| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الجمعة 5/2/ 2010



الشيخ جلال الدين الصغير وشروال مام جلال

عزيز العراقي

استغرب الكثير من الذين حضروا خطبة الجمعة التي تسبق بداية الحملة الانتخابية في جامع براثا , من تردد الكثير من الصياغات اللغوية الخاطئة على لسان الشيخ جلال الدين الصغير خطيب الجامع , وهو الخطيب المفوه للمتشددين من الطائفة الشيعية . والذي زاد من استغرابهم , انه أصرَّ على تكرار هذه الأخطاء , مثل : دينار ورعب , بدل دينار وربع , او صلاة الجعمة بدل الجمعة , وكل حاء يقلبها عين والعين حاء , وبدل حزب الدعوة يقول : عزب الدحوة . تطوع احد المصلين لسؤال الشيخ الصغير , وتنبيهه على هذه الأخطاء , الا ان احد العارفين والقريبين من الشيخ أوضح للمجموعة التي تهامست : بأن الشيخ جلال الدين الصغير هو احد قياديي المجلس الأعلى كما تعرفون , وان السيد عمار الحكيم رئيس المجلس وضع اسمه في الترشيح للانتخابات عن محافظة دهوك , وهو الآن يردد بعض المفردات الشعبية الكردية في الخطبة لغرض التطبع عليها , والاستفادة منها عند البدء بحملته الانتخابية في دهوك .

البعض من الذين فهموا الوضعية , استحسنوا جهود الشيخ , وطلبوا من الله سبحانه وتعالى في دعائهم عند ختام الصلاة: أن ينصر الشيخ الصغير ويجعله كبيرا بالحصول على كرسي جديد في البرلمان . خاصة بعد ان فهموا الجهود الجبارة التي يبذلها الشيخ في التعود على لبس الشروال الكردي, والذي استعاره من رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني , مستغلا توقيعهم على اتفاق دوكان الإستراتيجي , بين الحزبين الكرديين الرئيسيين والمجلس الأعلى وحزب الدعوة والحزب الإسلامي عندما كان السيد طارق الهاشمي رئيسا له . والمشكلة بالنسبة للصغير, ان شروال مام جلال عريض , ورغم ذلك اخذ يتدرب عليه , ويلبسه تحت الصاية , وللسهولة استبدل الديوخين , وهو حبل القماش الذي يشد به الشروال الى الخصر باللاستيك , وجعله مثل البيجامه او اللباس الطويل . رغم ان مام جلال اخبره : كاكه صغير , شروالي كبير, تلبس انت رجل , والثانية لكاكه همام , وثالثكم بالوسط . والتفت الى كاكه مسعود الذي كان يجلس بجانبه , وقال بالكردي : مايعرف بعد اثنين احطهم وياهم بجيب السروال .

السياسي العراقي المخضرم السيد حسن العلوي بعكس أخيه المفكر المبدئي المرحوم هادي العلوي , والسياسي في العراق, تتحمل ساحته اللعب بكل الألعاب , يقول السيد العلوي في احد كتبه المتأخرة : ان الأمريكان فرضوا على الأحزاب الشيعية العراقية أن لايتبوء أي معمم وزارة او وظيفة مهمة في الحكومة . ويؤكد العلوي : ان هذا السبب هو الذي جعل بيان جبر وزير المالية الحالي , والذي استوزر مرتين قبلها , وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية , ووزير المالية قبلها , أهم شخصيتين للمجلس الأعلى في الحكومة , ليس لكفائتيهما , بل لعدم لبس العمامة , وهي مفارقة , فالمجلس الأعلى فاز في الانتخابات الأولى بعد أن ركب الموجة الطائفية وأجج مفاعيلها , والذين فازوا بوظائف التأجيج غير معممين . وقد طلب من الشيخ همام حمودي أن ينزع العمامة التي لم يمضي على لبسها وقت طويل , ويستثمر أحدى الوزارات , إلا انه رفض , واعتبرها انتهازية لا تليق بتوجهاته في الحياة . والشيخ همام القيادي الثاني الذي أبعده السيد عمار الحكيم , واجبره على الترشيح عن السليمانية في إقليم كردستان . ومن المؤلم أن نجد الشيخ همام وهو رئيس لجنة كتابة الدستور العراقي الدائم, يشاهد في سوق الشورجة يلبس العمامة البيضاء والشروال الكردي, ويدلل على مجموعة من قناني العسل , لغرض التدريب على الشخصية الكردية قبل بدء حملته الانتخابية . ويقول الذي نقل الخبر , وهو من المتعصبين للمجلس الأعلى : كان أشبه بصورة علي بابا والأربعين حرامي في قصص ألف ليلة وليلة .

الأستاذ هادي ألعامري رئيس منظمة بدر ( الجناح العسكري السابق للمجلس الأعلى ) , ورئيس لجنة الدفاع والأمن الوطني في البرلمان , ثالث المجتثين في قيادة المجلس الأعلى من قبل السيد عمار الحكيم رئيس المجلس , وقد اجبر على الترشيح في محافظة ديالى , وهو الذي قصده مام جلال عندما قال للصغير : يمكنكم ان تضعوه في وسط الشروال. أراد ألعامري ان يفوت الفرصة على نجاح هذا الاجتثاث , وبما ان اغلب سكان ديالى من العرب والتركمان كما يقول الأخوة التركمان , فقد بادر لجعل مركزه الانتخابي الرئيسي في المقدادية , واخذ يتعلم اللغة التركمانية , وهو السبب الذي دفع السيد عباس البياتي للخروج بتنظيمه الاسلامي التركماني من الائتلاف الوطني الذي يتزعمه المجلس الأعلى , ويعلن انضمامه الى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء السيد نوري المالكي , وليس لدوافع انتهازية كما يقول البعض من: انه تأكد من أمكانية الفوز مع المالكي أكثر من الحكيم .

وقبل بدء الحملة الانتخابية , ذهب الشيخ جلال الدين الصغير الى دهوك , بعد ان تعلم بعض ( المفردات ) الشعبية الكردية , وعرف لأول مرّة ان الأكراد يتكلمون لغتين, و ان أهل دهوك يتكلمون اللغة الكردية البهدينية وليس السورانية , و المفردات الشعبية التي تعب في تعلمها , كإبدال الحاء بالعين او العكس هو من لفظ اهل اربيل فقط , وقد أصبح مسخرة في سوق دهوك , وسط تعليقات لاذعة من بعض الشباب . وعاد الشيخ الصغير ليتهم جماعة السيد عمار الحكيم كونهم : هم الذين خدعوه بتعلم الكردية , بعد ان اجبروه في الترشيح عن دهوك . مثلما اتهم صالح المطلك حليفه اياد علاوي , كونه وراء اجتثاثه , كي يصفى الجو لعلاوي فقط , بعد ان ضمن توحد الصوت البعثي في الانتخابات .

يقول احد المفكرين : "إذا أردت ان تعرف طبيعة مجتمع فانظر الى الذين نالوا المكانة المحترمة فيه" . ولا شك ان شعب الحضارات العظيم , والذي يمتلك هذه الكوكبة اللامعة من السياسيين , والتي قلما يجود الزمان بمثلها , أمام امتحانين. الأول : كيفية الخروج من هذا التردي , والنهوض بالعراق مجددا . والثاني : في كيفية ان نستعيد احترام باقي الشعوب لنا . فقد طفح الكيل , ومن العار على شعب الحضارات ان لا يتمكن بعد سبعة سنوات على سقوط نظام صدام من اعادة بناء دولته , واعادة تنظيم حياته .



 

 

free web counter