| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الخميس 9/2/ 2012



لكي تبرأ ذمة الشعب العراقي

عزيز العراقي

من الغريب ان يجري تفسير الانتفاضة السورية على إنها نجاح للتآمر الأمريكي الإسرائيلي, أو الغربي بشكل عام, لإنهاء النظام السوري مركز الصمود والتصدي والممانعة العربية , من قبل بعض الإخوة الذين هللوا للربيع العربي قبل اشهر . والأكثر غرابة ان بعض الأقلام التي أنفقت جل عمرها في معارضة النظام الصدامي المقبور, تجدها اليوم تدافع بحمية عن النظام السوري , ليس لكونه نظام فاشي لا يختلف عن شقيقه البعث الصدامي , الا بكون الأخير امتلك واردات النفط الخيالية وسخرها لتدمير العراق وباقي شعوب المنطقة , بل الانسياق وراء الموقف المشين لحكومة المالكي في ان يكون البوابة الخلفية لإمداد دموية نظام بشار . تحت ذريعة ان لا يسيطر على سورية نظام سني في حالة سقوط النظام الحالي كما يجري تظليل بعض العراقيين الذين يرزحون تحت سيطرة الأحزاب الشيعية .

مما لا شك فيه ان قيادات الأحزاب الشيعية العراقية , تدرك أفضل من غيرها بأن موقف المالكي ليس دفاعا عن المذهب الشيعي ولا عن الشيعة في العراق , بل هو استجابة لمتطلبات مصلحة النظام الإيراني . والغريب أيضا , ان القائمتين العراقية والكردستانية لم تبديا أية معارضة لموقف المالكي وكتلته بشأن دعم النظام السوري . لا في الإعلام , ولا على مستوى النواب ( التلفية ) للقائمتين . الذين يطلقون تصريحاتهم على أطراف القائمة , وقد تكون مقصودة من القائمة لجس نبض , او لزيادة مناسيب مطالباتهم , وعند المواجهة تسقط هذه التصريحات باعتبارها مواقف شخصية ولا تمثل وجهة النظر الرسمية للقائمة . ولعل لقاء الأحزاب الكردية السورية الذي جرى برعاية رئيس الإقليم في اربيل يمكن ان يكون مساهمة في دعم الانتفاضة السورية وبجانبها الكردي فقط .

العراقيون والسوريون اكتووا بدموية النظام الفاشي البعثي لما يقارب النصف قرن , ولا تزال الصور المرعبة محفورة في أذهان العراقيين الذين استبسلوا في انتفاضتهم عام 1991 ضد البعث العراقي , وكيف تم تدمير كل المقومات الإنسانية للعراقيين عندما ترك الحبل لصدام , وتم تأهيله مرة أخرى من قبل الأمريكان والسعودية ودول الخليج في تصفية الانتفاضة , بعد ان حاول النظام الإيراني الاستحواذ على قيادتها وتوجيهها . ليس لكون النظام الإيراني شيعي كما تدعي قيادات الأحزاب الشيعية , بل لكونه يمتلك مشروع قومي يبغي الاستحواذ على منطقة الخليج النفطية ليدخل كلاعب أساسي في تقرير السياسات الدولية , وعبر مختلف الطرق , سواء بالحصول على القنبلة النووية , او بالوسائل الدموية للقضاء على المعارضة الوطنية , او بإذكاء الصراع الطائفي للاستحواذ على شيعة المنطقة , وسوقهم تحت مظلته .

العراقيون يشعرون بالخزي لموقف الحكومة العراقية , التي وقفت بوجه تطلعات الشعب السوري الشقيق , وتتبرأ منه . وقلوبهم مع أشقائهم , الذين أشعلت عمق مأساتهم ضمائر العرب والمجتمع الدولي , وبات الجميع يطالب بإسنادهم , عدى الموقف الانتهازي للحكومة الروسية والصينية لأهداف مقايضة تجارية كما بات يعرفها الجميع . ومن الغريب أيضا ان لا يبادر المثقفين , او منظمات المجتمع المدني , او المواقع الديمقراطية لتنظيم حملة تواقيع تعكس تضامن العراقيين مع أشقائهم السوريين , وتبرئ ذمة الشعب العراقي من موقف الحكومة في دعم النظام الفاشي السوري .

 

 

free web counter