| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأثنين 7/1/ 2008



لكي لا تختلط الاوراق

عزيز العراقي

نشر موقع " صوت العراق " عن صحيفة " الحياة " يوم 20080107 الخبر التالي " أتفقت نحو 10 أطراف برلمانية عراقية , ابرزها قائمة علاوي والكتلة الصدرية و" حزب الفضيلة " وبعض المستقلين من " الائتلاف العراقي الموحد " على " وثيقة عهد " تتضمن " تفاهمات مشتركة " . ابرزها رفض اقتراح الامم المتحدة بتجديد عمل المادة 140 الخاصة بمحافظة كركوك , وضرورة جدولة انسحاب القوات المتعددة الجنسية وعدم توقيع اتفاقات امنية مع الولايات المتحدة " .

ولكي لاتختلط الاوراق , فأن القائمة " العراقية " ليست ملك طابو للدكتور اياد علاوي , والتمايز بين طرفي القائمة يوشك ان يفصل فيما بينهما . والكل يعرف ان الشيوعيين والديمقراطيين هم الاساس في القائمة , وهم الذين بقوا ملتزمين بالبرنامج السياسي للقائمة الذي صيغ خارج الأطر الطائفية والقومية وعلى اساسه خاضت القائمة الانتخابات , ولم يفرطوا به لحد الآن , واستمر عملهم داخل اطار العملية السياسية . بعكس الطرف الثاني الدكتور اياد علاوي وجماعته حينما التجأ لاطراف معادين للعملية السياسية , وحكومات عربية تبغي ايضاً اسقاط التجربة العراقية , في مسعى غير مبرر لعودته لمنصب رئيس الوزراء , اضافة لمواقف سابقة توضح عدم الفهم المشترك بين الطرفين لمفردات تطور العملية السياسية , مثل سحب الوزراء للضغط على حكومة المالكي الحالية .

ويمكن القول ان " التفاهمات المشتركة " التي اتفق عليها بين علاوي وجماعته وبين الاطراف البرلمانية الاخرى سيكون حجر الزاوية فيها هو " رفض اقتراح هيئة الامم المتحدة بتجديد عمل المادة 140 الخاصة بمحافظة كركوك " , والمتوقع ان يلتحق بهذا " التفاهم " الباقي من البعثيين واطراف " سنية " أخرى . وهو تراجع لايخدم تطويرالعملية السياسية وزرع الثقة بين اطرافها , ومغايراً للدعوة التي تجعل من التوافق بين الكتل السياسية , واقرار مصلحة اهالي كركوك قبل كل شئ , اساساً لحل المشكلة . وهذا ما اتفق عليه من قبل كل الاطراف عند تشكيل لجنة تطبيق المادة 140 , واقرار مراحل عملها . وهذا لايعني من جهة أخرى الانجرار وراء حسابات القيادة القومية الكردية في تطبيق المادة .

ولعل (التفاهم) على " ضرورة جدولة انسحاب القوات المتعددة الجنسية " هو الاقرب للديكور والمزايدة بين هذه التفاهمات . لأن الكل يدرك و(يقر) ان جدولة الانسحاب مرتبط بمدى امكانية القوات الحكومية العراقية من السيطرة على مفاصل الوضع الامني , وهذه رغبة القوات الامريكية ( متعددة الجنسية ) ايضاً .

ويبدو ان " عدم توقيع اتفاقيات امنية مع الولايات المتحدة " هي النقطة التي ستثير اللغط الاكبر , وفي النهاية سيبقى فقط العراقيون الحقيقيون يستنهضون امكانياتهم لجعل هذه النقطة اقل خسارة , واقل تبعية للقرار الامريكي . فالدكتور اياد علاوي يعرف اكثر من غيره استحقاقات (تحرير) العراق من قبل قوات الاحتلال , ويدرك جيداً ان الامريكان اصبحوا اشبه بالخيط الذي يجمع حبات المسبحة العراقية , وبدونه لاتحتفظ هذه الحبات (القوى والاحزاب السياسية) بوحدة عملها الحالي والمتمثل بالعملية السياسية , وما دام الخيط العراقي (المشروع الوطني) مفقوداً – او متقطع الاوصال – فأن خيط الاحتلال الامريكي سيبقى يربط هذه الحبات الى ابد الآبدين .
 




 

free web counter