| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

الثلاثاء 28/6/ 2010

 

المقهي الثقافي العراقي في لندن

مسرحيو “خارج الزمن “ : حديث الشجون عن مسرح المنفى حين زار الوطن

لندن – عبد جعفر

احتفى المقهى الثقافي في لندن (بزبائنه) يوم 26-6 بالعائدين من الوطن وهم ممثلو مسرحية (خارج الزمن) التي قدمها استديو الممثل في بغداد اواخر العام الماضي، في حديث عن الشجن الذي رافق رحلتهم بعد 30 عاما بعيدا عن خشبة المسرح في الوطن.
ومعروف ان هذه المسرحية اعدها الشاعر عواد ناصر والمخرجة عن رواية (حفلة التيس) للكاتب الدومنيكاني ماريوبارغاس يوسا واخرجتها الفنانة روناك شوقي، واشترك معها في التمثيل الفنانون: علي فوزي، هند الرماح، سلوى الجراح، رسول الصغير ، مي شوقي،. وتتناول المسرحية العهد المظلم الذي كانت تعيشه البلاد تحت الدكتاتورية، وتكشف لنا خيوط العلاقة بين البنت المهاجرة العائدة الى وطنها مع ابيها المقعد الذي كان احد جلاوزة النظام.

في البداية تحدثت سلوى الجراح عن الصعوبات في الوصول الى بغداد من شراء التذاكر الى غياب الدعم وخصوصا من المؤسسات الثقافية الى اهمال وزراة الثقافة للفرقة، حيث لم يأت اي مسؤول لمشاهدة العرض. ومع ذلك “فانا فخورة بالعروض التي قدمت ومجيء الجمهور الغفير لمشاهدتها..”

روناك شوقي أشارت الى ان الفرقة كانت في صراع مع نفسها في الذهاب الى بغداد بعد عقود من المنفى “ فانك اذا رجعت كمواطن مسألة سهلة، ولكن اذا رجعت كفنان ومنسي فتلك مسألة غاية في الصعوبة.”
واكدت “اننا طرقنا كل الابواب ولم نحصل على دعم ، وكانت دهشتي اكبر عند اهمال المسرحيين - من اصدقائنا القدماء - لنا، وقلة الترحاب من البعض ، بالاضافة الى الخراب الذي اصاب المسرح وانتاجه واهمال دور السينما وعروضها، ورغم ذلك ذهبنا وقدمنا بجهودنا الخاصة ونسينا المتفجرات والارهاب ، واستطيع القول اني رجعت بعلاقة حب جديدة ، حب مع بغداد التي رأيتها منكسرة، حزينة. وزاد من اصراري هو دعم الطلبة والممثلين الشباب الذي تحلقوا حولنا بحمية صداقية رائعة، وجرى تغطية العمل اعلاميا وكتب عنه عدد من الصحف.”
ويرى علي فوزي ان هذه التجربة “كانت من اجمل التجارب حيث عدت الى خشبة مسرح الوطن بعد اخر عرض لي كانت مع فرقة مسرح اليوم في مسرحية “روح اليانورا”على مسرح الستين كرسيا عام 1978 ، كما انها تعد مغامرة، ابداعية ، واعادت الثقة إليّ بنفسي ، اذ استطعنا بعرضنا ان نكسر الحاجز بين ابداع المنفى والوطن من خلال لقائنا مع الجمهور العراقي داخل الوطن. وكانت اواصر العلاقة المتينة بين اعضاء الفرقة احدى الاسباب المهمة في نجاحنا”.

وتشير هند الرماح ،التي نشأت في الخارج ، الى ان “الرحلة كانت في البداية لي كالكابوس، وكنت راغبة عن هذه الرحلة ، ولكن التزامي بالفرقة وبالعمل، اضطرني الى القبول، غير ان الصورة تغيرت حالما وصلنا الى المطار وتعامل الموظفين الرائع معنا ، فاصبحت الرحلة مثل حلم جميل ولوكنت اتمنى ان ارى البيت الذي ولدت فيه وقضيت فيه قسما من سنوات طفولتي”.


ثم قدمت سلوى الجراح مقطعا من روايتها (بلا شطئان) التي ستصدر من دارالمدى ، وفيها الكثير من وجع الغربة ، وقرأت روناك بعضا من ذكرياتها عن رحلتها الى الوطن تحت عنوان ( يوميات بغداد) وفيها رصد لمشاعرها، وهي ترى شوارع بغداد، والوجوه ودجلة بعد اكثر من ثلاثين عاما من الغربة.
ويذكر ان الفنان رسول الصغير وهو صاحب فكرة ذهاب الفرقة الى بغداد، لم يتمكن من الحضور لانشغاله بعمل مسرحي في الوطن، ولم تحضر الفنانة مي شوقي لصعوبات ايضا.
وبعد ذلك اشترك زبائن المقهى مع ضيوفه رغم حرارة الجو ،في حديث ذي شجون عن واقع الثقافة في الوطن وما يعانيه المسرحيون ودعوا الى حملة من اجل حماية المسرح.




 

free web counter