| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الخميس 8/5/ 2008



العراق والمشاريع المتوطنة

عزيز العراقي

نشر موقع " صوت العراق " يوم 20080507 انباء عن تشكيل تحالف يضم علاوي والجعفري والتيار الصدري . ومثل هذه الانباء تثير الفرحة وتشيع الامل , ليس لوجهة تحالفهم , بل لادراك ضرورة الالتزام بالقواعد الديمقراطية الواجب اتباعها في بناء المسيرة السياسية العراقية . ان هذه الخطوة ان تحققت ستشكل نقلة نوعية في التعامل السليم بين المكونات السياسية العراقية , والكل يعرف ان علاوي والجعفري يبحثون عن عودة سريعة لرئاسة الوزراء , واستخدما وسائل خارج اطار العملية السياسية لتأمين هذه العودة , ولم تفلح في يدهم . والتيار الصدري الذي راح ضحية جرائم العصابات التي تعمل تحت رايته , فانه ابعد مايكون عن برنامج عمل يوظب مسيرته ويوحد خطواته السياسية .

ويُعتقد ان مؤسسي هذا الائتلاف يهدفون لتكوين قوة سياسية جديدة تواجه الكتلة الكبرى في الساحة العراقية وهي كتلة المجلس الاعلى وحزب الدعوة والحزبان لكرديان والحزب الاسلامي . ان اغلب مؤسسي هذه الكتلة يمتلكون برامج سياسية , وبغض النظر عن صلاحيات هذه البرامج , الا انها مشاريع تشكل الاطار السياسي لنشاط هذه القوى , وتوضح توجهاتها , وهو حد فاصل بين هرجة مشروع علاوي والجعفري والتيار الصدري , وبين تطلعات مكونات هذا التحالف .

فالمجلس الاعلى يسعى لانشاء اقليم الوسط والجنوب الشيعي , والذي يعتبره الكثيرون ( تقية ) النظام الايراني - وخطة بديلة ان فشلت الجهود بايقاف تطور المشروع الامريكي القاضي بالهيمنة الكلية على المنطقة - بعد ان ادرك تحول الفيدرالية الكردية الى شوكة ليس في جنب النظام الايراني فقط , بل في خاصرة كل انظمة المنطقة التي تحوي على اقليات قومية . والمالكي تمكن من جر حزبة ( الدعوة ) لدعم خطواته في محاربة المليشيات وتثبيت سلطة الدولة , واعتبره البرنامج الاكثر ملموسية لخطه السياسي . ولايزال الوقت مبكراً على اتهام التيار الصدري لحزب ( الدعوة ) بالانجرار وراء خطط ( المجلس الاعلى ) .

وبعكس ما يقوله القوميون العرب عن الحزبين الكرديين : بأنهم في ادارتين وارتفع الصوت القومي الكردي فوق كل شئ , فكيف اذا توحدوا ؟! فقد اكدت احداث الايام الاخيرة , ان التقارب في توحيد الادارتين يمنح القضية القومية الكردية الثقة المتمكنة , ويبعدها عن صراع الضرتين , ويدوزن صوت حقها القومي بعيداً عن الاصوات المتعصبة النشاز . ان توحيد ادارة كردستان العراق سوف يجعل القضية الكردية اكثر رسوخاً , ويمنح التجربة العراقية الاساس الصلب في بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد , ويشكل الحلقة الحقيقية التالية بعد محاربة المليشيات والخارجين على القانون لاكمال سلسلة نجاح التجربتين الكردستانية والعراقية , وقيادة الحزبين مطالبة بانجازه باسرع وقت ممكن , بعد ان تعثرت المفاوضات بين اعضاء المكتبين السياسيين للحزبين الكرديين .

واذ كان الحزب الاسلامي السني برئاسة نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي حاول من خلال الاتفاق مع الحزبين الكرديين في دوكان ان يضمن الافضلية لمنتسبي حزبه على حساب باقي اطراف قائمة " التوافق " , فأن التغيرات السريعة على خارطة الساحة السنية , وخاصة الاتفاقات التي جرت بين " الصحوات " والقوات الامريكية , جعلت من هذا الاتفاق اقرب الى الهامشية , الا اذا استغل من قبل البعض في زيادة التمزق على الساحة السنية .

رغم ادراك الجميع بان المشروع الوطني العراقي هو البديل الوحيد لانقاذ العراق , وتخليصه من الصراع المدمر بين المشروعين الامريكي والايراني , لايزال اغلب السياسيين العراقيين يلهثون وراء المشاريع الشخصية والفئوية , ويستحوذون على ساحة العمل الرئيسية كاحجار شطرنج , لا تحركهم الا ارادة اللاعبين في المشروعين اللذين يريدان مصادرة العراق .



 




 

free web counter