| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الخميس 3/1/ 2008



ورطة المشروع الوطني في متاهة القيادات العراقية

عزيز العراقي

يبدو ان موسم الزراعة بالمشروع الوطني اخذ ينشط بعد توقيع الاتفاق بين الحزب " الاسلامي " السني برئاسة طارق الهاشمي والحزبين الكرديين الرئيسيين برئاسة مسعود البارزاني وجلال الطالباني . وقد حرض هذا الاتفاق الكثير من الاقطاعيين السياسيين و ( سراكيلهم ) للادلاء بتصريحات وآراء توضح وجهة نظرهم حول ضرورة المشروع , وتحديد النقاط التي يعتقد هؤلاء انها تضمن لهم الموقع القيادي فيه . وكأن المشروع الوطني مجموعة طلاسم ومتاهات تحتاج الى ( خبرات ) الاقطاع والسراكيل لحلها , وليس هو ان يتركوا طائفيتهم المقيتة ومحاصصاتها القاتلة , وجنوحهم القومي الذي شوه الحقوق القومية المشروعة , ونزعاتهم الشخصية للاستئثار بالسلطة والجاه والمال , وكل ما عدا ذلك هو المشروع الوطني , - وربما يقول احدهم – والاحتلال ؟! المشروع " الوطني " اساس وطنيته ان ينقذ العراق من الاحتلال . والذي يرجوه العراقيون ان تكون دوافع الطرفين حقيقية وليس تكتيكية كما يتوقع البعض , مثل محاولة سحب البساط من تحت قائمة " الائتلاف " بالنسبة للحزب " الاسلامي " , او التهديد بفسخ التحالف مع قائمة " الائتلاف " بالنسبة للقائمة " الكردستانية " اذ لم تستجب شريكتها " الائتلاف " في تنفيذ متطلبات " الكردستانية " .

ومن الطروحات التي تسترعي الانتباه لتأمين المبيدات في مكافحة الحشرات التي تستهدف منع نمو المشروع الوطني ما صرح به الاستاذ اسامة النجيفي عضو مجلس النواب عن القائمة " العراقية " المنشور في " صوت العراق " يوم 20071229 من ان هناك " اتصالات تجريها " العراقية " مع بعض القوى السياسية لتشكيل تحالف تحت عنوان ( المشروع الوطني العراقي ) يجمع بعض القوى السياسية " . ونسى ان القائمة " العراقية " هي الوحيدة بين القوائم قدمت مشروع سياسي خارج الاطر الطائفية والقومية , وكان يعّول عليها النهوض بالمشروع الوطني , الا ان نفاذ صبر رئيس القائمة الدكتور اياد علاوي , وتغليبه لرغبته في العودة السريعة الى موقع رئيس الوزراء على حساب العملية السياسية , - رغم التحذيرات المتكررة لشركائه في القائمة من الشيوعيين والديمقراطيين من خطورة تصرفاته - الا انه اندفع للتعاون مع جهات معادية للعملية السياسية , ومع حكومات عربية تحاول اجهاض التجربة العراقية , مما دفع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي للتشكيك بنواياه وتهديده بأحالته للتحقيق في حالة استمراره بنهجه . وهذا الذي اجهض نبتة المشروع الوطني الذي تبنته القائمة " العراقية " , مما اعاد البحث عن موسم جديد لزراعتها .

ويضيف المفكر السياسي أسامة النجيفي يوم 20080102 بتصريحه المنشور في صحيفة " الحياة " ان " اتفاق دوكان يدل بوضوح على قبول الحزب الاسلامي بتطبيق المادة 140 في كركوك وفي بعض المناطق المجاورة لها قبل ان ترسم الحدود " واوضح ان " الحزب الاسلامي وهب مالا يملك لمن لايستحق " مؤكداً ابويته للمكونات السياسية ان " اية دعوة لتنفيذ المادة 140 من قبل اي حزب امر غير مقبول لأنه يعد تفريطاً بحقوق العرب " . بهذه الكفاءة والاخلاق الدبلوماسية العالية يعالج اسامة النجيفي مساعد اياد علاوي واحدة من اعقد المشاكل العراقية التي تركتها فاشية النظام الصدامي مع اطراف العملية السياسية , ومع القائمة " الكردستانية " احد طرفي المشكلة , ويبدو ان النجيفي مصر على الجلوس في نفس ( الساف ) الذي يجلس فيه مفكر" الائتلاف " ومستشار رئيس الوزراء سامي العسكري حينما صرح ان " الاكراد لايعرفون الحكومة العراقية الا عندما يحتاجونها " .

ونشرت صحيفة " الحياة " يوم 20071229 تصريح للسيد سليم عبدالله القيادي في الحزب الاسلامي يقول فيه : " الحزب يرحب بدعوة عمار الحكيم ( نجل زعيم المجلس الاعلى ) لنا للانضمام الى التحالف الرباعي , شرط انفتاح التحالف على باقي مكونات القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية " , واوضح انه " اذا انضم التيار الصدري والقائمة الوطنية العراقية الى التحالف الرباعي فأن انضمامنا اليه سيكون نتيجة حتمية "
وشرط السيد سليم عبدالله بالانضمام للتحالف الرباعي مرهون يأنضمام التيار الصدري ل( العمل مع المجلس الاعلى ) اشبه ما يكون بأن يطلب من النخلة ان تنتج بدل التمر زيتون , والحزب الاسلامي يعرف كباقي العراقيين بأن الطرفين يتحملان مسؤولية تمزيق قائمة " الائتلاف " , والصراع الدموي بينهما لايزال هو الاخطر على سلامة المجتمع العراقي , وهو الصراع الاوضح بدوافعه الشخصية , والبعيد كل البعد عن الدوافع الوطنية .

ومن جهة اخرى يقول الكثيرون ان متاهة بعض الاحزاب الشيعية اكثر خطورة على المشروع الوطني من المتاهات الاخرى , ويرى بعضهم خطأ الاعتقاد لدى " المجلس الاعلى " برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم من انه يستطيع ان يوهم الامريكان بحياديته , والكل يدرك مدى الارتباط العضوي ل" المجلس الاعلى" مع النظام الايراني منذ تأسيسه ولحد الآن . ومن هذا الارتباط كما يقولون يأتي التردد الذي اظهره رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في عدة قضايا , واهمها المصالحة الوطنية التي لابد من تجرع سمها – كما قال الامام الخميني - عندما قبل وقف اطلاق النار مع النظام الصدامي , في مسعى ايراني لادامة الفوضى في العراق , وافشال المخطط الامريكي في المنطقة .
 




 

free web counter