| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأحد 4/10/ 2009



متى سنتعض ؟ ويكون العراق من اغلى المقدسات ؟؟؟

عزيز العراقي

عندما اصدر رئيس الوزراء السيد المالكي قراراً بنقل آمر الحركات في وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف الى دائرة المحاربين , - وهو في الحقيقة تجميد او اقالة – اثار الكثير من التساؤلات . ذلك لكون السيد خلف شخصية عسكرية معروفة بنزاهتها ومهنيتها العالية , ولعب دوراً كبيراً في القضاء على الكثير من الارهابيين والعصابات المنظمة , ويمكن القول انه احد القلائل الذين اعادوا الثقة بقوات وزارة الداخلية , التي اخترقت بالكامل من قبل المليشيات – وبالذات الشيعية – عندما كان السيد بيان جبر وزيراً للداخلية والسيد ابراهيم الجعفري رئيساً للوزراء . وبالمقابل ان وزير الداخلية الحالي السيد جواد البولاني وبما عرف عنه من مهنية لم ينفذ امر رئيس الوزراء باقالة خلف . الا بعد التأكد من الاتهامات التي وجهت اليه اولاً , وثانياً ان القرار تجاوز على صلاحيات وزير الداخلية من قبل رئيس الوزراء , حيث لم يؤخذ رأيه , ولم يسمع بموضوع الاقالة الا عندما اذاعته وسائل الاعلام , وهو المسؤول المباشر عن خلف .

موقع " صوت العراق " نشر يوم 20091001 ما يلي : افاد ضابط كبير في وزارة الداخلية لصحيفة " الشرق الاوسط " بأن من بين التهم التي وجهت لخلف هو قيامه بتعيين عدد كبير من الضباط من مدينتي ديالى والموصل (السنيتين) وكذلك ارتياده لبعض البيوت المشبوهة , وان خلف وجه رسالة يشكو فيها المالكي لعدم ترقيته . وقال الضابط الكبير ان جميع تلك التهم " ثبت بطلانها بعد سلسلة التحقيقات التي اجرتها الوزارة . وان خلف لايقوم بتعيين احد دون الاطلاع على كفاءته بغض النظر عن المدينة التي ينتمي اليها . وجميعنا يعرف ان خلف من مدينة العمارة وهو ليس من الموصل او ديالى . لكن جميعنا نعرف ايضاً ان خلف شخص مهني وغير طائفي ولا يعرف احداً ان كان شيعياً او سنياً " . واكد المصدر ان خلف لايزال مواظب على عمله في مقر الوزارة بشكل يومي موضحاً " ان امر النقل او الاقالة لم ينفذ لان اسبابه قد انتفت نهائياً " .

لقد رجح الكثيرون ان تكون دوافع رئيس الوزراء في اصدار هذا القرار دوافع انتخابية , لكون السيد خلف يتبع الى وزارة الداخلية التي حققت نجاحات جيدة قياساً بالفترة السابقة . واراد السيد المالكي باقالة هذا الضابط الناجح ان يسلب الوزارة بريق هذا النجاح الذي يصب في صالح وزيرها الذي يقود الحزب الدستوري , وهو حزب جديد اخذ ينافس على مواقع متقدمة كما اظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات . الا ان تاريخ السيد المالكي في رئاسة الوزراء لم يعرف عنه زلة بهذا الحجم , اي ان يقف حجر عثرة امام تطور تحقيق الامن , واقالة احد كوادر هذا التطور لاسباب الصراع الانتخابي . والمعروف عنه انه لم يساهم في تأجيج الصراع الطائفي , او في اختراقات ونخر قوات وزارتي الدفاع والداخلية , او فضائح مالية وعقارية , مثل باقي زملائه الكثيرين في قائمته السابقة " الائتلاف العراقي الموحد " . بالعكس , فقد سعى لاحلال الامن , وحارب المليشيات الصدرية التي نشرت المحاكم الشرعية , وسلبت العراقيين ابسط حقوقهم , وتحمل من ادانة الطائفيين الشيعة الشئ الكثير .

كان من المؤمل ان ينهض حزب " الدعوة " ورئيسه السيد المالكي بامكانيات تطوير العلاقة مع الاحزاب الوطنية الاخرى , لكي يثبت صدقية الشعارات الوطنية التي رفعتها كتلته " ائتلاف دولة القانون " وساعدته على الفوز في انتخابات مجالس المحافظات , وليؤكد التوجه الوطني غير الطائفي الذي اختطه حزب " الدعوة " في الفترة الاخيرة . لاان يتحول السباق الانتخابي الذي يفترض ان تسيطر عليه الروح الرياضية واخلاقها , خاصة بالنسبة لحزب " الدعوة " الذي يضمن من الآن مساحة واسعة في الانتخابات البرلمانيةالقادمة , الى صراع تستخدم فيه كافة الوسائل , واولها استغلال منصب رئيس الوزراء .

قد يبدو ان اقالة موظف كبير من قبل رئيس الوزراء مسألة عادية , ولكن في مسألة اللواء عبد الكريم خلف وما تحمله من حيثيات , تؤكد الارادوية التي اخذت تتحكم بقرارات السيد رئيس الوزراء . ويتخوف الكثير من الحريصين على السيد المالكي , وعلى حرمة وظيفة رئيس الوزراء , من الانجرار وراء الغرور الذي افرزه الفوز الكبير في انتخاب مجالس المحافظات . والا كيف اتخذ مثل هذا القرار الهزيل ؟! الذي لم يؤخذ به ولم ينفذ , وبعد اجراء التحقيق اكدت وزارة الداخلية : ان لاصحة لكل هذه الادعاءات .

كلنا شاهدنا يوم امس 20091002 كيف ان الرئيس البرازيلي اخذ يبكي فرحاً عندما اعلنت القرعة في الدنمارك عن فوز بلده البرازيل في تنظيم اولمبياد 2016 في العاصمة ريودي جانيرو , ومعه كبار شخصيات البرازيل , هؤلاء الكفرة من المسيحين واليهود وحتى من لادين لهم , لكنهم يعرفون كيف يبنون اوطانهم ويرفهون شعوبهم . فمتى سنتعض ؟ ويكون الوطن من اغلى المقدسات ؟؟؟



 

free web counter