| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

الأحد  28 / 9 / 2014

 

الأم كلير تودع منافي الحياة لتمضي وحدها

عبد جعفر

لم يكن الصراع مع المرض الخبيث، هو الوحيد الذي كانت تعاني منه الأم كلير (أم حقي)، فهي عاشت على ما يربو من ستة عقود تعاني من وجع الحنين الى الوطن الذي تركته على الكراهة، وألم المنافي.

ومن رحلات الشرق والغرب، قررت أن تستريح من تعب الحياة والمنفى والشوق النامي كالجمر الى دجلة وبغداد، فمضت وحدها رافعة غطاء الأرض في مقبرة هايغيت شمال لندن قرب زوجها.

لم نكن نحن - المشيعيين - نصدق أن الأم كلير لن تعود معنا تناقش هذا وذاك، وتوعدنا أن المطبوع المقدم للطباعة سيكون جاهزا عن قريب، أذ كانت أنسانا لاتكل ولاتمل من الطباعة.

لم تنهضها الكلمات المؤثرة لرفاقها في منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا، والحزب الشيوعي السوداني، واتحاد الشعب الفلسطيني. أستمعت لها، وربما أوجعها بكاء وألم المشيعيين، ولكنها مقتنعة أنها أدت رسالتها، وعلينا أن نبدأ حياتنا في الإستمرار في إزاحة الحمل الثقيل على كاهل الوطن والشعب.

مضينا وقلوبنا تلتفت، وتتوجع لماذا اسرعت كلير قبلنا لأختيار مكان ضيق.. ضيق جدا لا يناسب ولن يتناسب مع وسع أحلامها في خضرة وبهجة تغطي وجه الأرض.

حين اغلقت أبواب المقبرة دونها، تأكدنا أن كلير تحولت بسمة وذكرى طيبة ودفء نلتجئ اليه، كلما ضاقت بنا السبل، والمنافي، والوطن الذي باعدتنا عنه حراب الإرهاب والفساد.

 

 

 

free web counter