| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي

 

 

 

الأثنين 6/8/ 2007

 

طواحين الفشل


عزيز العراقي
Aziz.iraqi@yahoo.se

مع كل أنسداد في مجاري العملية السياسية , تعود نغمة المؤامرة العسكرية التي تبغي اسقاط حكومة " الوحدة الوطنية" . ويبدو ان الأنسداد هذه المرّة سيؤدي الى انفجار المثانة وتسميم البدن بالكامل , ولن ينفع تنفيس أجتماعات "القُمة" بين رؤساء الكيانات السياسية المتناحرة , والتي تعتقد ان العالم والأمريكان سينتظرون ما تجود به قرائحهم الى مالا نهاية . والحديث عن المؤامرة من قبل قائمة "الائتلاف " , وبصورة اقل من قبل " الكردستانية " أصبح لازمة مع كل فشل كبير يهدد بفقدان السلطة , او الدخول في صراع دموي اكثر وضوح يزحزح الأستئثار الكبير بها من قبل هذه الاطراف .
لقد وضعت هذه القيادات نفسها في دوامة الصراع الذي اخذ يستفحل بين المشروع القومي الطائفي الايراني والمشروع الامريكي . وتظن نفسها بأنها اذكى من القائمين على المشروعين , ويمكن الأستفادة من "اللعب" على الحبلين , وخصوصاً القائمة "الكردستانية" . وفي استدراك بسيط لمشروع القرار الامريكي البريطاني الذي اقر من مجلس الامن بتوسيع مهمات مشاركة هيئة الامم المتحدة في العراق , يوضح الاستعداد المدروس لقوات التحالف ل" الأنقلاب" , وتبديل وسائل العمل مع هذه القيادات الفاشلة التي تكاد ان تطيح بالمشروع الامريكي بالكامل . ونحن نعرف ان هيئة الامم المتحدة ليست دولة , وليس لها جيش , وقرار توسيع مشاركتها في العراق ليس أكثر من مظلة قانونية يجري العمل تحتها لتغير مقومات العملية السياسية , والتي تخافها وتسميها بعض القيادات ب"الانقلاب" .
السائق الامريكي لعجلة الحمل العراقية , سار منذ سقوط النظام السابق بالطريقة التي ارادتها موجات الاندفاع الطائفي الشيعي والقومي الكردي , واخذ بتعليماتهما كأدلاء جلسوا في صدر الحافلة , وتركوا الباقين من السنة والاطراف الاخرى كالعلمانيين والقوميين والديمقراطيين ينحشرون في حاوية الحمل , ولاتربطهم رابطة بتوجيه الحافلة . وبعد ان ادرك السائق الامريكي ان الدليل الشيعي هو سبب النفوذ الايراني الى كل العراق , والدليل الكردي اخذ ينفش ريشه بدون سبب لأستفزاز حلفائه الاتراك , وحفر الطريق ومطباته تحولت الى برك دماء , والعجلة تكاد ان تتوقف . عندها بحث السائق عن دليل أخر وطريق أخر .
ومن السذاجة , او القفز على الواقع ان لايقر بأن البعثيين بعد ان استوعبوا هزيمة النظام الصدامي المقبور , تمكنوا من اعادة تنظيم صفوفهم , وتسلقوا مسؤوليات في اغلب الاحزاب الدينية السنية والشيعية , وبالذات الاحزاب والحركات التي نشأت بعد سقوط النظام مثل المكونات الطائفية السنية , والتوابين الذين دخلوا جيش المهدي وباقي التنظيمات الشيعية , وقبلها الجحوش في التنظيمات الكردستانية . وتمكنوا من جر هذه التنظيمات الى ارتكاب ابشع الجرائم , وخلطوا الاوراق , واوصلوا العملية السياسية الى عنق الزجاجة الحالي وساعدهم في ذلك سذاجة القيادات الطائفية الشيعية , والقومية الكردية , واندفاعاتها الفئوية التي اضعفت الثقة بوطنيتها . والجانب الآخر الذي استفادوا منه نتيجة فشل هذه القيادات , اقناع السائق الامريكي بأنهم الدليل الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه – كما في المرات السابقة - لتحجيم وايقاف النفوذ الايراني , وعدم اسفزاز الآخرين من دول الجوار , وتمكين الامريكان من تحقيق مشروعهم . ويمكن القول ان البعثيين اصبحوا " الجوكر " في اخراج العملية السياسية من عنق الزجاجة , والدليل البديل للسائق الامريكي , وسيقذف بالآخرين الى حاوية الحمل . فهنيئاً للشعب العراقي بهذه القيادات التي انتخبها , وهنيئاً للأمريكان بمهازل هؤلاء القادة وسهولة تبديلهم , وهنيئاً للبعثيين بعودتهم .


 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس