| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الجمعة 9/9/ 2011



العراقيون وسراب الشرف الوطني

عزيز العراقي

مثلما توقع الكثيرون فان حكومة المالكي لم ولن تقبل بالتظاهرات , ومارست كل وسائل الضغط بما فيها الاغتيال والخطف مع الناشطين لكسر شوكة المحتجين , وأثبتت مرة أخرى كذب وخداع تصريحات المالكي والناطقين الرسمين باسم حكومته , بان من حق الجماهير ان تتظاهر احتجاجا على تردي الأوضاع , وأضاف قاسم عطا : من الضروري لتأمين حماية لهذه التظاهرات ان يتقدم المسئولين عنها بطلبات رسمية الى الحكومة . وظهر ان هذه الطلبات الغرض منها معرفة القائمين عليها لأجل ممارسة الضغوط عليهم . مثلما أشار إليها الصحفي عدنان حسين قبل ثلاثة أيام في عموده اليومي في صحيفة " المدى " , والمنشور في عدة مواقع الكترونية .

وكأي نهج فاشي فقد تم اغتيال الكاتب والإعلامي والمسرحي هادي المهدي , وهو الناشط المعروف ضد عودة الدكتاتورية , وضد التردي الذي لا يمكن السكوت عليه من قبل أي عراقي شريف . اغتيل في بيته اثر تهديد على الموبايل يطلب فيه عدم الخروج في تظاهرات يوم 9/9/2011 . وأجابهم : " بأنني سأكون هناك " . حسب ما منشور في خبر اغتياله . وقد تم اختطاف المحامي سجاد سالم حسين سكرتير الشبيبة الديمقراطية في واسط قبل يوم واحد من موعد التظاهر أيضا من قبل الأمن الحكومي , وذلك بعد أن استدعي من قبل محافظ الكوت وقائد عملياتها العسكرية للطلب منه بتاجيل مظاهرة يوم الغد في مدينة الكوت , لكونه احد مقدمي طلب الاجازة , وناشط بارز بين الشباب . ولم يعرف مصيره لحد الآن .

من المؤلم ان البعض من الشرفاء لا يزال يعتقد ان لدينا حكومة تحترم نفسها , وليس مافيا سياسية لا يهمها ان يحترق العراق ما دام يؤمن لها المال والسلطة , ويطالبونها بالكشف عن قتلة الشهيد هادي المهدي والإفراج عن سجاد سالم . ولم يدركوا لحد الآن ان الأمريكان والنظام الإيراني رغم صراعهم المستميت في العراق , إلا إنهم اتفقوا على نقطة واحدة واظهروا تلاحمهم (الأخوي) لتحقيقها , وهي التدمير الكامل للمشروع الوطني العراقي . فهو السلاح الوحيد الذي يمكن ان يحد من نفوذ الطرفين لو امتلكه العراقيون . وليس غريبا ان تجد العشرات من القادة السياسيين العراقيين الذين عارضوا صدام لأكثر من ثلاثين عاما – وكان العراقيون يعولون على نزاهتهم لانتشال العراق من الانحطاط الذي سقطوا فيه على أيدي النظام الفاشي المقبور – إلا إنهم تحولوا (القادة السياسيين) الى ذيول مجذومة يلهثون وراء المشروعين الأمريكي والإيراني اللذين سيطرا على العراق بعد إزاحة النظام ألصدامي وفقدان الوعي العراقي للمشاعر الوطنية . وكان الأجدر بهؤلاء القادة – لو خلصت نيتهم من أدرانها – ان يشكلوا حكومة انتقالية تشرف على فترة انتقالية تساعد العراقيين في اكتشاف اولويات حاجاتهم ومتطلباتهم , الا ان ركب الموجات الطائفية والقومية ورغبة الاستئثار بالسلطة والمال , كشفت هشاشة الشرف المبدئي الذي تدعيه هذه القيادات , وجعلهم أدوات رخيصة لما اتفق عليه الأمريكان والنظام الإيراني في تدمير أي نهوض وطني عراقي .

الم تجدوا من الغرابة أن لا يوجد بين القيادات الحكومية والبرلمانية شخص نعول عليه مثل النائب الكردي المستقل محمود عثمان , لما اتصف به من صراحة ووضوح ؟ المشروع الأمريكي أصبح واضحا في توجهاته كي يسقط جميع السياسيين في نظر العراقيين , الفساد , الرشوة , السرقات , شراء الذمم , التكالب المحموم للاستحواذ على المناصب , عدم الثقة , نعرات طائفية وقومية , فقدان الأمن ... الخ . لغاية ما يتوضح ميل ميزان القوى لصالحهم في توجيه مسار الصراع مع النظام الإيراني في خلق( الشرق ألاوسط ) الجديد الذي رفعوا رايته عاليا قبل عدة سنوات . والنظام الإيراني من جهته لا تهمه غير توسيع مساحة نفوذه لإنجاح مناوراته وتحاشي المواجهة الحاسمة مع المشروع الأمريكي والغربي .

مشكلة العراق ليس بالأمريكان والنظام الإيراني فقط , الطرفان يدافعان عن مصالحهما , مشكلتنا هو اننا لم نجد من السياسيين الذين يوجهون العملية السياسية من يدافع عن مصالحنا . العراقيون مطالبون بإيجاد هيئات ( تنسيقية )تبحث في طرق إعادة تحديد الاولويات والحاجات الوطنية , بدل هذه العملية السياسية المعوقة , والدستور الكسيف , وآلية الفرهود , وسراب الشرف الوطني للحكومة التي رسخت عدم وحدة القرار , وهو ما اتفق عليه الأمريكان والنظام الإيراني والقيادات السياسية الحالية . والمشكلة الأكبر ليس في هذه القيادات السياسية , بل بالشعب المنكوب الذي فقد بوصلته وأعاد انتخاب هؤلاء .


 

 

free web counter