كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأربعاء 6/4/ 2011

العراقيون والأمل المفجوع عزيز العراقي بعد الصراع المرير الذي خاضته الأطراف الكبيرة الفائزة في الانتخابات البرلمانية , والذي استمر لفترة لم يسبقنا في جرجرتها طبقة سياسية أخرى على وجه المعمورة , ولم يتم الاتفاق على تقاسم النفوذ , وتحديد أسعار الوزارات , حيث بقت الوزارات الأمنية شاغرة لحد الآن . المهم حصل السيد أسامة النجيفي على رئاسة البرلمان , ووقف يشرف على اداء اليمين الدستورية في أول جلسة لأعضاء البرلمان , وبعد فترة قصيرة انسحب الدكتور أياد علاوي ونواب القائمة العراقية وهي قائمة النجيفي من قاعة البرلمان, بسبب محاولة تأجيل التصويت على " مجلس سياسات علاوي " الذي تم الاتفاق على التصويت عليه ضمن الصفقة الكبرى التي مهدت لجلسة البرلمان الأولى . إلا ان النجيفي امتنع من الخروج مع أعضاء قائمته , وقال , انا الآن امثل العراقيين وليس كتلتي السياسية . وقد أدهش الجميع بهذا الأداء الوطني الرائع , وتسمرت العيون على شاشات التلفاز تتابع بتوتر ما سيتمخض عنه أول صراع بهذا الوضوح في تحديد أساسيات النهوض بوطنية البرلمان العراقي . وقبل أن ينهض الأمل بخيال العراقيين من نشوة هذا الموقف والاسترسال في تهويماته , عاد النجيفي لأصله , وعاد الأمل المفجوع بعد عشرة دقائق فقط , حيث ترك رئاسة الجلسة لنائبه يشرف على باقي الإجراءات , والتحق بعلاوي , وكاد ان يسقط بعد ان تعثر بإحدى طيات السجادة نتيجة تسرعه . فأعاد للعراقيين وعيهم , ووضح لهم عمق الحفرة التي سقطوا فيها . تحت عنوان " مجلس النواب يرفض تأجيل تشريع قوانين مهمة " نشرت المواقع الالكترونية يوم 5 نيسان 2011 بيان الدائرة الإعلامية في مجلس النواب . ومما جاء فيه :" تلقى مجلس النواب كتابا من مجلس الوزراء يطالبه بالتريث في تشريع خمسة قوانين هي هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ومجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية والمفتشين العموميين ". والسؤال هو : اية دولة يمكن لها ان تعيد بناء مؤسساتها وهي لا تمتلك هذه المفاصل لتسير آلية عملها؟! وبغض النظر عن درجة نزاهة هذه المفاصل , فان عدم إقرار صلاحيات وحدود هذه المؤسسات يبقى احد الأسباب الرئيسية لشلل الاداء الحكومي . والجميع يدرك ان الرغبة في عدم الإقرار لإشباع هذه الهيئات بصلاحياتها ,هو الخوف من تحديد الصلاحيات الممنوحة لرئيس الوزراء الذي طلب التريث بإقرار قوانينها . ويضيف البيان :" ورفض السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب طلب مجلس الوزراء مؤكدا العزم على تشريع هذه القوانين بأسرع وقت ممكن لإيجاد الآليات والضوابط الكفيلة بالقضاء على الفساد ومحاربة المفسدين وضمان تفعيل القضاء ونزاهته وإبعاده عن أي تأثيرات سياسية ". طبعا لا احد يعترض على هذا البيان الرصين الذي يضع مصلحة العراق والعراقيين في بؤبؤ عينيه , ولا احد يشك بكفاءة ونبل السيد النجيفي والذي أظهره من الجلسة الأولى عندما التحق برئيس كتلته علاوي, العراقيون يتخوفون فقط من حساسية ضميرك , الذي سيزن جيدا بين كفة البيان وكفة الشرف في الوفاء لرئيس قائمتك . خاصة وان البيان يقول ( تشريع هذه القوانين بأسرع وقت ممكن ) , والممكن , يمكن ان يطول لسنوات طالما ان الترصد بين اللصوص للإيقاع بعضهم ببعض هو سيد (التوافق الوطني) كما يسمون المحاصصة , وقضية إحالة علاوي للقضاء بتهمة الابادة الجماعية في الفلوجة ستكون عصا المالكي التي ستلهب ظهر بيان إسامة النجيفي . ويواصل البيان :" ويرى مجلس النواب ان السلطتين التشريعية والتنفيذية امام تحديات خطيرة تستوجب من الطرفين رص الصفوف وتوحيد الجهود " . وكأن التشريعية والتنفيذية ليس سلطتين تكمل إحداهم الأخرى , بل كتلتين سياسيتين طائفيتين متناحرتين مثل التحالف الوطني والعراقية .ويكمل البيان :" توحيد الجهود باتجاه إنهاء معانات الشعب العراقي وتوفير كل مستلزمات العيش الرغيد له " . لا احد يريد منكم العيش الرغيد , بل اكفونا شر " كاتم الصوت " الذي أصبح لعبة بأيديكم , ووفروا لنا الماء والكهرباء فقط , والباقي على الله ما دمنا لا نزال لا نستطيع النهوض .