| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 31/8/ 2011



إلى أين سيذهب الفاسدون ؟

عزيز العراقي

سنتان ونصف , وبالضبط يوم 19/3/2009 وعلى طريقة تعلم اللغة الإنكليزية في سبعة أيام بدون معلم صدر بيان رسمي من مكتب رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي يقول فيه : " وجود نية إعلان أسبوع مكافحة الفساد ولكن بعد تهيئة مقدمات لإعلانه والقضاء على المفسدين المتبقين في دوائر الدولة " . ومثلما قيل ان الذي يسمع الجملة الأخيرة من غير العراقيين وهي " القضاء على المفسدين المتبقين في دوائر الدولة " يعتقد ان جسم الدولة يمتلك على الأقل ثلاثة أرباعه سالما , والربع الأخير من " المفسدين المتبقين " الذين يجب القضاء عليهم لتكتمل سلامة دولة الملائكة المالكية من آفة عصر الفساد . وحتى الطفل العراقي يعرف العكس تماما , من ان ثلاثة أرباع الدولة ان لم يكن أكثر هو مستنقع الفساد بعينه , و" المتبقين " القلة هم الذين لا يمارسون هذه الآفة , وقلة هذه القلة لا يمارسون الفساد تعففا وخوفا من الله والضمير , واما الباقون من هذه القلة لا يمتلكون المسؤولية الإدارية التي تمكنهم من ممارسة الفساد , لذلك ينظرون بعين الحسد لمن يمتلك هذه المسؤولية .

تركت المسألة , والجميع يدرك إنها ليست أكثر من بالون مثل باقي بالوناته الوطنية والانتخابية , الا ان صحيفة "الصباح" نشرت يوم 28/8/ 2011 تحت عنوان "المالكي يعتزم إطلاق حملة لملاحقة المفسدين في دوائر الدولة"

قبل سنتين ونصف كانت " وجود  نية " , اليوم " يعتزم " . وأعلن ذلك للصباح القيادي في ائتلاف دولة القانون حسن السنيد , مبينا ان الحملة تتضمن عدة جوانب , وان المالكي سيتحرك على عدة محاور في آن واحد , وسيسعى الى " تثبيت الامن واستقرار الوزارات لتنفيذ جميع برامجها المعدة والسعي لإعادة بناء وتطوير البنى التحتية " . والسؤال لا فائدة منه للسنيد , بل لكل عراقي نزيه : هل ان تثبيت الأمن بيد المالكي ؟! ام بشدة الصراع بين المشروعين الأمريكي والإيراني , ودرجة الاستحواذ بين وكلاء المشروعين – والمالكي من بينهم – في تحاصص السلطة , والذي اخذ أشكال عدم إنجاز مجلس سياسات علاوي , رفض أسماء مرشحي الوزارات الأمنية ..الخ .

ويتابع السنيد : ان " حملة المالكي تتضمن التحرك للقضاء على الفساد والمفسدين في دوائر الدولة " . وكان الفساد هو من الأشياء المادية الملموسة ويمكن تحطيمها بمجرد ضربها او قذفها بحجر مثلا , وليس سمة أخلاقية عشعشت في وعي العراقيين بسبب تركة صدام , وقيادتكم لما بعد صدام , وأصبحت نيشان يحمله المالكي ومن خلفه – مع الأسف –حزب الدعوة الذي قدم الشهداء الكثيرين على طريق حرية العراق . إزالة الفساد يحتاج الى برامج طويلة الأمد , إعادة بناء أجيال ومنذ المرحلة الابتدائية , وتتضافر فيها جهود دولة ( نزيهة ) والمدرسة والأهل والإعلام والهيئات الأخرى كي نستطيع اقتلاع جذور هذه الآفة , وليست حملة التمويه هذه . ويكمل السنيد " ويتم تنفيذ هذه الحملة عبر طريق بعيدة عن الروتين الإداري تعتمد على عنصر المفاجأة للدوائر التي ينتشر فيها الفساد الإداري والمالي ". وبمعنى أدق ان المالكي يريد ان يمارس سطوته من خلال التفتيش المفاجئ واخذ ( بوش ) الوزراء والموظفين , وفرض شرعية السطوة بدل شرعية التسلسل الإداري لهيبة رئاسة الوزراء المفقودة نتيجة المحاصصة , والتي يتبع فيها الوزير رئيس قائمته قبل رئيس الوزراء .

لم يذكر السنيد موعد إطلاق هذه الحملة , مما يؤكد إنها للاستهلاك الإعلامي مثل سابقتها , والسؤال للسنيد ومستشاري رئيس الوزراء من قيادة حزب الدعوة : من الذي أسس ودعم الفساد الإداري والمالي ؟! وعلى سبيل المثال لا الحصر , من الذي حارب أول رئيس لهيئة النزاهة القاضي راضي الراضي ؟ لأنه رفض الانصياع لرغبة جناح المالكي مما اضطره لترك العراق , وتسليم الآلاف من وثائق الإدانة والفساد للأمريكان . ومن الذي أنقذ وتستر على سرقات وزير التجارة (السوداني) ؟! من الذي أعاق إصدار قانون عدم استدعاء أي موظف الا بموافقة وزيره ؟! وغيرها الكثير . أليس هو المالكي والشلة التي تحيط به ؟! فكيف يمكن للمالكي ان يقود حملة للقضاء على الفساد ؟! وان صدقت الحملة, فالطريق واسعا أمام كل فاسد للانضمام الى حزب المالكي والدخول تحت مظلته , على طريقة البعث المقبور .

 

 

free web counter