| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

السبت 22/12/ 2012



البروفيسور محمد الربيعي:
الوضع الحالي بيئة طاردة لكفاءات الخارج

عبد جعفر - لندن

استضاف المنتدى العراقي في بريطانيا، يوم 11/12 البروفيسور محمد الربيعي في الحديث عن (رجوع العقول العراقية المهاجرة الى الوطن: الواقع والطموح) وذلك في كنسية ريفزكورت في همرسمث غرب لندن.

وفي تقديمه اكد السيد احمد خضير عضو الهيئة الادارية للمنتدى ان الربيعي بنشاطه العلمي والمهني، فقد حصل على الدكتوراه من جامعة لندن وعمل في جامعات عديدة وتدرج في المناصب الاكاديمية ، وتم منحه كرسي البروفسورية في البيوتكنولوجيا عام 1998، وفي عام 2005 انتقل الى جامعة دبلن واصبح مسؤولا عن الهندسة البيوكيميائية وينشأ ويدير مركز بحوث زراعة الخلايا ، وهو عضو اللجنة الحكومية لوضع سياسة الدولة الايرلندية للقوى العلمية العاملة.
كما يعمل مستشارا علميا لعدد من شركات الانتاج الطبي، ومحررا لعدد من المجلات العلمية وعضو زائر في العديد من الجامعات العالمية. وسبق له انه حصل على جازة الأبداع من جامعة دبلن عام 2006، وعلى ميدالية دونلاد العالمية عام 2008 والتي يمنحها سنويا المعهد البريطاني للنهدسة الكيميائية. وله عدد من الكتب منها كتابا باللغة العربية وما يزيد عن 450 بحثا وفصل كتاب ومنشور علمي وبراءة اختراع. وأشرف على ما يزيد عن 70 اطروحة ماجستير ودكتوراه.
ومعروف انه ساهم في تأسيس المنتدى العراقي ورابطة الاكاديميين العراقيين وشبكة العلماء العراقيين في الخارج، وجمعية الأمل الانسانية ، وعمل ضمن فريق مجلس اعادة اعمار العراق لادارة الوزارات العراقية بعد 2003 واصبح عام 2004مستشارا (بدون راتب) لوزارة التعليم العالي وفي عام 2006 مستشارا فخريا (بدون راتب) لرئيس الجمهورية .


وفي تناوله موضوعة (رجوع العقول المهاجرة الى الوطن: الواقع والطموح) اكد الربيعي ان هجرة العراقيين بدأت منذ نشوء المملكة العراقية في الثلانينيات من القرن الماضي وخصوصا بين ابناء الطائفة المسيحية واليهودية. وفي سنوات حكم البعث حدثت هجرة لاسباب سياسية وزادت مع الحرب العراقية الايرانية وما تلها من فرض الحصار الاقتصادي على العراق، وبعد عام 2003 حدثت هجرة اخرى وبلغ ذروتها عام 2006 بسبب العنف الطائفي وسيطرة الميليشيات المسلحة.
ورغم رجوع العديد من مهاجري الخارج وعودة الاخرين الى مناطق سكناهم الاصلية من مهاجري الداخل ، غير انه مازال اكثر من اربعة ملايين عراقي خارج الوطن.

ومن بين هذه الاعداد كفاءات كثيرة ومتنوعة، وهذه الاعداد في تزايد مستمر اذ يهاجر من العراق كل عام 10000 من المتخصصين كالمهندسين والاطباء والعلماء والخبراء. وفي الوقت يحتاج البلد الى ما بين 15-20 عاما لتعويض هجرة مئة طبيب اختصاص كما يشير الباحث محمد رشيد .
ومعروف ان تكلفة هجرة العقول من الدول العربية كما تشير الدراسات لاتقل عن 200مليار دولار، وتعد الدول الغربية الرابح الاكبر من هجرة ما لايقلل 450 الفا من هذه العقول. وتعد الخسارة اكبر اذا اضفنا اليها ان 45% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون الى بلدانهم.

وتناول الربيعي اسباب الهجرة وعدم رجوع العقول وتهجيرها بعد 2003 والتي تتلخص في :
- العنف والقتل والخطف والتهديد والتفجيرات
- تصاعد العنف الطائفي
- النهج والاراء العدائية ضد كفاءات الخارج
- انتشار ظاهرة خطف واغتيال الأكاديميين والاطباء والكفاءات بصورة عامة
- انتشار الفوضى والخوف بين الكفاءات بحيث لم يعودوا مطمئنين على انفسهم وعوائلهم وممتلكاتهم.
- سوء الخدمات الاجتماعية والصحية.
- اضطراب الأجواء الجامعية.
- استمرار فقر الأمكانيات البشرية والمادية وانعدام الحوافز والدوافع للتطور والتطوير ، بالاضافة الى الاسباب التي ورثناها من العهد المباد من هيكلية ادارية بيروقراطية فاسدة وضعيفة ومتخلفة وعدم اشباع روح البحث او التطور او المشاركة الفاعلة في الرأي والخبرة او الحصول على الدعم المادي والمعنوي. وباختصار نستطيع القول ان المجتمع العراقي اصبح بيئة طاردة للكفاءات العلمية وليست جاذبة او حاضنة للكفاءات.

