| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد جعفر

 

 

 

الأثنين 17/9/ 2012



النصير الشيوعي وأبن السماوة البار
أبو ذكرى يعود اليوم حاملا صفحات معطرة بالتضحيات

عبد جعفر - لندن

كان مجلس عزاء الفقيد ابو ذكرى حاشدا بالمفجوعين وغاصا بعديدهم بشكل ملفت. فهل لذلك من دلالة سوى روعة هذا الانسان الذي ترك بطبيته وعمق انسانيته وتاريخه المشرف كل هذا الأثر الطيب في النفوس؟

بهذه الكلمات استهل الاعلامي والشاعر فلاح هاشم ، الحفل الاستذكاري المؤثر، بمناسبة اربعينية الراحل الرفيق ناظم عبد الملك ديبس (ابو ذكرى) الذي اقيم في قاعة لون هول في هولبرن وسط لندن يوم 15-9 من قبل منظمتا الحزب الشيوعي العراقي ومنظمة الانصار الشيوعيين العراقيين في بريطانيا بالتعاون مع أسرة الفقيد.

واضاف فلاح هاشم الذي ادار الحفل ( فهل غياب ابو ذكرى يشبه كل غياب؟ أم هو غياب بحجم السؤال الذي يؤرق الملايين التي مازالت تنتظر في المغتربات، جوابا يوازي ثقل العقود التي اهدرت بين أنياب المخاطر وشتى صنوف العذاب من فراق الأهل والوطن الى الأنتظارات القاتلة على أبواب الحاجة عند الغير.. السؤال الموجع الذي يهرس ما تبقى من العمر مزمجرا: لماذا نحن ما زلنا هنا؟).

مؤكدا ان رجالا مثل ابوذكرى لا يستطيعون مهما اشتكبت الروىء ان يكونوا ضمن جوقات العابرين الذين لاوقت لديهم خارج دائرة السلب والنهب ..فشرف الانسان ان يكون نزيها معطاء بلا حدود.

وفي كلمته اشار ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا الرفيق علي عرمش شوكت الى ان الفقيد ظل وفيا للحزب، معطيا نموذجا للشيوعي في صموده جراء ما تعرض له من تعذيب عامي 1963 و 1978  والتحاقه بقوات الانصار ، ولم يثن عزمه استشهاد زوجته الرفيقة بشرى عباس شكر وأخيه باقر ، وتعرض بقية عائلته للتعسف والاضطهاد.

واكد الرفيق مناف الأعسم سكرتير رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في بريطانيا ان شجاعة الطيب الذكر (ابو ذكرى) لم تكن فقط بتصديه للطغاة الذين عجزوا عن كسر اصراره، ولم تكن فقط أيضا بحمله السلاح ضد أعتى دكتاتورية عرفها تاريخنا المعاصر، وأنما أيضا بشجاعته الأدبية بانتقاد نفسه أن أخطأ، وهذه صفة نادرة تحلى بها  الفقيد.

واضاف تبقى معاناته من بعض اقرب الناس اليه، اثناء حياته الزاخرة بالعطاء، موجعة، وتستحق التوقف. فللأسف لم يعط بعضهم حقه، ولم تقدر تضحياته الجليلة.

وعبر المحامي فائق الشيخ علي بحديثه القصير المؤثر عن الفقيد (ابو ذكرى) الذي تربطه صداقة دامت عشرين عاما، واعتذاره عن تأخره في حضور فاتحة الفقيد.

وقال الاعلامي طالب العواد سكرتير التيار الديمقراطي في بريطانيا اننا نستذكر اليوم هذا المناضل الوطني ، ونحن بأمس الحاجة الى مثل هؤلاء الرجال الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل قضية الشعب وحريته .

 وقدم أخ الفقيد الاستاذ جبار ديبس شكره للحضور، مؤكدا ان (ابو ذكرى) ناضل وفي اماكن متعددة في العراق وخارجه من اجل المساواة والعدالة الاجتماعية وناصر قضية الكادحين والفقراء، واعطى جل حياته من اجلهم ، وكان يحلم وباستمرار بوطن حر وشعب سعيد.

كما قدمت ابنة أخته  الشابة حنين كاظم كلمة مؤثرة مشيرة الى افتخارها بخالها الذي كان نعم المربي، والمثال الذي يحتذى به.

 وقرأ في الاحتفال رسالة الفقيد الى زوجته الشهيدة، وقصيدة له،  وكذلك تعزية اللجنة التنفيذية لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في الدنمارك ، ومقال الكاتب عودت ناجي الحمداني الذي تناول ذكرياته مع الفقيد في السماوة، وكيف كان يتمتع بحب الناس ويحظى بجماهيرية كبيرة. وقرأ ايضا مقال النصير سلمان ابراهيم الذي اشار فيه الى ان الفقيد رغم معاناته ومرضه كان يغضب عند سماعه اي اعتداء يتعرض له الحزب ورفاقه، ويرى ان تبعثر طاقات الشيوعيين لما تجرأت بلطجية السلطة ومليشياتها استهداف الحزب والتضييق على نشاطه.

ويذكر أن حفل الاستذكار حضره حشد كبير من اصدقاء الفقيد ومحبيه ومن رفاق دربه ممن عاصروه في ساحات النضال المختلفة.

 

 

 




 

 

free web counter