| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الأربعاء 5/9/ 2012



إلى أين يتجه العراق ؟!

عزيز العراقي

في تصريح الناطق الرسمي للقائمة العراقية حيدر الملا يوم 4 / 8 / 2012 , يدين فيه رئيس الوزراء المالكي لتعينه بعثيين أعضاء شعب , وتمتلك القائمة العراقية عنهم سجلات تاريخهم كونهم كانوا قد تلاعبوا بالمال العام زمن صدام , وهم الآن يحتلون مراكز في مكتب رئيس الوزراء ومستشارين ومدراء عامين وضباط في رتب عالية وأمراء وحدات عسكرية . ويبدو ان حيدر الملا وقائمته التي تدافع عن البعثيين , وهم احد مكوناتها الرئيسيين , قد (غسلوا أيديهم) كما يقول المثل الشعبي من البعثيين الذين يدينون للمالكي على إعادتهم , وبعد ان أصبحوا أعضاء في حزب الدعوة وباقي الأحزاب الشيعية , أي وقّع هؤلاء الضباط لولي نعمتهم الجديد وأصبح الباب مفتوحا أمامهم لمستقبلهم ( الشخصي ) .

موقف القائمة العراقية هذا , يوضح الدرك الذي باتت تتحرك به الطبقة السياسية العراقية بدون تمويه وادعاء بالمصلحة الوطنية , وأصبحت جرائم البعثيين وفدائي صدام وأجهزة الأمن والمخابرات لا تخضع لدراسة وتقديرات المؤسسة ( المستقلة ) للاجتثاث , بل بات العفو عن جرائم هؤلاء مرهون بالانتماء إلى أحزاب السلطة الطائفية . ودفاع العراقية عن البعثيين بمن فيهم القتلة , يجري التبرؤ منه وإدانته عندما يتحول انتماء هؤلاء الى أحزاب غرمائهم الشيعة . كان البعثي سابقا الوحيد الذي يمكن ان يحصل على العفو حتى وان كانت جريمته القتل , اليوم كل الأحزاب المتنفذة في السلطة تطالب بذات الامتياز . ويوم كان البعث وحده يحكم العراق وصلنا الى هذه النتيجة , فإلى أي نتيجة سنصل

عندما يستمر حكم هؤلاء ؟!

لا احد من العراقيين يعرف الى اين يتجه العراق , ولا الزعماء وقيادات القوائم , ولا الأحزاب , ولا المراجع الأخرى بمن فيهم الدينية وعلى رأسها مرجعية السيد السيستاني التي دعمت انتخاب هذه القيادات السياسية الشيعية .

بعد عشر سنوات يتساءل اغلب العراقيين : لماذا لا يوجد مشروع وطني حقيقي لأحد القوائم الرئيسية التي تتحكم بسياسات العراق الحالية ؟! وهي القائمة الشيعية والسنية البعثية والكردستانية . لا بل يجري التساؤل عن عدم وجود شخصية قيادية تمتلك الهوية العراقية قبل كل شئ آخر , وقد ( أكل رأسنا ) بكون رئيس الجمهورية الطالباني هو الراعي لمصلحة العراق الوطنية . ولكنه ترك العراق في أدق مفصل لتمزقه الوطني بحجة إجراء عملية جراحية في ركبته , بعد ان تراجع عن استجواب المالكي الذي وعد به غرماء المالكي في القائمة الكردستانية والعراقية نتيجة الطلب الأمريكي كما أكده الكثير من النواب في البرلمان , ولا يزال في منتجعه في ألمانيا والأمور تتعقد أكثر.

الجميع يتحدث بوحدة المصالح الوطنية , وينتقد المحاصصة الطائفية , ويشتكي من عدم وجود آلية وحدة اتخاذ القرار , وانتشار الفساد واللصوصية , وتردي الخدمات وهشاشة الأمن , وفي نفس الوقت الجميع يتستر بالمصالح الطائفية والقومية مع أتباعهم , وهم من الاثنين براء . الصراعات الشيعية الشيعية , والسنية السنية , والكردية الكردية , تكشف حقيقة النزاعات الشخصية والذاتية بين هذه القيادات . ولو تيسر لها تبلور الكيانات الثلاث , فماذا سيحدث ؟ ماذا سيحدث بين التيار الصدري وبين المجلس الأعلى وبين دولة القانون وسلطتها الحكومية ؟! بين مقتدى الصدر وعمار الحكيم والمالكي ؟! ومع من سيصطف الجعفري والعامري وباقي القيادات الأخرى التي لا تمتلك قوة هؤلاء الثلاثة ؟! ماذا سيحدث بين جماعة البرزاني والطلباني ؟! قبل اصطفاف التغيير وباقي الأحزاب الإسلامية والصغيرة في الإقليم ؟! ماذا سيحدث بين اقطاب البعث والصحوات العشائرية وبقايا القاعدة والسنة التكفيريين ؟! انهم جميعا تحت عقدة الاعتقاد ان أي واحد منهم أفضل وأذكى وله الأولوية على الجميع .

السلطة التي تمتلكها هذه الأحزاب تغولت , وسيطرت على كل ما يسمى دوائر حكومية او مؤسسات دولة او حكم قانون , ولم تعد الدوائر والمؤسسات هي السياج الواقي لمنع هذا الانهيار المريع الحالي . وبات الاحتكام للسلطة وحدها هو الذي يحدد أولوية الزعامات التي اختزلت بمؤسساتها الحزبية الدولة والحكومة والوطن والقومية والطائفة , ولا احد يستطيع ان يقدر إلى أين تتجه الأمور ؟!






 

 

free web counter