| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

الجمعة 1/7/ 2011

 

 حركة الاحتجاجات في العراق... السلطة والشارع

عبد جعفر - لندن

استضاف المنتدى العراقي في بريطانيا الكاتبين رضا الظاهر وعبد المنعم الأعسم، في أمسية عنوانها (حركة الاحتجاجات في العراق.. السلطة والشارع) وذلك يوم 27/6 على قاعة كنيسة ريفركورت في همرسمث غرب لندن .

وفي تقديمه اكد الكاتب فيصل عبدالله ان الكاتبين الظاهر والاعسم سيقدمان صورة للحالة العراقية بكل تعقيداتها اليوم بحكم تواصل زياراتهما للوطن. مشيرا الى حالة الاحباط العامة السائدة بسبب ممارسات السلطات وانتشار ثقافة الكذب وضعف المسؤولية والفساد وقلة الخدمات وغيرها من الاسباب التي أججت الاحتجاجات التي واجهتها الحكومة بالقمع.

واكد رضا الظاهر في مداخلته الى اهمية وجود تقييم منهجي وشامل للحركة الاحتجاجات سواء في العالم العربي او العراقي، رغم انه لاتوجد افكار نهائية ، فالافكار تتجدد وتتطلب اعادة النظر دائما. موضحا ان السبب الرئيسي الاحتجاجات هو استمرار الازمة الاجتماعية في البلد وهي أزمة بنيوية عميقة، تتمثل في تتفاقم أزمة الملايين وتكريس نهج المحاصصة، وغياب الخدمات الاساسية، وغياب حقوق الانسان ، وزيف الوعود الحكومية ، في الوقت الذي يخشى الحكام من اي صوت محتج يمس اويهدد امتيازاتهم. ومن هنا نلاحظ العمى الايديولوجي، وازدراء الناس وازدراء الراي والراي الاخر، وحملات الاعتقال ضد المحتجين وتهديدهم رغم ان الاحتجاج يدخل في اطار العملية السياسية ويهدف في جوهره اصلاح النظام بشكل جذري وليس اسقاطه.

واشار الى تناقض تصريحات المسؤولين التي تفضح مواقفهم المعادية للشعب، ورغم ذلك فأنهم لا يعتذرون عنها. وما الحديث عن لجان تحقيق لمعرفة التجاوزات على الحركات الاحتجاجية سوى ضحك على الذقون .

وتوقف الظاهر كثيرا الى فتوى بعض المرجعيات الدينية لمنع التظاهرات في حلف غير مقدس مع النخب الحاكمة.
واكد ان الاحتجاجات برزت الصراع الفكري داخل المجتمع الذي يؤكد وجود ثقافتين متعارضتين، بين القوى القديمة التي لم ترم سلاح بعد وتريد الحفاظ على اميتازاتها وبين القوى المغلوبة والمهمشة التي تعيد النخب الحاكمة تسميتها بمصطلحات صدام حسين (الغوغائية).

واضاف ان المنطقة تمر بمنعطف اقتصادي واجتماعي خطير، وهوما يؤجج حركة الاحتجاجات، وان الشباب يعطون للحركات الاحتجاجية العافية والشرعية، وهي في منحى متصاعد ، ونحن بحاجة الى تقييم دور الشباب في هذه الحركات واستخلاص الدروس، محذرا من تقديس العفوية عند الشباب، وفي الوقت نفسه من عدم مواكبة التنظيمات للتطورات الجديدة.

مؤكدا ان حركة الاحتجاج في العراق رغم ما شابها من عوامل ضعف ولكنها لم تفشل وستعود للحركة اكثر فاكثر، وان من الصعوبة مقارنتها بحركة الاحتجاج في تونس أومصر، لن كل تشبيه اعرج كما يقول ماركس، ولا توجد حركة مثالية. وهذا لا يعني اهمية ان تقوم قوى اليسار والديمقراطية في وضع برنامج يحرك الجماهير ويثير سخطها الى حركة شعبية عارمة. وان تبعد عن كل ماهو طائفي وفئوي بحيث يسمح للسطات اختراقها و تاليب قوى على قوى اخرى.

شاهد ...ومراقب
في تناوله الاحتجاجات، اكد عبد المنعم الاعسم انه شارك في معظم التظاهرات في ساحة التحرير، وآخرها تظاهرة يوم10/6 المثيرة للجدل.، وان لديه بعض الاراء وهي محاولة مقاربات اكثر من ان تكون اراء وافكار.

ونحن لدينا مشكلة فنحن نضع الاطار والنص والافكار وندخل بعد ذلك الى الظاهرة، هذه الاحتجاجات جديدة في حركتها وشعاراتها وهي ذات قانون خاص، حيث ترفع شعارات الديمقراطية جنبا الى جنب شعارات توفير الخدمات والخبز. واكد انه من خلال مشاركتي الدائمة في الاحتجاجات عقدت العديد من الحوارات مع الشباب والنساء والرجال المشاركين في الاحتجاجات لمعرفة لمعرفة ما الذي يدفع هؤلاء العاطلون والمحرمون والمهمشمون للمشاركة؟. واشار الى ان احدى الاشكاليات التي اثرت هل هي حول الاحتجاجات هل هي ثورة ام حركة تغيير؟ الامر الذي يتطلب دراستها وتحليل هذه الظاهرة وآفاقها.

وتوقف الاعسم حول حجم مشاركة الحركات الاسلامية و في الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة العربية ، مشيرا الى ان هذه الحركات في معظمها لا يهمها التغيير الحقيقي ومطالب الناس اكثر من اهتمامها بناء الدولة الاسلامية او اعادة الخلافة الاسلامية. كما ان موافقها متأرجحة لكون الحركات الاحتجاجية ليس متلائمة مع توجهاتهم.

وحول موضوع الشباب اكد الاعسم انه ليس بالضرورة كل عمل شبابي يحمل طابعا تقدميا او تغييريا نحو الافضل. واشار الى ان القوى الظلامية والاصولية كثيرا ما اعتمدت على الشباب. وبخصوص الاحتجاجات التي تسود المنطقة العربية اكثرها يتسم بطابع تقدمي وديمقراطي بالاضافة الى كون اكثرهم اكثر الشباب المساهمين اكثر اتصالا بالعلوم والتكنولوجيا الحديثة والافكار الجديدة مما يشكل ضمانا ان تتسم هذه الحركات بالطابع الديمقراطية.

ويعزو الاعسم سبب المساهمة العالية للشباب الى ان الشباب يشكلون 50% من نسبة السكان في البلدان العربية ويعاني 30% منهم من البطالة الرسمية وخصوصا النساء منهم،واكثرهم من المحرمين والمهمشين.
وحول طروحات البعض ان العامل الخارجي يشكل سببا رئيسيا لهذه الاحتجاجات اشار الاعسم الى انها نتاج عوامل داخلية و سخط متركم طويل وصل الى حد الانفجار.

واثارت هذه الندوة الحيوية نقاشا مهما حول طبيعة الاحتجاجات في العراق ومستقبلها واستجابة السلطات لها.




 




 

 

free web counter