| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأحد 4/3/ 2012



لماذا كل هذا الالتباس ؟

عزيز العراقي

قبل ثلاثة أيام , أكد احد النواب ( التلفية ) من القائمة العراقية , على ضرورة ان يمثل العراق في مؤتمر القمة القادم رئيس البرلمان السيد أسامة النجيفي , باعتبار ان النظام العراقي برلماني . وقد أثار هذا التصريح حفيظة قائمة دولة القانون , مما دفع النائب عنها الأستاذ عباس الشلاه لتجهيل النائب ( التلفية ) ليس بسبب كون القانون يقر برئاسة رئيس الجمهورية لرئاسة المؤتمر لكون العراق هو المستضيف له , ونائب رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او من ينوب عنهم لرئاسة وفد العراق , بل لخوف الشلاه من ان تكون رئاسة الوفد العراقي من قبل رئيس الوزراء المالكي تحت اخذ ورد كما يفهم من التصريح . ولم يكتف الشلاه باتهام العراقية بالجهل , بل طالبهم باعتذار الرسمي عن هذا التصريح . ولا يعرف سبب طلب الاعتذار , رغم ان جميع القوائم تصدر يوميا على لسان نوابها عشرات التصريحات الأكثر تفاهة من هذا التصريح , ولم يطلب منها الاعتذار . ولعل التشهير بالهاشمي قبل إدانته من قبل القضاء , والذي ادخل العملية السياسية في نفق مظلم هو الذي يجب ان يدان , رغم ان كل العراقيين الشرفاء يرفضون رفضا قاطعا ان تعاد تسوية الدعوة القضائية باتفاق او ( مساومة ) بين جماعة علاوي وجماعة المالكي , والسؤال هو : هل يستطيع الشلاه ان ينتقد ولي نعمته المالكي بسبب تسرعه في الانقضاض على العراقية ؟!

النائب التلفية الذي قال برئاسة النجيفي للوفد العراقي لم يقل هذا عن فراغ , بل من التراث الذي يتحكم بطبيعة العلاقة بين القوائم الطائفية المتحاصصة , وعدم احترامها ليس للقانون فقط , بل وللكرامة الوطنية والشخصية لقياداتها بالذات. وكلنا نذكر التطاولات التي حدثت بين دولة القانون والكردستانية حول من يمثل العراق في قمة هيئة الأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات , رئيس الجمهورية الطالباني ام رئيس الوزراء المالكي ؟

كلنا نذكر أيضا , الحمية التي امتطت القيادة السياسية العراقية عندما وافى الأجل الملك السعودي السابق فهد , وكيف ذهبت ثلاث طائرات خاصة للتعزية . الأولى كانت لرئيس الجمهورية مام جلال وحاشيته , والثانية للمرحوم عبد العزيز الحكيم ومعه من حوله , والثالثة وهي أغربها لرئيس الوزراء في وقتها الدكتور إبراهيم الجعفري , , وغرابتها انه اختطف طائرة متوجهة في رحلتها إلى القاهرة واجبرها على تغيير طريقها الى الرياض . وثلاثتهم يدعون تمثيل العراق . والسعودية تعرف ان ثلاثتهم لا يقيمون وزنا لها , والأخيران عدوان للوهابية , ولو يشعلوا ألف شمعة لما أنارت متر واحد في الطريق إلى السعودية . نحن العراقيين نفتخر ان تكون قياداتنا تعرف الواجب , وتفي بالتزاماتها , ولكننا نتألم عندما نرى أنهم لا يعرفون الأصول الدبلوماسية والتعامل ما بين الدول , ونتألم أكثر عندما نجد قيادات لدول متخلفة لم تعرف التحضر الى ما قبل العشر سنوات الأخيرة , تتهكم على سذاجة من يقودنا.

العراقيون لا يهمهم من يمثل العراق في مؤتمر القمة , او من يذهب لقراءة الفاتحة للملك السعودي . العراقيون تهمهم ان تكون محاكمة الهاشمي هي المفتاح لمحاكمة كل الإرهاب والسفالات والفساد واللصوصية التي أطاحت بقوت الفرد العراقي وآدميته , وتنقذه من الوضع البائس الذي يعيشه . كل السياسيين في العالم يعرفون كيف يحاصرون غرمائهم , وكيف يتركون لهم مجال للهروب , الا المالكي الذي أغلقها على العراقية في استعجاله التشهير بنائب رئيس الجمهورية الهاشمي في الأعلام . مما وضع الطبقة السياسية أمام فضيحة لا يمكن تجاوزها , فان تمت تسويتها سياسيا وفق ما تصر عليه العراقية , فيعني هذا ان المالكي والقضاء والعملية السياسية برمتها , كذب في كذب . ونتيجة إصرار الهاشمي والعراقية على تسويتها بدون الذهاب الى القضاء , تؤكد ان الهاشمي متورط فعلا في قضايا الإرهاب , ومحاكمته ستقصم ظهر العراقية وتنهي وجودها السياسي .

العراقيون كانوا يحلمون , ان يكون الصراع بين من استلم السلطة بعد صدام على من هو الاشرف , وليس التستر على من سرق الخمسين مليار دولار التي كشفها السيد احمد الجلبي في ندوة " المدى " , , وعمم فضيحتها العراقي سرمد الطائي . كتب الطائي تحت عنوان : الجلبي يسجل هدفا في مرمى المالكي . كنت أتصور انها كشف لأحد ألاعيب المالكي الكثيرة , ولكن يا الهي , خمسين مليار دولار , اين ذهبت ؟! انها تساوي الدخل القومي لستة دول افريقية يبلغ تعداد سكانها أكثر من مائتي مليون نسمة . العراقيون يريدون ان يعرفوا من يقتلهم ؟ ومن يسرقهم ؟ ومن يضحك عليهم ؟ يريدون ان يعرفوا من هو الشريف الباقي في الطبقة السياسية مستمرا بالدفاع عنهم ؟! ولا يريدون ان يعرفوا من سيمثل العراق المنكوب بسبب قيادته في مؤتمر القمة .


 

 


 

 

free web counter