| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

السبت 7/3/ 2009



بين وترّين

عزيز العراقي

كثيراَ ما سمعنا عن قرب توحيد الادارتين الكرديتين في السليمانية واربيل , ومع كل اعلان نستبشر خيراً . باعتبار هذا التوحيد لو حدث , سيكون الاساس المتين لنهوض التجربة الكردستانية , وانتشال توجهاتها من تجاذبات وتأثيرات بعض اطرافها المتنفذين . تلك التأثيرات التي خضعت للمصالح الشخصية وابعدتها عن تلبية طموحات الشعب الكردي من جهة , ونفخت في التمظهر القومي من جهة اخرى , حيث ابعدتها ايضاً عن تعاطف الكثير من الجماهير العراقية . وبدل من ان تكون الحركة القومية الكردية العمود الفقري لبناء المشروع الوطني العراقي مثلما كان معوّلاً عليها من قبل القوى الديمقراطية واليسارية وعموم الجماهير العراقية , نجد بعض القيادات الكردية لاذت براية تقسيم العراق الى مكونات طائفية وعرقية , وعملت على ان تكون الاقوى في محاصصة هذه الراية .

ان سرعة تطور العملية السياسية العراقية – خاصة في الاشهر الاخيرة – اوجد الكثير من المتطلبات الجادة لصالح هذا التطور , وساعد بصورة اوضح على كشف الاستئثار والتذاكي السياسي لاغلب افراد الطبقة السياسية العراقية . ولعل تغير الخطاب السياسي في انتخاب مجالس المحافظات من قبل بعض الزعماء السياسيين كان التجلي الابرز لهذه الاحتياجات الجادة في تطور العملية السياسية , مثل الجولات الانتخابية لأكثر من شهرين للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي وتأكيده على خطاب المشروع الوطني وضرورة قيام دولة القانون دون ان يذكر اسم حزبه " الدعوة " الذي يعمل الدعاية له . او السيد صالح المطلك الذي بح صوته بالصالح العام , وتحول الى ( زعيم وطني) عند البعض .

هذا التوجه السياسي الجديد الذي يفرضه الواقع الحالي كان الاجدى منه ان ينعكس بشكل افضل على تطوير حركة الحزبين الكرديين الرئيسيين قبل غيرهما من الاحزاب العراقية , ومستنداً على الدستور الذي وضع الضمانة الحقيقية لحقوق الشعب الكردي . لا ان تعاد وفي بعض الاحيان بنغمة اعلى لعدم الثقة والخوف من قيام حكومة اتحادية قوية تستطيع ان تصرّف امور الوطن الواحد دون المساس بتغيير الوضع القانوني للشعب الكردي .

ان المتتبع للواقع العراقي – رغم كل السلبيات – يجد ان الحراك السياسي في المناطق العربية يجري بوتيرة يمكن ان نقول عنها سريعة لصالح العملية السياسية والديمقراطية . بينما في كردستان تكاد ان تكون المياه راكدة , بل وسلبية , وتشي بالنكوص الى مواضع اكثر عشائرية وشخصية . وهذه الوضعية تنعكس عاجلا ام آجلا على مجمل تطور الاقليم , وبدل من ان يكون الاقليم الاكثر استفادة من الواقع الامني الذي تمتع به في السنوات الاخيرة في تطوير بنيته التحتية وبناء اقتصاده على اسس متينة للنهوض بواقع المجتمع الكردستاني, ركز الانتباه على الدعاية والتسبيح بالواقع الامني وبناء العقارات اكثر من اي شئ آخر . والذاهب الى تركيا عبر معبر ابراهيم الخليل سيجد الشاحنات التركية على امتداد اكثر من عشرة كيلومترات تحمل كل الحاجيات الى كردستان , بدءاً من الحديد الى الكرفس .

لاشك ان الاستقالة الجماعية لاربعة من اعضاء المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني التي كشف عنها مؤخراً , تؤكد حدة الصراع الجاري داخل الحزب , وهو انعكاس للصراع الاهم في توجيه واعادة بناء التجربة السياسية الكردستانية . ووضع الاتحاد الوطني الكردستاني هذا ليس بعيداً عن وضع الحزب الديمقراطي الكردستاني , وهو احد الاسباب الرئيسية التي منعت توحيد الادارتين . والانكى ان بعض القياديين في الديمقراطي الكردستاني يأمل ان تتفجر الاوضاع اكثر في داخل الاتحاد الوطني ويتحول الى مجموعة كتل , قد يتحد بعضها بالديمقراطي , وبعدها تتحقق الادارة الموحدة للاقليم في ظل انفراد هيمنة الديمقراطي الكردستاني .

 




 

free web counter