بأطراد عكسي مع عجلة الزمن .
وتعد سافرة قاصة وروائية عراقية رائدة اثبتت حضورها في المشهد الثقافي العراقي منذ الخمسينيات من القرن الماضي عندما فازت قصتها ( دمى الاطفال) بجائزة الأخبار الأدبية.
واصدرت أول مجموعة قصصية (دمى الاطفال) عام 1956
كانت ومازالت ناشطة في مجال حقوق المرأة والجمعيات الوطنية والاجتماعية ومجلس السلم . واسهمت في تأسيس قاعة الدروبي للفنون التشيكيلية ومدت يد العون للكثير من الطاقات الفنية الشابة.
وانتخبت عام 2005 عضوا في المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صدر لها مؤخرا مجموعة قصص قصيرة بعنوان (14 قصة)، ورواية (هم ونحن والقادمون) 2007 بجزأين .
عملت في مجال الصحافة بعد تخرجها من كلية الآداب /جامعة بغداد عام 1954
وطرزت مسيرتها الأدبية بتاريخ سياسي مشرف ، اذ تعرضت للأعتقال والسجن أكثر من مرة. اعتقلت عام 1952 عندما كانت طالبة في كلية الآداب واودعت السجن، كما اعتقلت عام 1963 واودعت في سجن (قصر النهاية) السيء الصيت.
وقدمت عام 1964 لمحكمة عسكرية في معسكر الرشيد وحكم عليها آنذاك بالأقامة الجبرية لمدة سنة ونصف ومنعت من السفر مع حجز الاموال المنقولة وغير المنقولة.
وما زالت رغم تقدمها بالسن ناشطة في المجالات الادبية والسياسية والدفاع عن حقوق المرأة.
وتناولت الكاتبة سافرة جوانب متعددة مؤكدة ان التعليم ولاسيما القراءة والكتابة شرط من شروط الدين الاسلامى ، ويذكر جواد علي فى كتابه -العرب قبل الاسلام -ان الرجل كان يبتئس اذا لم تولد له بنت، أما وأد الاناث فقد كانت تمارسه قبائل معينة، بسبب الفقر وهو لا يقتصر عند العرب فقط بل كانت تمارسه شعوب أخرى في العالم .
واوقفت المرأة الشاعرة حرب البسوس التى استمرت اربعين سنة حينما امنعت عن زوجها قائلة كيف تسعد والناس يقتلون وكان احد المشاركين فى الحرب فخرج واوقفها. وبعد سقوط بغداد ودخولها الفترة المظلمة ، وتردى وضع المرأة، ولم تنته أيام فصول الحريم العثمانية الا بعد فتح مدرسة واحدة للبنات وثانية افتتحها المسيحيون وثالثة اليهود.
ومع دخول الحضارة والاكتشافات والصحف الى العراق وعودة الذين درسوا فى فى الخارج من الادباء والمفكرين، انتشرت الدعوة الى سفور المرأة ، وصار العراقيون بين مؤيد ومعارض، ومنهم الشاعر الشعبى الناقد الكرخى الذي قال :

ابنيه بنت البيت كصت شعرها ع الموده تمشى دلوع عافت سترها

مع العلم انه وقف فى اشعاره الاخرى الى جانبها ولاسيما فى قصيدته المشهورة المجرشة التي تتحدث عن صراع المرأة مع العيش اليومي وصاحب العمل وهي فى الحقيقة تتناول الواقع السياسى فى البلد.

