| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الثلاثاء 5/2/ 2013



 الهموم المشتركة للزعامات العراقية

عزيز العراقي

عندما يشتد الصراع ويتحول الى استعصاء قد يفضي الى نتائج مهلكة مثلما يحدث الآن للعملية السياسية , تضطر الزعامات السياسية بعدم الاكتفاء بالتوضيحات التي تصدر من زملائهم في القيادة , او نواب قوائمهم في البرلمان , او الصحفيين والكتاب الموالين الذين يهللون لكل شئ , لعدم ثقتهم بكفاءتهم , او لاعتقادهم بان كل ما يتحدثون به حتى وان كان الكذب بعينه يجب ان تصدقه الجماهير , وهذا ما استدعى رأسي الحربة في الصراع الدائر الآن للظهور الذي يكاد ان يكون يوميا في وسائل الاعلام , علاوي الذي فاز في الانتخابات البرلمانية وسلبت منه فرصة رئاسة الوزراء نتيجة تواطؤ النظام الايراني والأمريكان في الابقاء على المالكي , والمالكي الذي اخذ يعتقد ان سند ( طابو ) السلطة اصبح بحوزته , وأي معارضة له تجاوز على حقوقه الشرعية والقانونية .

اياد علاوي رئيس القائمة العراقية , وبغض النظر عن كل ما قاله في مقابلته مع فضائية البغدادية مساء يوم 4 / 2 / 2013 , فأنه لفت الانتباه على انه وقائمته ايدوا وتبنوا مطالب المتظاهرين المشروعة في شباط 2011 ؟!
العراقيون يعرفون جميعا ان تظاهرات واحتجاجات شباط التي طالبت بالخدمات ومعالجة الوضع المعاشي البائس للفقراء العراقيين , هي مطالبات لاتهم من قريب او بعيد اهتمامات القائمة العراقية السنية او التحالف الوطني الشيعي, وبالعكس انهم سبب المشكلة . العراقيون يعرفون جيدا ان الشيوعيين والديمقراطيين والمثقفين والمستقلين هم في طليعة الاحتجاجات , وهم من صاغ شعاراتها . والجميع يدرك ان القائمتين واغلب الاحزاب المنضوية تحتها وبغض النظر عن كل الخلافات التي تصل لحد الدموية بينهما , فانهما يتفقان فقط على محاربة الفكر التقدمي وقواه الشعبية , الرافعة الوحيدة التي اثبتت جدواها للنهوض بوحدة المصلحة الوطنية المشتركة لجميع العراقيين , وطروحاتها هو ما يكشف كذب وادعاء الطائفيين والبعثيين وجميع مصاصي دماء الشعب العراقي .

ورغم كل الانتقادات التي واجهها الحزب الشيوعي والديمقراطيين في وقتها بسبب تحالفهم مع علاوي ( البعثي ) , الا ان علاوي هو من وجه الطعنة الاولى لهذه القوى عندما خالف النظام الداخلي وأراد الانفراد بقيادة القائمة العراقية الاولى التي ضمته معهم , وهي الطعنة التي ارجعت هذه القوى الى تفتتها الاول . وبصلافة يحسده عليها حتى عزة الدوري ادعى على انه ( طرد ) الشيوعيين والديمقراطيين الذين انسحبوا من القائمة . فكيف تستجدي اليوم الادعاء بأنك تبنيت احتجاجات الشيوعيين والديمقراطيين ؟! التي لو تم لها المساندة الحقيقية لما وصلت الامور الى ما وصلت اليه اليوم .
انت وقائمتك وجميع الاحزاب الطائفية والقومية , بما فيها القائمة الكردستانية التي فقدت البوصلة بمعرفة من هو مع القضية الكردية ومن هو ضدها , تكذبون ان ادعيتم مساندة احتجاجات شباط . لم يبادر او يجرأ اي واحد منكم حتى ولو بإصدار بيان يستنكر فيه استشهاد الفنان والصحفي هادي المهدي وباقي رفاقه الذين اختطفوا وعذبوا ولفقت اليهم التهم , او بيان ادانة للمرتزقة وكاسري الاحتجاجات بهراواتهم وفاشيتهم عندما هجموا على المتظاهرين في ساحة التحرير بحماية عسكر حكومة المالكي .
اليوم بعد ان اوصلكم المالكي ودولة القانون لهذا الوضع البائس الذي لا تعرفون كيفية الخروج منه تستنجدون بمواقف الشيوعيين والديمقراطيين .

ورأس الحربة الآخر رئيس الوزراء ورئيس دولة القانون المالكي , صرح قبل علاوي بيوم واحد لفضائية العربية : بانه متأكد ان القضاء سيرفض قانون البرلمان الذي حدد الرئاسات الثلاث بدورتين , بدل ان يقول : ننتظر قرار المحكمة . ووضع نفسه والقضاء في موقف اقل ما يقال عنه , ان القضاء اصبح احد وسائل رئيس الوزراء في فرض ارادته كما يؤكد الجميع , والذي دفع الشرطة الدولية ( الانتربول ) لإنهاء تعاونها مع القضاء العراقي .

يقول الاخ عواد عليوي وهو احد الدعاة وقد ترك حزب الدعوة رغم استشهاد شقيقه الذي لا يعرف قبره منذ الانتفاضة ولحد الآن : ان المالكي هو الذي اوصل المعلومات التي يمكن ان يدان عليها رئيس القضاء مدحت المحمود الى النائب صباح الساعدي بشكل غير مباشر , لكي يفضحه ويقيم الدعوة عليه . وهي التي ستجبر المحمود حتى وان قالوا عنه انه ألة بيد المالكي برفض القانون مقابل بقائه والإيقاع بالنائب الساعدي .
واذا صدق قول الاخ عواد , فما علينا الا ان نستوعب مع ما قاله علاوي : ان الكذب والخداع هو الاساس الذي ترتكز عليه حكومة التوافق الوطني , وهي الهموم المشتركة للزعامات المتنفذة في العملية السياسية العراقية .
 

free web counter