| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأحد 3/6/ 2012



من قال ان المالكي سبب بلائنا ؟!

عزيز العراقي

جميع الفرقاء يتحدثون بالحرص على العملية السياسية , والخوف من انهيارها , وانهيارها سيؤدي الى كارثة للعراقيين. وهل وضع العراقيين الحالي يخرج عن معنى الكارثة ؟! للفقراء والأيتام والأرامل ومن لم يحصل على عمل او وظيفة حكومية وهم اغلب العراقيين , ونسبة عالية منهم دون خط الفقر كما يؤكد الجميع . الفرقاء يخافون على العملية السياسية لانها السياج الوحيد الذي يحتمون خلفه . ورغم انه الأكثر هشاشة من بين الاسيجة المتعارف عليها في حماية امن الطبقات المتنفذة , مثل سلطة راس المال والدورة الاقتصادية التي يديرها في عملياته الإنتاجية , وما يتبعها من وسائل ( مشروعة ) لحماية النظام كالشرطة والعسكر . اما الطبقة السياسية العراقية فماذا قدمت للعراقيين ؟! دورة سياسية فاشلة تنحدر بحياتهم من سئ إلى أسوء , ولا يمتلكون غير الخوف وتخويف الآخرين من انهيار هذا السياج الواهي الذي يتسترون خلفه , وفشلوا حتى بإيجاد هيكل يأخذ شكل نظام , ويشكل أدواته التي تستطيع ان تحميهم حالهم حال أتفه الدكتاتوريات في العالم . وإصرارهم على تنفيذ اتفاقية اربيل فقط , لان هذه الاتفاقية هي التي تضمن لهم ديمومة استمرار هذه العملية السياسية .

القيادات المتنفذة في القوائم الرئيسية تصر على شخصنة أسباب الاستعصاء الحالي , وهي تدرك جيدا , والعراقيون يدركون أيضا , انها وضعت كل أسباب الانحدار في سلة تبوئ المالكي للمنصب , والمالكي نتاج نظام المحاصصة الذي وافقوا عليه بعد ان وضعته قوات الاحتلال , وتبنوه في بناء ( ديمقراطية ) عمليتهم السياسية الكسيحة . المالكي لا يختلف عن الذين سبقوه الجعفري وعلاوي في طريق التردي, الا في عمق درجة الانحدار نتيجة لوجوده في السلطة فترة اطول , ولن يوقف هذا الانحدار تبديل المالكي ما دامت الأسس التي ستأتي بخلفه ذاتها .

اذا استبدل المالكي , هل سيتنازل علاوي وينزل عن بغلته ويرفض مجلس السياسات (غير الدستوري ) الذي قبل به كرشوة بعد ان تأكد من عدم موافقة الأمريكان والإيرانيين على تكليفه برئاسة الوزراء ؟! ام سيعيد البرزاني النظر ويتراجع عن رفع الراية الكردية أعلى من الراية العراقية ؟! ويعيد الترتيب الأصلح لسلامة الإقليم والعراق بالاتفاق مع القوى العلمانية والديمقراطية واليسارية والمستقلين , لإعادة بناء العمود الفقري الحقيقي للنهوض من كل السقطات التي رافقت التغيير من عام 2003 ولحد الآن بدل السير خلف القوى الطائفية ؟! وإعادة شرعية الإقليم الى كرديته, دون تمييع هذا الحق وسط تهافتات لا تملك أي اصل واي حق في جعل كل محافظة اقليم اذا رغبت في ذلك .

" المشكلة ليست ب الجلال , بل بالمطي " كما يؤكد العراقيون في مثلهم . ليس المقصود التحقير بل دلالة المثل , من ان المشكلة ليست بالمالكي الذي هو الجلال في المثل , بل المشكلة في نظام المحاصصة أساس فشل العملية السياسية الذي هو الحمار . ولكن الأبناء ( البررة ) لهذه العملية السياسية من نواب برلمان وصحفيين وخبراء قانونيين ومرتزقة آخرين يؤكدون على ان التقارب الوجودي واللغوي في التشبيه يكون بين الحيوان وباقي الأحياء , وليس بين الجماد ( الجلال ) وبين المالكي وهو إنسان . وهو كلام ظاهره معقول , ولكنه يراد به تشتيت المثل . ولم اعد اعرف من منا الجلال , ومن هو المطي , أنا أم الأبناء ( البررة ) للعملية السياسية ؟! وهذا هو واقع الحال بين من يدافع عن العملية السياسية , وبين حاجة العراق والعراقيين لإنهاء هذه العملية , وإعادة البناء على أسس وطنية سليمة .

 

 

free web counter