ساعه وكسر المجرشه والعن ابو راعيها

وبعد كثير من الشكاوي تقول متفائله

ما تظل دوم مغيمه هم ربك ايصحيها

والذين وقفوا بين بين الشاعر محمد رضى الشبيبي
والمعروف الذين وقفوا معها فى السفور، الزهاوي والرصافي واللذان تعرضا الى محاولة القتل .
وفي هذه المناسبة .. ننحنى اجلالا للرائدات الاوائل من النساء اللواتى ناضلن مستندات الى العقول النيرة من اخوانهن وابائهن والذين وقفوا الى جانبهن ضد التخلف والاراء البائدة فدخلن كليات الحقوق والطب والصيدلة والهندسة وغيرها نذكر منهن : سانحة امين زكي أول طبيبة مسلمة تدخل كلية الطب، وكانت أول طبيبة مسيحية آنا ستيلن، وأول طبيبة صابئية سلوى عبد الله، ومن المحاميات صبيحة الشيخ داود ، وأمينة الرحال وأديبة الشبلى. ليس ذلك فقط بل اقتحمت المرأة الصحافة، فكانت أول مجلة اسمها ليلى صاحبتها بولينا حسون ، وكانت أخت الشاعر الزهاوي صحفية ايضا وهي اسماء الزهاوي.
وفي عام 1923افتتح نادى النهضة قادته شابات مثقفات منهن أمينة الرحال. وفي عام 1945افتتحت السيدة عفيفة رؤؤف زوجة الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة، وهى ليست الرابطة الحالية وفى العام نفسه، افتتحت جمعية مناهضة الفاشية، وكان من مؤسساتها عفيفة رؤؤف، وسعدية الرحال، و نزيهة الدليمى، ونظيمة وهبى.
ومن اوائل الاديبات والشاعرات: رباب الكاظمي، وأميرة نور الدين ،وعاتكة وهبى الخزرجى، وحميدة الحبيب وغيرهن . ثم جاءت بعد هذه المرحلة، نازك الملائكة، ولطفية الدليمى، ومقبولة الحلي وغيرهن كثيرات.
وفى السنين القريبة من هذا التاريخ كانت هناك عدة منظمات نسائية تديرها زوجات المتنفذين ، منها الاتحاد النسائي العراقي وجمعية مكافحة العلل الاجتماعية وجمعية بيوت الأمة.
واشارت سافرة الى انها انتمت الى الاتحاد النسائي ومارست الكتابة فى مجلته التي كانت تشرف عليها عاتكة وهبي الخزرجى وحازت على الجائره الاولى .
واضافت : وفي عام 1948، خرجت مظاهرات ضد معاهدة بورتسموث واشتركت مدرستنا فيها، واذكر انى ذهبت الى الخطاط وطلبت منه ان يخط البيت التالي لأبي فراس الحمداني:

تهون فى سبيل المجد نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر

فغضب قائلا --احنه وين يا مهر - ضحكت وقلت له اكتب ماعليك - وحصلت على ضربة قاسية على انفي في المظاهرات، خفت أن اراجع المستشفى لئلا اعتقل.
وجاءت انتفاضة 52 التى اشتركت فيها كل الكليات والمدارس ، والقى القبض فيها على كثير من الطالبات والطلبة. واودعنا التوقيف وكان هناك على المناضلات السجينات وتعرفت منهن على العمل الرابطي . وحينما افرج عنا بكفالة، وجدت اني قد فصلت لمدة سنة. ارتبطت بأخوات الرابطة، وذهبت واياهم الى اجتماع قيل لى انه سري. والحقيقة اني لم امارس عملا سابقا مثل هذا . وحينما تعرفت على اهدافه وجدته غايتي وتعرفت على الدكتورة نزيهة الدليمي، وجدتها مثال المرأة المثابرة الصادقة، ولهذا حازت على تقدير من حولها. استمر عملنا السري لاننا لم نستطع الحصول على الاجازة حينها كان الوضع السياسي لايسمح بالنشاطات الحزبية والمهنية العلنية ، كنا نجرى الاجتماعات أما فى البيوت أو فى عيادة الدكتورة. اتذكر حينما كنا نعقد الاجتماع فى العيادة ، كانت (فراشتها) تغضب قائلة - كطعتو رزقها للمره -

ورغم تأزم الوضع السياسي ، قمنا فى تلك الفتره باعمال واسعة منها مكافحة الأمية، ومساعدة اخواننا الفلسطيينيين اللاجئيين في العراق ، أذ كان هناك مخيم واسع قرب بيتنا بالضبط اليوم ما يسمى ساحة الاندلس كنت أجلب أقمشة من الهلال الاحمر ونأخذ بخياطتها لسكان المخيم .
فى تلك الفترة ولعدم حصولي على وثيقة حسن السلوك، اشتغلت بالصحافة لم تكن هناك نساء صحفيات فى تلك الفتره اشتغلت فى جريدة البلاد . كنت انشر فيها بطريقة او بأخرى دعايات الرابطة واتخذتها منبرا لها. ثم اشتغلت فى جريدة الاخبار نشرت فيها أول قصة لى حازت على الجائزة الاولى. وكانت المرة الثانية التى أحوز فيها على الجائزة فى ذلك العمر المبكر.

