| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 4/10/ 2010



ترشيح المالكي اضعف أمل العراقية

عزيز العراقي

رست المعادلة السياسية العراقية في الأيام الأخيرة على ترشيح المالكي عن التحالف الوطني الذي أصبح الكتلة الأكبر في البرلمان , حسب تفسيرات فقه التحالف الوطني للدستور , رغم ممانعة كتلة الحكيم وحزب الفضيلة . ترشيح المالكي لولاية ثانية يتناسب مع مصلحة الأمريكان والإيرانيين في هذه المرحلة , وليس اتفاق كما حاول البعض تصويره . فالأمريكان وكما هو معلوم يحاولون تصوير خروج قواتهم الجزئي من العراق نتيجة استقرار الأوضاع , ويأملون أن لا يتحملوا وزر استمرار هشاشة الوضع الأمني , وإمكانية النظام الإيراني بإشعال هذه الهشاشة من خلال العصابات الطائفية المرتبطة به , إن لم تتم الاستجابة لرغبته باستمرار وجود الحكومة الشيعية .

من الأسلم للمشروع الأمريكي ان يتم التوافق على الساحة العراقية , وتأمين مصالح الأحزاب السياسية الشيعية يجعل من هذه الأحزاب أكثر ثباتا بعدم الاستجابة للاثارات الطائفية التي تنتهجها إيران , ولن تكون بنفس السهولة في تحريك حزب الله في لبنان , ولا يوجد بالنسبة للأمريكان أفضل من المالكي الذي ابتعد عن المشروع الطائفي بإعلان مشروع دولة القانون لقيادة الحكومة العراقية . وهذا يتوافق مع التحرك الأمريكي لحل القضية الفلسطينية , وإحلال السلام بين اسرائل وجارتيها سوريا ولبنان , واستمرارا لتنظيم هجومهم على المشروع القومي الإيراني للاستحواذ على المنطقة, والمتجسد بمنع إيران من إنتاج السلاح النووي .

النظام الإيراني من جهته يسعى في المحافظة على وحدة الكتلة الطائفية , ولم يجد أفضل من المالكي يمكن ان يحقق هذا الإجماع حوله , حتى وان لم يكن بالشخص المرضي عنه بالكامل . ويعتقد البعض ان النظام الإيراني يتمثل بعنجهية احمدي نجاد وبطانته , ولا يدرك ان جميع الأطراف المتصارعة على توجيه مسيرة النظام لا تزال تخضع لوحدة المصالح القومية , وهذا ما يجعلهم يتفقون على من يضمن استمرار الوحدة المذهبية بين الطرفين العراقي والإيراني , ودون ان يثير حفيظة الشيعة العراقيين بالميل المكشوف لتنفيذ أجندة النظام الإيراني .

يرى الكثير من العراقيين ان اختيار المالكي - رغم انه ليس هو الاختيار الأمثل - إلا انه على اقل تقدير إخراج عملية تشكيل الحكومة من الهوة التي سقطت فيها , واعلان ترشيحه جعل الحراك السياسي يأخذ الشكل الواقعي . ومثلما حدث انهيار في الموقف المحدد للائتلاف الوطني في استمرار المعارضة على ترشيح المالكي , وبغض النظر عن الضغوط التي أدت لهذا الانهيار , فمن المرجح ان تكون هناك خلافات قد تؤدي إلى انهيار الممانعة في القائمة العراقية , أو انقسامها أيضا , خاصة وان الإغراءات الشخصية , واتفاقات تحت العباءة , سيكون لها تأثير كبير بعد أن رجحت كفة المالكي أمريكيا وإيرانيا .

مثلما أراد الأمريكان في البداية على ان تكون حكومة شراكة وطنية , ويجري تقاسم السلطة بشكل أكثر عدالة , عن طريق إعطاء صلاحيات أكثر لمجلس الأمن الوطني , أو لرئاسة الجمهورية , على حساب صلاحيات رئيس الوزراء , ومن دونها لن يكون هناك توازن ينهض وينقذ الأداء الحكومي من الضياع الذي سقط فيه .

وما دام ترشيح المالكي الذي اخذ سبعة اشهر , وحسم تقريبا المفاضلة الشخصية بينه وبين علاوي , يأمل العراقيون ان لا تكون الممانعات الحالية استعصاآت مثل سابقاتها التي أخذت هذه الفترة الطويلة وهي تدور باسم المبادئ , الاستحقاقات الدستورية , وعدم خيانة الناخب العراقي ... الخ من خزعبلات التبرير , وفي حقيقتها ليست اكثر من الصراع على السلطة والجاه والمال كما يؤكدها الجميع . والاهم ان يشكل البعض من الممانعين معارضة برلمانية فعالة , وتشكل راس الحربة في الدفاع عن مصالح الجماهير ومراقبة سير عمل الحكومة .


 

free web counter