| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الخميس 6/12/ 2012



ماذا تريدون من العراقيين اكثر من هذا الدمار ؟!

عزيز العراقي

بيان رئيس الجمهورية مام جلال الى الشعب العراقي الصادر يوم 5 / 12 / 2012 , لا يفي بالشروط المعروفة للبيان , وأولها توضيح موقفه من التصعيد الحالي بين الحكومة المركزية والإقليم , وكيفية الخروج من الازمة . (البيان) ليس اكثر من مناشدة للشعب العراقي عموما بالتهدئة , والشعب العراقي مثل ما يعرف الجميع في العراق وخارج العراق , لا ناقة له ولا جمل بخلق الازمة وتصعيدها . الشعب العراقي اوفى بكل ما طلب منه في مشاركته الكبيرة في الانتخابات وكتابة الدستور , وفي ظروف ارهابية شاركت في تأجيجها نصف الطبقة السياسية الحالية ان لم يكن اغلبها , ودفع فيها العراقيون الكثير من الشهداء والجرحى كقرابين للديمقراطية التي حلموا بها . الشعب العراقي هو من يدفع الثمن اليوم لهذا التصعيد بين متنفذي العملية السياسية , سواء بالتأجيج للاستمرار في عدم تلبية الحاجات المعيشية اليومية من ماء وكهرباء وغذاء وخدمات اجتماعية , او بذبح الابرياء فيما اذا لو تمت لا سامح الله الصدامات المسلحة بين الطرفين . فماذا تريدون من الشعب العراقي اكثر من هذا ؟!

يا سيادة الرئيس , كان الاجدر ان توجه البيان الى طرفي النزاع , وباقي اطراف الطبقة السياسية المتنفذة , التي خلقت هذه الازمة , والمسئولة عن سلسلة الانحدارات التي مر بها العراق , منذ ازاحة صدام وامتثالهم لخطوط المحاصصة التي رسمها الاحتلال الامريكي ولحد الآن , لا الى الشعب العراقي .  ولنفترض ان هذه الازمة ستحل اليوم او غدا , سواء بأمر امريكي او ايراني , فهل ستنتهي الازمات ؟!  المشكلة ان طبقتكم السياسية المتنفذة سقطت في جب مصالح الطرفين الايراني والأمريكي , ولا مصلحة لها بعد هذا السقوط بالمشروع الوطني . والى ان يحسم الصراع بين المشروعين سيكون العراق قد انهك بالكامل وفقد متطلبات تحقيق ارادته , وهو ما سعى اليه الاحتلال عندما اعاد بناء السلطة على اسس طائفية , وساعده النظام الايراني وطبقتكم السياسية المتنفذة .

يا مام جلال , وأقول مام لأنها الاقرب لحسنا الشعبي من رئيس الجمهورية الرسمية , لأنني اريد ان اصارحك بحقيقة اعرفها كما يعرفها العراقيون جميعا , وهو انك اولا من افراد هذه الطبقة المتنفذة , التي انفصلت مصالحها عن مصالح الشعب العراقي بكل اطيافه , وتحولت الى طبقة طفيلية انساقت بالكامل وراء مصالحها الشخصية والحزبية , وباتت السلطة هي هاجسها الاول والأخير . فالسلطة بالإضافة لوجاهتها , تحفظ لهم المال والنفوذ والكسب المشروع , والاهم غير المشروع عن طريق الفساد واللصوصية , ولعل في انسحابك من الوعد الذي منحته لمعارضي المالكي بسحب الثقة, وذهابك الى المانيا الذي جاء بضغوط خارجية , وبالذات امريكية كما اكد الكثير من النواب الاكراد في وقتها , وفي مقدمتهم النائب محمود عثمان وهو احد الثقات القلائل المتبقين في البرلمان , ما يؤكد بان اهتمامك انصب في مصلحة استمرار دوران عجلة السلطة بالشروط التحاصصية التي وضعها الاحتلال . و( لو ) تم سحب الثقة , او ان المالكي ودولة القانون شعرت بالخطورة الجدية لمشروع سحب الثقة , لما استفحلت رغباتها في الاستحواذ الكامل على السلطة , وعن طريق الاندفاع بخلق الازمات اكثر .

يا سيادة الرئيس , توصف , وتصف نفسك بصائن الدستور , والدستور بالتناقضات التي يحملها , والفجوات الكثيرة التي تحتاج الى قوانين لملئها , وتصر اطراف الطبقة السياسية على اعاقة اصدار اغلب واهم هذه القوانين , هو السبب الاساس في خلق الازمات . والصيانة ان لم تأتي من الاساس في اعادة النظر ببعض مواد الدستور مثلما اقرت عند التصويت عليه , ثم تجري عملية الترميم لباقي الجدران التي تهالكت , ومن اهمها لم شمل ابناء البيت العراقي الواحد , فلا امل بنهوض هذا البيت حتى لو كانت رغبتكم ورغبت غيركم تفوق رغبة الانبياء في انقاذ شعوبهم من جهنم . وما دامت الطبقة السياسية المتنفذة هي الاساس في اعاقة اي جهد يبذل لإعادة الثقة فيما بينها , وليس عندها اي استعداد في فتح المجال للقوى الديمقراطية الحقيقية التي تحمل المشروع الوطني في الحصول على استحقاقها في ادارة البلاد , فيعتقد الكثير من العراقيين ان تطرح مسألة ادارة العراق على مناقصة لشركات ادارة عالمية , وكن مطمئنا يا سيادة الرئيس , حتى لو رست المناقصة على شركة " بلاك وتر " فإنها ستكون ارحم للعراقيين وثرواتهم من هذه الطبقة السياسية .         

 

free web counter