واكدت سافرة على دور رابطة المرأة العراقية بعد ثورة 14 تموز، مضيفة انه ابتدأنا للتحضير للمؤتمر الذى افتتحه الزعيم عبد الكريم قاسم حيث كانت الاجواء متوترة بعد حوادث الموصل، وفيه اقترح تبديل أسم تنظيمنا الى رابطة المرأة العراقية، لانه برأيه قد اعطى للمرأة كافة حقوقها، واحتراما لاقتراحه ابدلنا الاسم، وحضر المؤتمر كثير من الوفود العربية والعالمية. وعد المؤتمر تظاهرة نسائية رائعة وعميقة ولاسيما بعد أن صدر قانون الاحوال الشخصية، وتوزير نزيهة الدليمي وزيرة للبلديات. وانتخب المؤتمر عضوات السكرتارية : نزيهه الدليمي رئيسة، وسافرة جميل سكرتيرة ، ومبجل بابان امينة للصندوق، وروز خدوري مسؤولة لجنة مشاكل المرأة، وعفيفة رؤؤف نائبة الرئيسة، وحياة النهر تنظيم بغداد، وسالمة الفخري التنظيم الخارجى، والدكتورة سميره بابان مسؤولة اللجنة الصحية، وابتهاج الاوقاتي النشر.
واصدرنا مجلة المرأة ، وكانت المسؤول فيها سلوى زكو وأمينة بديع .
فتحنا مدارس مكافحة الامية فى كل انحاء العراق، ولجان لحل مشاكل المرأة ومستوصفات لعلاج النساء والاطفال، وصفوف لتعليم الخياطة، واصبحت الرابطة عضوا فى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي.هذا الى جانب الوقوف للدفاع عن اهداف الثورة الوطنية مع كل ابناء الشعب الشرفاء .

وتطرقت الى اوضاع المرأة المأسوية اثر الحروب التي خاضها النظام السابق، وما تلته من اوضاع بعد 2003 ، ودور الرابطة المرأة من اجل سن القوانين التي تحمي النساء من العنف ويحمي كرامتها وتعزيز دورها في المجتمع والدولة، واعادة تطبيق قانون الأحوال الشخصية، وحماية الأرامل والمطلقات والاسر الفقيرة والطفولة من الضياع والتفكك والتسرب من المدارس.
واعقبت المحاضرة، مداخلات عديدة واسئلة من الحضور، فقد اشارت الناشطة النسوية السيدة مبجل بابان الى دور الرابطة المرأة الريادي في الماضي، حيث لعب الانسجام بين الاعضاء دورا كبيرا في تعزيز العمل، واشارت الى دور الرابطة الحالية ونجاحها في الوقوف ضد قرار 137 الذي أريد به الغاء قانون الاحوال الشخصية الذي سنته ثورة 14 تموز.
واشارت السيدة بشرى برتو الى دور الرابطة في مساعدة النساء في المناطق الفقيرة وفتح مدارس محو الامية لهن. بينما ركزت السيدة باسمة الظاهر حول دور الرابطة في التوجه لجماهير النساء الشعبيات ورفع وعيهن.
وقد اجابت السيدة سافرة حول الاسئلة التي طرحت حول واقع المرأة حاليا وكيف التصدي للعنف ضدها، والضغط من أجل تحسين اوضاع النساء والاهتمام بالاسرالفقيرة والاطفال وتعليمهم لاسيما اصحاب الاحتياجات الخاصة.

 

 

  




 

 

free web counter