وعن سؤال طرحه المحاضر:
هل حقا يريد الوطن الاستفادة من علمائه وكفاءاته في الخارج؟
اكد المحاضر : في العالم لا يختلف اثنان حول اهمية الكفاءات المهاجرة في بناء البلد الا في العراق ، فشأن هذا الموضوع شأن المواضيع الساخنة الأخرى التي تعرقل حل المشاكل والقضاء على الأزمات، ودفع مسيرة التطور الاقتصادي الى الأمام. اذ نلاحظ عدم احترام القدرات العلمية والكفاءات التي ترغب صادقة في خدمة وطنها، وتسود اراء عدائية نحو كفاءات الخارج منه. فالكادر المهاجر يريد احتراما وترحيبا حقيقا به.
وتعاني الكفاءات من الخارج من العرقلة الادارية وبعضهم يتخوفون من منافسة او مزاحمة الكفاءات الخارجية، بالاضافة الى الروتين القاتل في انجاز معاملات العائدين وصعوبة الحصول على سكن ملائم ووظيفة ملائمة وغياب تشريع قانون الكفاءات، والمبالغة في قدرات ومعارف العراقيين في الداخل.

واشار الى انه حتى عمل المستشارين لاينظر اليه سوى كعمل علمي ويسند لهم دورا اداريا ، والبعض المسؤولين يعتقد ان المنصب يجلب المعرفة وليس العكس. حيث اصبح بعض المسؤولين يتكلم في كل المواضيع حتى وان كان لا يفقه بها شيئا، ويجيب عن كل الاسئلة حتى لا يعرف اجابتها بشكل علمي وصحيح، كما ان هناك نظرة غربية لمن يقدم كفاءاته بالمجان ويتهم بالجنون، مؤكدا وجود ظاهرة غربية في سلك التعليم هو الركض وراء المال على حساب
النتاج العلمي، وعدم الاهتمام بالخدمات داخل الجامعات ، ولهذا يجب ان تدرس اخلاق المهنة، لترسيخ مقومات الثقة والانتماء.

وتساءل المحاضر لماذا يستمر ابعاد وتهميش الخبرات والكفاءات في الوقت الذي نجحت دول نامية في اجتذاب علمائها وكفاءاتها في حين فشل العراق في ذلك؟
واكد اهمية اجراء دراسة لمعرفة مستويات العقول العراقية في الخارج ووظائفها، وعدد وتوزيع القوى العلمية المهاجرة في البلدان الغربية والعربية، وتحديد الأسباب التي أدت بهذه العقول للهجرة واسباب عدم رجوعها الى الوطن.

وتناول الربيعي باسهاب سياسة جذب العقول وصيغة لاستثمار الطاقات العراقية الموجودة في الخارج وتتلخص بالنقاط التالية :
- تعديل قانون الخدمة الجامعية الجديد.
- زيادة امكانات البحث العلمي وتشجيع الاستثمار والتطوير.
- تقليل الاجراءات الروتينية فيما يتعلق بالاوراق الرسمية التي تنهك صاحب الكفاءة العائد.
- ابعاد الصراعات السياسية عن الجامعة ومنع تدخل الطلبة في العمل الاكاديمي للتدريسي.
- القضاء على الفساد الاداري والمالي ودعم الجهاز الاداري للدولة بالكفاءات.
- تحسين مستوى الدخل والمعيشة.
- الحد من ظاهرة العداء لكفاءات الخارج، والاستفادة من خبرة الشعوب الأخرى في هذا المجال في بناء قاعدة علمية لتنمية موارد الوطن من الكادر العلمي.

وحول خيار الاستثمار اكد الربيعي ان الحل المنطقي والعملي وهو حل ملائم لاصحاب الكفاءات المهاجرة التي تريد خدمة وطنها مع بقائها في الخارج من خلال اشراكهم بتوفير الخبرة والدعم والاستشارة والمشاركة في مشاريع التنمية والاعمار والتعليم والصحة وغيرها.

وشدد على اهمية تشكيل لجنة خاصة اسمها دائرة استثمار الكفاءات المهاجرة، وتشكيل بنك معلومات عراقي لضم المعلومات عن العقول المهاجرة وكفاءاتها العلمية والفنية والادارية، تنظيم العلاقة المهاجرة والجامعات العراقية والملحقيات الثقافية في الخارج، ووضع الجداول الزمنية للمحاضرات ولتقديم الخبرة، ويمكن دعم مشروع (التعليم عن بعد) وتنظيم المحاضرات والسمينرات المنقولة عن طريق الانتريت الى الجامعة العراقية.

واكد الربيعي ان وقف هجرة العقول لايتم بالتمني او برفع الشعارات الوطنية وانما بتوفير الأمن المعقول لهم ولعائلاتهم وانهاء حالة العداء لهم، مع توفير الظروف المعيشية الجيدة والملائمة لهم.
وضرورة اقرار مبادىء شرف بين القوى السياسية وداخل قبة البرلمان للحفاظ على الجامعات كمؤسسات علمية وتربوية، لنشر مبادىء الحرية والعدالة من خلال التعليم والبحث، وتطوير اساليب التآلف والأخوة والمنفعة العامة بما يخدم مصلحة الوطن والتقدم الاجتماعي والتكنولوجي.

وفي نهاية المحاضرة اشترك العديد من الحاضرين في تقديم مداخلات واسئلة للمحاضرة مما اضفى من الجيوية على هذه الندوة المتميزة.



 



 

 

free web counter