| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الخميس 31/5/ 2012



لا وفاق بدون المؤتمر الوطني

عزيز العراقي

التغير الذي طرأ على واقع الصراع بين مكونات ومراكز القوى العراقية , وأبرزها تراجع التستر بالطائفية التي ساعد على تأجيجها غياب الدولة ومؤسساتها بعد الاجتياح الأمريكي للعراق , والذي ترك الساحة مكشوفة للقاعدة وكل المتطرفين الإسلاميين, والتي استغلتها بقايا البعث كمظلة لاسترجاع سلطتها تحت ذريعة اغتصاب الشيعة للسلطة بمساعدة الاحتلال . ولا شك ان القناعة أخذت تترسخ عند العراقيين من السنة والشيعة بضرورة الاحتكام الى الواقع في إعادة تقسيم النفوذ والسلطة , مما ولد ابتعاد او خفوت لمشاعر ردود فعل ( خسارة) السنة للسلطة . وهي أوضح مما لدى الجانب الشيعي الذي لا يزال يصر بعض قياديه على ضرورة الاستئثار بالسلطة وتعويض ( ما فات ) , نتيجة كبر القاعدة الجماهيرية الشيعية التي تعتبرها قاعدة سياسية وليس طائفية , إضافة للدعم الكبير من النظام الإيراني الذي تهمه استمرار وحدة الكتلة الطائفية الشيعية .

الواقع الحالي أوجد مولدات جديدة للصراع , وبدل ان تستمر القائمة العراقية السنية كراس حربة في الصراع مع التحالف الوطني الشيعي , تراجعت ولاذت بظل القائمة الكردستانية التي لا تزال تمتلك تماسكها من خلال لافتتها القومية, والكردستانية هي المؤهلة الحقيقية لخوض صراع تقاسم السلطة لمشروعية تثبيت وتعميق فيدرالية إقليمها الكردي , وهو الحق المقرر في الدستور والأكثر معقولية من هشاشة أسباب تشكيل العراقية كرد فعل لطائفية القوائم الشيعية . ومن جانب آخر استجابت بعض أطراف القائمة الشيعية للتقارب مع طروحات الكردستانية والعراقية لإيقاف اندفاع المالكي وجماعته في استغلال منصب رئاسة الحكومة للاستئثار بمراكز القوة والنفوذ على حساب الآخرين سواء في داخل قائمته او في القوائم الأخرى .

مطاردة الهاشمي وكشف اتهامه بالإرهاب , ليست هي القشة التي كسرت ظهر ( التوافق ) الوطني كما يحلو للبعض في تبسيط وتسطيح الاستعصاء الحالي , بل هو احد الألغام التي تفجرت وكشفت استعداد المالكي وجماعته للإيقاع ب ( شركائه ) في العملية السياسية اذا اقتضت ضرورة مصلحته ذلك . والا ما الذي دفعه للتستر على (جرائم) الهاشمي والتي قال عنها انه : كشف تورط الهاشمي بالارهاب منذ ثلاث سنوات , واخبر رئيس الجمهورية والمرحوم عبد العزيز الحكيم بذلك . وهل يوجد تفسير آخر لسكوته غير التمهيد لاستجداء موافقة العراقية على ترشيحه للمنصب مرة ثانية ؟ وبعد ان حصل الاستعصاء الحالي أعلن الاتهام , وجيّش إعلام الدولة للتشهير بطريقة لا تدلل على رصانة المسئول الأول في الدولة بقدر ما هي ( عدائية ) في اخف وصف لها للإيقاع بالغرماء السياسيين .

أمام هذا الاستعصاء الذي حدث بسبب الصراعات الشخصية والحزبية للاستحواذ على اكبر قدر من السلطة والمال والبعيد عن المصلحة الوطنية المشتركة , والذي بات مكشوفا لكل العراقيين , فليس أمام هذه القيادات إلا الذهاب إلى المؤتمر الوطني . ( المؤتمر ) وليس الاجتماع كما يريده المالكي ودولة قانونه , ليكون ملزما بقراراته , وتشارك فيه جميع الأطراف وليس الاقتصار على القوائم الرئيسية الثلاث . ويجري فيه ليس حل الأزمة فقط , بل وتخليص الدستور من المواد والصياغات القابلة لأكثر من تفسير , والمتناقضة في بعض الأحيان . والا سيستمر الصراع , ويتولد مالكي آخر مع كل رئيس وزراء جديد . رغم ان المؤتمر الوطني سيصطدم برفض المالكي وجماعته , لأنه يعتقد ان له أولوية بتوجيه الحركة السياسية للبلد ما دام يمتلك أولويته في توجيه مجلس الوزراء .

كنا أطفال ونسمع ب ( باص دكَ النجف ) أي صناعة النجف . وحقيقته انه سيارة حمل فالفو سويدية , ويتم تحويرها بالخشب الى باص لنقل الركاب , ودوشمة مقاعده الخشبية بحشية مريحة . الطبقة السياسية العراقية تنسى , او تتناسى إنها في عملية سياسية ( دك النجف ) , فالمحرك إيراني , والشاصي بطوله أمريكي , وهم ليسوا أكثر من سواق وسكنية . ويؤكد البعض انهم لن يستمروا في مواصلة الطريق , ولن يصلوا بالعراقيين الى أية ( قرية ) آمنة.

 

 

free web counter