| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الاربعاء 31/10/ 2012



لماذا حكومة اغلبية، ولا يقولوا حكومة شيعية ؟!

عزيز العراقي

الاغلبية والأقلية السياسية، نسب عددية تتمحور حول برامج سياسية في برلمانات العالم، في العراق تعني النسب الطائفية ولا علاقة لها بأي برنامج سياسي. ومنذ فترة طويلة المالكي ودولة القانون يلوحون بحكومة اغلبية كتهديد للانفراد بالسلطة، وبالتحديد بعد الصعوبات الكبيرة التي رافقت تكليف رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل الوزارة. والتي نتجت عن الالتفاف على الفوز الصريح للقائمة العراقية في الانتخابات، ومنح التكليف الى القائمة الشيعية بعد ان تم تشكيل التحالف الوطني الشيعي بتوافق ايراني امريكي اولا، وثانيا نتيجة عدم الثقة التي تتحكم بالأطراف المتنفذة في العملية السياسية وهي القائمة الشيعية والسنية والكردية كما يعرف الجميع. ورغم ان الجميع يدركون انه مجرد تهديد، ولو تمكن المالكي من تشكيل هكذا حكومة لما تأخر يوم واحد عن ذلك، ولما دخل مارثون المساومات ووعد الجميع بتنفيذ ما يطالبون به بما فيها مجلس سياسات علاوي. وقد اعتقد علاوي بعد ان سلب منه التكليف بتشكيل الوزارة، ان هذا المجلس بما اقر له من صلاحيات تفوق صلاحيات رئيس الوزراء، سيكون البديل الذي يرضي غروره. ولم يدرك ان المالكي مبدئي  وملتزم بالدستور للكَشر، ومجلس السياسات هو غير دستوري، فكيف سيوافق المالكي و ( يخون ) مبدأيته ؟! حتى لو تعهد له امام الجميع.

رئيس الوزراء  وحزب الدعوة، ودولة القانون، وبعض الاطراف في التحالف الشيعي، وكتاب موالين، ومستفيدين آخرين يتحرقون شوقا لحكومة (الاغلبية)، ولكن كيف سيسمح لهم باقي (الشركاء) في العملية السياسية بتشكيل هذه الحكومة ؟! والشركاء بوجودهم تم الاستئثار بالسلطة وامتيازاتها من قبل المالكي ومن معه، وفتحت ابواب اللصوصية والفساد، والتستر على سرقة المال العام , والسيطرة على المؤسسات المستقلة بما فيها القضاء والبنك المركزي على مصراعيها. وهذا لا يعني ان المافيات التي يعرف بعضها البعض جيدا والتي تسيطر على اغلب التوجهات في هذه القوائم، هي التي تمنع فقط قيام حكومة اغلبية، ليس الشركاء من اللصوص فقط، بل والشرفاء رغم قلتهم سوف لن يسمحوا بقيام هكذا حكومة.

ولنفترض ان القائمة الشيعية تتمكن من تشكيل حكومة اغلبية، السؤال: هل ان القائمة الشيعية متماثلة  وتمتلك برنامج سياسي حتى وان كان طائفيا يوحدها ؟! التنظيمات الشيعية اكثر تماسكا من انتمائها ل (وحدة) القائمة الشيعية، وتمتلك جميعها مليشيات مسلحة، وحتى حزب الدعوة الذي يقود الاجهزة الامنية والعسكرية يمتلك مليشيا خاصة به ايضا، وجميع هذه الاحزاب تحظى بدعم ايراني بنسب متفاوتة، وهي قادرة على الحسم  والتجييش والدفاع عن حدود سلطتها وطموحاتها. ورغم ان الجميع في ظل المظلة الايرانية التي شكلت التحالف الوطني الشيعي نجد الكثير من الانتقادات لحكومة المالكي، وتمردات في بعض الاحيان مثل توافق السيد مقتدى الصدر مع اعتراضات القائمة العراقية والكردستانية في اجتماعات اربيل والنجف الاخيرة، وهو ما يعني الصراع الحاد بين اطراف هذه القائمة. والمذابح بين التيار الصدري والمجلس الاعلى لا تزال ماثلة في الاذهان، والتي دفع فيها الشيعة قبل غيرهم الكثير من الشهداء والمعوقين والأرامل والأيتام .

الطائفة الشيعية وعقلائها يرفضون قبل غيرهم من العراقيين ان تتشكل حكومة اغلبية شيعية , فأهل مكة اعرف بشعابها، والشيعة العراقيون يعرفون جيدا حجم هذه القيادات السياسية التي تنكرت حتى لمرجعياتها الدينية التي اوصلتها لهذه المراكز، والشيعة يدركون جيدا انه لو تيسرت لهذه القيادات الانفراد بالحكومة فالمذابح ستمزق الشيعة قبل ان تمزق العراق نتيجة النزعات المريضة وجشع هذه القيادات التي لا تعرف حتى حرمة وحدة المذهب. 

free web counter