| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الثلاثاء 8/9/ 2009



العراقيون وسخرية القدر

عزيز العراقي

وقدر العراقيين هذه المرّة ان يكون السيد عمار الحكيم , رئيس لأحدى المؤسسات السياسية الرئيسية المتنفذة في العراق , وهو " المجلس الاسلامي الاعلى " . ويكون الدكتور اياد علاوي رئيس لكتلة سياسية كادت ان تكون الحاضنة الرئيسية للمشروع الوطني العراقي , لولا غروره وعنجهيته , بعد ان استفحلت جذوره البعثية مرّة اخرى , واخذ يتمثل سمات صدام في ادارته للقائمة " العراقية " . فخسر من في القائمة , ولم يبقى معه الا جزء من تنظيمه " الوفاق " .

التطعيم في النباتات يجري بين فصيلة واحدة مثل الحمضيات ( تركيب الليمون على النارنج ) , وفي مملكة الحيوان لا نعرف غير ( البغل ) ان لم يتحفنا المرحوم " دارون " بمثال آخر يساعدنا في تفسير هذه الضواهر الجديدة في الوسط السياسي العراقي , التي لا يتم التلقيح فيها بين ابناء فصيلة واحدة كما هو معروف . مما ادهش العلماء والمراقبين , ووضعهم في حالة ترقب , وانتظار ما سيكون عليه المولود الجديد .

يوم 20090907 نشر موقع " الاخبار " نقلا عن صحيفة " الشرق الاوسط " مقابلة مع السيد رضا جواد تقي القيادي في " المجلس الاعلى الاسلامي " اكد فيها : بأن "المجلس الاعلى الاسلامي" وقائمة " الائتلاف الوطني " الشيعية تسعى للتحالف مع علاوي .

ان ذكريات الدورة الانتخابية الاولى لا تزال طرية , والعراقيون يذكرون جيداً الجهد الذي بذله السيد عمار الحكيم وهو يقود الحملة الاعلامية لقائمة " الائتلاف العراقي الموحد " . وكيف فسر حصولها على الرقم (555 ) وهو بالقرعة على انه اختيار آلهي , حيث الصلاة خمس و...الخ . وظهر بعد شهرين فقط ان ( 555 ) لاعلاقة لها لا بالله سبحانه وتعالى , ولا بأبسط القيم الانسانية , حيث نشبت المعارك الضارية بين اعضاء المجلس الاعلى واعضاء التيار الصدري , وسقط مئات القتلى والجرحى من ابناء هذا الشعب المنكوب , لتوسيع نفوذ سلطة العائلتين . وكلنا نذكر الاتهامات التي سيقت من قبل بعض اطراف قائمة " الائتلاف " الى الشيوعيين والديمقراطيين , كونهم يريدون ان يعيدوا البعث الى السلطة عن طريق تحالفهم في القائمة " العراقية " مع اياد علاوي . ولا نريد ان نسترسل في ذكر الوسائل الانتخابية – بما فيها الاغتيالات والتشهير وحرق المقرات – التي مورست في الدورة الانتخابية السابقة , لغرض الحصول على الفوز " الحاسم " , فالكل يعرفها . والكل يعرف ايضاً كيف تمزقت قائمة " الائتلاف " , واخذ العراقيون يسمونها تندراً قائمة " الاختلاف " .

ما الذي يجمع بين الدكاترة علاوي والجلبي والجعفري وعادل عبد المهدي ؟ وهم اشرس المتنافسين , والأكثر فشلا بين السياسيين العراقيين . ولعل اتهام رئيس الوزراء العلني لنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي : بأنه اعاد المبالغ التي سرقت من بنك الزوية , ولم يسّلم القتلة , ما يؤكد الدرك الحقيقي الذي انحدر اليه هؤلاء السياسيين . وعادل عبد المهدي في نظر الكثير من العراقيين هو الانظف من بين هؤلاء . فما الذي يجمعهم ؟ غير الخوف من عدم الحصول على كرسي برلماني واحد مثلما حصل للجلبي . والسبب الآخر , الطموح غير المشروع للحصول على منصب رئيس الوزراء , وفي اسوء الاحوال المحافظة على مكتسبات الجاه والنفوذ .

من المتوقع ان يتمزق هذا " الائتلاف " الجديد قبل ان نصل الى موعد الانتخابات . ليس لكون الاساليب التي تستخدم في جمع مكوناته غير مبنية على اسس سياسية مشتركة فقط , لكن الاهم ان هذه المكونات لم تتفق لحد الآن على تحديد تقاسم النفوذ , ولا على تحديد الاسماء التي تتبوأ المراكز السيادية وعلى رأسها منصب رئيس الوزراء . وهذه القسمة والترشيحات هي الاهم بالنسبة لهذه المكونات , ولا شئ غيرها .
 




 

free web counter