عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se
السبت 6/12/ 2008
سؤال الى السيد مفيد الجزائريعزيز العراقي
لا اعرف الى اية جهة اتوجه بسؤالي هذا لعدم معرفتي من المسؤول عن هكذا انشطة , ورأيت ان اتوجه اليك لكونك رئيس اللجنة الثقافية في مجلس النواب العراقي اولاً , وثانياً لانك والبعض القلة فقط من اعضاء المجلس اثبتم النزاهة , والانتماء الحقيقي للعراق .
لاشك ان الجميع يدرك الاهمية المتزايدة للاعلام – خاصة المرئي – في صياغة التوجهات العامة , وفي الكثير من الاحيان يمكن لهذا الاعلام نتيجة الدس او الغباء ان يقلب الحقائق الى نقيضها , ويترك احساساً مشوهاً رغم دعوته للقيم الجميلة .
الاعلانات العراقية التي تقدم في القنوات الفضائية لاشك انها تدعو الى قيم نبيلة , كمحاربة الارهاب وضرورة الانتصار عليه , وتقوية الوحدة الوطنية , ونبذ الطائفية , والدعوة لبناء عراق ديمقراطي يضمن الحقوق لكل ابنائه , وغيرها من القيم التي تصب في مصلحة العراق والعراقيين . الا ان تنفيذ هذه الاعلانات يفتقد الى الحدود الدنيا من الحرفية الفنية , سواء بالسيناريو او التمثيل والاخراج او المونتاج وباقي الاعمال الفنية المرافقة للانجاز . رغم المبالغ الكبيرة التي تصرف على انجازها , وعلى اجور عرضها في الفضائيات .
سألت الكثير من العراقيين عن مدى استقبالهم لهذه الاعلانات البائسة , ووجدت كل الذين سألتهم يقرفون من مشاهدتها . وهي (الاعلانات) لا تحبب نبل القيم التي تدعو لها , بل تترك اثراً من السخرية والاستهزاء , واغلبهم يحس بالمرارة ولسان حالهم يقول : اين ذهبت الكوادر الفنية العراقية؟ عدم الصدق وعدم الجدية في المعالجة الفنية يترك انطباعاً بعدم الاهلية الفنية والثقافية للذين جهزوا الاعلان , وللذين يشرفون على تقديمها, بل اميين حتى في شعورهم الانساني ولا يشعرون بأي حرج من رداءة هذه الاعمال . وهذا لا يعني عدم وجود اعلانات تفي بالغرض على قلتها , مثل لعبة كرة القدم بين العراقيين والارهابيين , وتفجير الرمانة اليدوية في الفضاء بعد قذفها بالشوت من قبل اللاعب العراقي .
والذي يزيد من كآبة هذه الاعلانات ويركز عدم استجابتها لابسط الشروط النفسية كي يتقبلها المشاهد اللوحة المرافقة للاعلان ( مادة اعلانية ) . وهي التي بادر لوضعها الاعلامي البعثي سعد البزاز في قناته الشرقية , والغريب انها عممت على باقي القنوات الفضائية . وهي التي لم تكتب مع اي اعلان تجاري أخر مثل اصباغ الشعر ومزيل القشرة وحفاظات الاطفال بامبرز .
وسؤالي لك يا استاذنا العزيز : هل لديكم في لجنتكم الثقافية الامكانية للنظر في صلاحيات عرض هذه الاعلانات؟ ومن المؤكد انتم تعرفون الجهة التي تنتج وتسوق هذه المساخر , ولا احد من العراقيين يعرف ان كانت جهة حكومية تابعة لاحدى الحصص ولا يمكن لاحد ان يحاسبها , او مقاولة لاحد المتنفذين من الزعامات الطائفية والقومية . ولو كان السؤال قبل التوقيع على الاتفاقية الامنية مع الامريكان لطلبنا منكم ان لا توقعوا ما لم تلغى هذه الاعلانات حالنا حال الآخرين .