| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي

 

 

 

السبت 4/8/ 2007

 

المشكلة في تعديل توجهات الكتل السياسية


عزيز العراقي

يبدو ان احتمالات ترشيح الدكتور اياد علاوي لرئاسة الوزراء في حالة اسقاط حكومة المالكي أكثر من باقي اسماء المرشحين , وهم الدكاترة ايضاً , ابراهيم الجعفري , مهدي الحافظ , وعادل عبد المهدي , كما ذكرتهم وسائل الاعلام اخيراً . وذلك لما عرف عن علاوي من عدم طائفية , ومرونة في التعامل أمنت له قناعة من مختلف المكونات العراقية , ووضعته كشخص يمكن الاتفاق عليه قي ظل تصاعد اغلاق المنافذ لسير العملية السياسية . ولعل تحركاته الأخيرة التي وصفت بالتآمر من قبل "الائتلاف" و"الكردستانية" نتيجة بحثه اللجوج عن الطريق الاسرع لعودته لرئاسة الوزراء , النقطة الأسوء في المؤاخذة عليه . الا انه يستطيع تجاوزها بما عرف عنه من دهاء وخبرة سياسية . وسبب آخر وهو الأهم , انه الأنسب لترشيح الامريكان , وباقي الحكومات العربية , اضافة لما يستند عليه كرئيس للقائمة "العراقية" الوسطية .
والدكتور ابراهيم الجعفري والأمثلة تضرب ولا تقاس . يقال ان احد البقالين كان له حصان , يحمله بأكياس ملح من احد الممالح خارج المدينة , وعندما يقترب من المدينة يوجد نهر صغير , يحاول البقال ان يسيره فوق الجسر , الا ان الحصان يأبى ويعبر النهر سباحة , وتفقد حمولة الملح نصف وزنها . وقد احتار البقال بأمره , وسأل احد الخبثاء عن طريقة يعالج بها امر الحصان , فأجابه : أن يحمله مرّة واحدة قطن , وعند خروجه من النهر سيشعر بثقل الماء الذي تشرب به القطن وسوف لن يسير الا على الجسر , وهذا ما حصل . ويبدو ان أخراج الجعفري من رئاسة الوزراء كان بسبب حمله القطن , لأنه عاد للقائمة "الكردستانية" وأكد لهم انه مع التطبيق [ الفوري] للمادة 140 الخاصة بكركوك , وهو المسؤول عن اعاقتها يوم كان رئيس وزراء ويعبر النهر سباحة . واخذ يغازل القوائم السنية "البعثية" وهو المسؤول مع وزير داخليته السيد بيان جبر عن تعشيق قوات الشرطة والأمن الداخلي بمليشيات بدر وجيش المهدي يوم كان يعبر النهر سباحة ايضاً . اضافة لفقدانه القاعدة الحزبية بعد ان تمكن المالكي من ازاحته عن رئاسة الحزب . والذي يجب ان لايغيب عن باله ان الامريكان هم الذين فرضوا استبداله .
أما " اليتيم" مهدي الحافظ الذي فقد اهله تباعاً , وهو لا يدرك جيداً ان التياتم وحده لايكفي للدخول تحت ظل المرجعية الشيعية للحصول على الصدقة التي توزع على اليتامى وابناء السبيل , وهذه الصدقة ليست هي الكفيلة بالفوز في رئاسة الوزراء , وهو لايمتلك اي سند من المكونات العراقية .
ويبقى عادل عبد المهدي المرشح الاقوى لمنافسة علاوي , الا ان عدم تمكن العملية السياسية من تجريب شخص آخر محسوب على "الائتلاف" وبالذات " المجلس الاعلى" الذي يعتبر الذراع الاقوى في الجسد الشيعي , سيميل الكفة لصالح علاوي , رغم كل النقاط الايجابية التي يمتلكها عبد المهدي .
المشكلة ليست في هذه الوزارة او غيرها , المشكلة كما يقدرها العراقيون هو تعديل توجهات الكتل السياسية , وجعلها تصب في اولوية المشروع الوطني القاسم المشترك لكل العراقيين . وما لم تتمكن قائمة "الائتلاف" من تخفيض سقف البناء الطائفي , وانهاء جرائم المليشيات الشيعية , وتقنع الآخرين بالفعل بأنها ضد الافتراس الايراني للعراق . وما لم تكف القائمة" الكردستانية" عن ممارسة نهج التذاكي , والميل لتقوية المكونات الطائفية على امل الاستحواذ على الظرف المناسب الذي تعتقد انه يقربها من " الاستقلال " , او المحافظة على بقاء الاقليم اقوى من الحكومة المركزية , واستثمار هذه القوة للتحكم بالتوجهات العامة . وما لم تندمج "التوافق" بالعملية السياسية وتنهي علاقتها بالقتلة والمجرمين من البعثيين والسنة التكفيريين , فأن اجتماع "القمة" المنتظر - والذي سيكون الفرصة الاخيرة كما يعتقد – بين رؤساء الكتل الرئيسية لن يسفر عن اية نتائج ايجابية , وسيثبتوا للعالم عدم تمكنهم من ادارة العملية السياسية . وهذا ما تريده سلطات الاحتلال الامريكي بعد ان عجزت منهم , لسلب المساحة التي وفرتها لهم الانتخابات , ويمنح الامريكان حرية اكثر في اختيار البدائل التي تراها اقرب لمشروعها , واولها اسقاط حكومة المالكي .


 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس